«الأعلى للثقافة» يلقي الضوء على موسوعة مصر والقضية الفلسطينية
أقام المجلس الأعلى للثقافة، مائدة مستديرة لمناقشة "موسوعة مصر والقضية الفلسطينية - المجلد السادس"، وأدار النقاش الدكتور خلف الميرى، وتحدث خلالها كوكبة من المؤرخين الأكاديميين والكتاب، وهم: الدكتور عاصم الدسوقى، والكاتب أحمد بهاء الدين شعبان، والدكتور جمال شقرة، والكاتب شعبان يوسف، والدكتور زكي البحيري.
افتتح الحديث الدكتور خلف الميري موضحًا أهمية هذه المناقشة التي تأتى بالتزامن ماهتشهده المنطقة العربية من أوضاع محتدمة جراء أدمت قلوب الجميع، وتابع حول ما يحتويه المجلَّد السادس من "موسوعة مصر والقضية الفلسطينية"، يتمركز ما بين عامي 1968م و1973م؛ حيث يلقى الضوء على مقدّمات حرب 1973م عبر أربعة محاور رئيسية؛ وهي: الموقف الداخلي في مصر قبل الحرب، والموقف العسكري قبل الحرب، والعامل العربي والأفريقي والإسلامي والقضية الفلسطينية، والموقف الدولي من القضية.
عقب ذلك تحدث الدكتور عاصم الدسوقي مؤكدًا أهمية القراءة، في تشكيل وعي الأجيال وثقافتها، وتابع موضحًا أننا صرنا نعيش مشكلة مواجهة الأجيال، والتي تتمحور في حقيقة الأمر كذلك حول تلك العناصر.
وتابع الدكتور عاصم الدسوقي كلمته ساردًا بعض كلمات الزعيم الاستثنائي جمال عبدالناصر، الذي كان يؤكد دائمًا أنه حينما يأتي المدح من العدو يكون مؤشرا للمضي في الطريق الخاطئ، أي في الطريق الذي يحقق مصلحة العدو، والعكس صحيح حينما يهاجمنا العدو يجب أن نعلم أننا نسلك الطريق الصحيح.
فيما أشار الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان إلى أن إعلان الحرب على إسرائيل الرئيس أنور السادات، عبر الإعلان عن عام الحسم، وهو الأمر الذي تم إرجاؤه أكثر من مرة، والذي ترتب عليه رفع حالة الشحن المعنوي الإيجابي للشعب المصري، تلك الحالة التي يُعد أبرز عناصرها حماس الحركة الطلابية الشديد وحراكها وانصهارها في الشوارع للمطالبة بأن نحارب.
كما شهدت مصر في عقد السبعينيات تشكل جماعة دعم الثورة الفلسطينية بعد أن تعالت أصوات المطالبة بدعم القضية الفلسطينية، وفى مختتم حديثه ثمن على دور طلاب مصر الرئيسى، والذي أرجعه إلى ارتفاع مستوى الوعي الطلابي بدرجة كبيرة آنذاك.
ثم تحدث الدكتور زكي البحيري حول أهمية دور وزارة التربية والتعليم في ترسيخ الحقائق التاريخية الصحيحة في نفوس أبنائنا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية فيما يخص التعاطى مع القضية الفلسطينية، التي صرنا نعيش أحداثها الدامية يوميًا.
وتابع حول التعليم مؤكدًا أهمية تغير المناهج الدراسية الخاصة بالمواد الأدبية كالتاريخ، مستنكرًا كيف سيشعر أبناؤنا بالانتماء تجاه القضية الفلسطينية من خلال حفظهم تاريخ بلدهم من مذاكرات تحتوي على ملخصات سطحية.
وتابع مشيرًا إلى أن طرق التعليم باتت معتمدة على المشاهدة أكثر من السرد والحكي.
وفي مختتم حديثه أكد أهمية إعادة النظر فى المناهج التعليمية، خاصةً المرحلة الإعدادية، لأن مناهجها لم تقدم القضية الفلسطينية لأبنائنا الطلاب كما يجب.
من جانبه أكد الدكتور جمال شقرة: أن فكرة إصدار موسوعة توثّق رؤية للقضية الفلسطينية من منظور مصري، جاءت بواسطة قرار من رئيس مجلس الوزراء المصري لما تعرضت له الدولة المصرية من هجمة شرسة روجتها مجموعة من الأقزام، وكان هذا عقب حدوث العدوان الإسرائيلى على غزّة فى نهايات العقد قبل الماضي.
وتم إسناد مُهمة الإشراف على لجنة تأليف الموسوعة، إلى المؤرّخ الدكتور عادل غنيم المتخصّص في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، كما ضمّت اللجنة كوكبة كبيرة من كبار المؤرّخين والباحثين.
وقد صدر عام 2012 المجلَّد الأوّل من "موسوعة مصر والقضية الفلسطينية" عن "المجلس الأعلى للثقافة"، وتوالى إصدارُ أجزائها، إلى أن أُصدر المجلَّد السادس مؤخرًا، مروراً بمختلف المحطّات التي شهدتها القضية الفلسطينية، مع إلقاء الضوء على حضور مصر في الصراع العربي الإسرائيلي، ومواقفها الرسمية والحزبية والمؤسَّسية والشعبية منه.
وجدير بالذكر أن الدكتور عادل غنيم، قام بالتركيز فى كتاباته عقب حدوث النكسة على القضية الفلسطينية، ومن أبرز مؤلَّفاته فى هذا السياق: "الحركة الوطنية الفلسطينية من 1917 إلى 1936" 1974، و"الحركة الوطنية الفلسطينية من ثورة 1936 إلى الحرب العالمية الثانية" 1980، و"حائط البراق وليس حائط المبكى" 2008.



