الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"فيلسوف الضحك والبكاء" سيرة درامية جديدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

كتاب فيلسوف الضحك
كتاب فيلسوف الضحك والبكاء

عن دار ريشة للنشر والتوزيع، يصدر خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة 2024، كتاب "فيلسوف الضحك والبكاء"، للكاتب ماهر زهدي، ليكون الكتاب التعاون الثاني بين ريشة وزهدي، بعد تعاونهما الأول في كتاب "التمر حنة.. نعيمة عاكف".

يتكون كتاب فيلسوف الضحك والبكاء"، من ستة أبواب، كل باب يحتوي على خمسة فصول، تحمل أغلبها أعمال نجيب الريحاني المسرحية أو السينمائية، ويواصل زهدي من خلالها رحلته مع السيرة الدرامية لمن ساهموا في صنع البهجة في حياتنا، ليقدم من خلاله رحلة عملاق الكوميديا والتراجيديا نجيب الريحاني، منذ مولده حتى رحيله، وهو ما يميز هذا الكتاب عن كل الكتب التي سبق وصدرت عن نجيب الريحاني، خاصة أن مذكراته التي صدرت في أكثر من طبعة، تتوقف عند العام 1937، أي قبل رحيل الريحاني بما يقرب من 12 عاما، وهي المرحلة التي توهج فيها نجيب الريحاني كممثل، وأصبح الاسم الأول في عالم الكوميديا المصرية والعربية، وقدم خلالها رصيده المسرحي الأهم، فضلا عن كل رصيده السينمائي، وهو مالم يؤرخ في أي من الكتب السابقة التي صدرت عن الريحاني.

 

 

 

يتحدث زهدي عن الريحاني من خلال "السيرة الدرامية"، باعتباره فيلسوفا على المستويين، الإنساني والفني، مؤكد على أنه لا يمكن الحديث عنه باعتباره "كان" أو جزء من الماضي، لعدة أسباب تأتي في سياق الكتاب، أهمها من وجهة نظره، أنه لايزال علامة فارقة، والمحطة الأهم في تاريخ الكوميديا المصرية والعربية، بل ويعد حدا فاصلا لما كان قبله وما جاء بعده. يؤكد الكتاب أن الريحاني دخل إلى عالم التمثيل من الباب الأشهر والأكثر اتساعا والأكثر قبولا لدى جماهير زمانه، وهو باب "التراجيديا"، وحاول واجتهد ليكون أحد فناني هذا الفن الأصيل، غير أن الجماهير التي وقف أمامها رأت فيه ما لم يره في نفسه، وجدت فيه ضالتها في البحث عن نموذج لكوميديان العصر، واختارته لهذه المهمة الشاقة، بل والأكثر صعوبة، لأنها مع شعب لا يتذوق النكتة فقط، بل ينتجها في كل لحظة، فأكتشف الريحاني ذلك، وكان من الشجاعة أن رضخ لاختيار الجمهور، غير أنه أبى أن يكتفي بأن يكون كوميديان عصره، وعمل على أن يكون كوميديان كل العصور التالية له، فعمل على تطوير الكوميديا المصرية لأكثر من ثلاثين عاما، منذ أن بدأ عمله الاحترافي في الفن في العام 1908. يشير الكتاب إلى أن الريحاني بدأ رحلته مع الكوميديا من الفصل المضحك الأقرب إلى الكوميديا المرتجلة، ثم الاستعراض والأوبريت، مرورا بالكوميديا الهزلية التي خصها بمغزى أخلاقي واجتماعي جاد، حتى وصل بها إلى الشكل الأكثر نضجا من خلال "كوميديا الموقف" التي لا تزل معتمدة إلى يومنا هذا. يتناول الكتاب رحلة الريحاني مع الفن طيلة ثلاثين عاما، وكيف وضع خلالها صيغة مصرية خالصة للكوميديا، تعبر بصدق عن المجتمع، ساعده في ذلك عدة عوامل رئيسية مهمة، ربما أهما وجود تربة خصبة من بيئة مصرية تتعاطى النكتة بسخرية لاذعة، وتتعامل مع الكوميديا باعتبارها جزء أصيل من قوت يومها، إضافة إلى ذلك عاملين آخرين لا يقلان عن ذلك في أهميتهما، هما موهبته الفطرية كفنان له حضور أو ما يطلق عليه "كاريزما" خاصة، إضافة إلى حظ وافر من الثقافة والاطلاع لم ينقطع عنه حتى رحيله، وهو مالم يتوافر لكثيرين من جيله، وللأغلبية من الأجيال التالية له. لم يركز الكتاب على الجوانب الفنية في حياة الريحاني، بل تناول أيضا جوانبه الإنسانية، وكيف بدا حياته يكافح من أجل الوصول إلى هدفه في الحياة، ما اضطره للعمل في مجالات عدة من أجل الوصول إلى هذا الهدف، وكيف صنع نفسه بنفسه، وعمل على إتقان عدد من اللغات من بينها الانجليزية والفرنسية إلى جانب إتقانه العربية، لدرجة أنه أصبح ملما إلماما رائعا بالأدب المسرحي الفرنسي في لغته الأصلية، حتى أصبح هذا الأدب له بمثابة "كنز علي بابا" الذي راح يغترف وينهل منه، ويقوم بهضمه ثم يعيد إنتاجه في ثوبه المصري الخالص، حتى أصبح الريحاني نفسه يشكل المصدر الرئيسي للأعمال الكوميدية المصرية في المسرح والسينما، بعد أن صار تراثه الفني جزء أصيل في نسيج الذوق العام في مصر، لأنه أستمد عبقريته في الأداء من إنسانيته كجزء من النسيج المصري، فاكتشفته الكوميديا المصرية ونصبت منه عميدا لها.   يؤكد زهدي في الكتاب على جزء مهم جدا، ربما لم يتطرق إليه أحد من قبل، وهي مصرية نجيب الريحاني، على عكس السائد، ويثبت ذلك بالأدلة والبراهين، كما يتناول علاقته بالراقصة بديعة مصابني ورحلة زواجهما وانفصالهما، بل ويتطرق إلى زواجه من الفرنسية لوسي دي فرناي، وإنجاب ابنته "جينا"، كما يتناول الكتاب رحلات الريحاني الخارجية، سواء إلى الشام أو أمريكا اللاتينية، ومدى علاقته بالسينما وصولا إلى فيلمه الأخير "غزل البنات" الذي كان خاتمة الرحلة، حيث رحل الريحاني بعده بما يقرب من ثلاثة أشهر.

تم نسخ الرابط