الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أستاذ بكلية الهندسة: التعاون أمر حتمي لتحقيق الاستدامة في إدارة المياه بحوض النيل

بوابة روز اليوسف

 أكد أستاذ الموارد المائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة الدكتور هشام بخيت، أنه لا يوجد حل آخر لتحقيق الاستدامة في إدارة المياه بحوض النيل سوى بالتعاون، وهو حل حتمي.

 

وقال بخيت - خلال جلسة فنية بعنوان "التعاون في أحواض الأنهار المشتركة" المنعقدة ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، اليوم الأحد - إن نهر النيل يعد الأطول في العالم، مشيرا إلى أن إيرادات المياه في حوض نهر النيل تصل إلى ٢ مليار متر مكعب، يصل منها إلى المصب حوالي ٤٪ فقط.

وأضاف أنه بالنظر إلى التوزيع الديموجرافي للسكان حول النهر، نجد أن ٤ ملايين شخص موزعين على ٥٠٪؜ من الأراضي الواقعة على ضفاف حوض النيل.

وتابع بخيت أنه إذا نظرنا بصورة أكثر اقترابا في مصر، نجد أن ١٠٠ مليون نسمة من أصل ١٠٤ ملايين نسمة يعيشون على ضفاف النيل، وإذا نظرنا إلى تصنيف الفئات العمرية في هذا التوزيع، نجد أن الفئة العمرية الغالبة من الشباب، وبالتالي فهم في حاجة إلى التنمية المستدامة. 

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى هذه التحديات، نجد أن الدراسات توضح ارتفاع درجة حرارة حوض نهر النيل بمقدار يتراوح بين درجتين و٤ درجات نتيجة التغيرات المناخية، وزيادة البخر والنتح، مما يضع ضغطا على إنتاج الغذاء.

وأوضح أستاذ الموارد المائية أن دول حوض نهر النيل هي الأقل في التنمية بين دول العالم.. لافتا إلى معاناة مصر من الأفعال أحادية الجانب في حوض نهر النيل، ومؤكدا أن هذه التحديات تفرض التعاون بين دول حوض النيل.

وأكد بخيت، أنه من المستحيل تحقيق استدامة التنمية في ضوء التحديات الحالية والأفعال الأحادية، والتي ستزيد من الصراع، الذي ستكون تكلفته ضخمة للغاية، وتخلق الكثير من التوتر.

وأضاف ان الأفعال الآحادية تقف حائلا أمام التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية، مشيرا إلى أن الحجم الضخم لسد النهضة، الذي يحتل المرتبة الثامنة في العالم من حيث الحجم، ويستحوذ على ١٠٠٪ من إيراد النيل الأزرق، وهو ما يفاقم من سوء الوضع مع تحديات مصر المائية، قائلا سيكون من الصعب التعامل مع هذا المخزون الضخم مم المياه، فضلا عن تأثيره على تشغيل السد العالي دون تنسيق.

وأكد بخيت أنه لا يمكن إدارة سدين بحجم السد العالي وسد النهضة في غياب التنسيقات والاتفاقات الضرورية لتشغيل هذه السدود معا.

وقال "إنه بالنظر إلى هذا الأمر من حيث الملء والتشغيل يجب التفكير على نحو إقليمي، وأن نرى ماذا كان أثر سد النهضة في العام الماضي؟ والعام المقبل؟ وأثره في العام بعد المقبل؟".

وتابع أنه يجب استشراف ما سيحدث في المستقبل.. لافتا إلى وجود الحلول التقنية والفنية، ولا ينقص سوى الإرادة السياسية، حيث سننتقل بمزيد من التعاون من التنسيق إلى التعاون ومن ثم إلى التنفيذ، وبالتالي الابتعاد عن المخاطرة.

ولفت أستاذ الموارد المائية إلى طرح التعاون على الجانب الإثيوبي، ومن ثم التنسيق في حالات الملء الكامل والجفاف والجفاف الممتد، الذي يضمن التشغيل الفعال لتوليد الكهرباء من سد النهضة، وهذه الحلول لن تكون جيدة إذا لم توضع في قالب قوي، والقالب هنا هو قالب القانون الدولي. 

وأكد مجددا أن التصرفات الأحادية ليست حلا.. مشيرا إلى أن التعاون الاستراتيجي خيار اتخذته مصر للإدارة المتكاملة وتشارك المعلومات والتعاون العابر للحدود حول النهر.

واختتم حديثه قائلا "لتحقيق التنمية المستدامة في حوض نهر النيل، يجب النظر في التعاون من منظور إقليمي، ليس فقط من أجل التعاون في مجال المياه، ولكن في جميع المجالات".

كانت فعاليات "أسبوع القاهرة السادس للمياه" قد انطلقت صباح اليوم الأحد، تحت عنوان "العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة"، والذي يستمر حتى 2 نوفمبر القادم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

ومن المقرر أن تتضمن فعاليات الأسبوع عقد العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وورش عمل إقليمية وجلسات فنية، فضلا عن تقديم عروض ومشاركات من متحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء وأساتذة وطلبة وخريجي جامعات وطلاب مدارس.  

تم نسخ الرابط