السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مصر وقبرص.. شراكة استراتيجية ترتكز على وشائج تاريخية

مصر وقبرص
مصر وقبرص

تشهد العلاقات بين مصر وقبرص طفرة كبيرة على كافة المستويات لاسيما السياسية والاقتصادية خلال السنوات الأخيرة؛ لتتحول إلى علاقات استراتيجية ترتكز على الوشائج التاريخية والتقارب الجغرافي والمصالح المشتركة ما أسهم بشكل كبير في صياغة الرؤى المتقاربة حيال القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

 

وعكست الزيارة - التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري أمس الخميس، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، واستقبله خلالها الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس - الرغبة المشتركة للبلدين في الارتقاء بالروابط والدفع بها إلى آفاق أرحب بما يحقق مصالح الدولتين وتطلعات الشعبين الصديقين. 

 

حرص مصري على دعم العلاقات الثنائية مع قبرص وتعزيز أواصر التعاون في شتى المجالات.. هذا ما أكده وزير الخارجية - خلال اللقاء مع الرئيس القبرصي - وأعرب عن تطلع القاهرة لاستشراف المزيد من المجالات الجديدة للتعاون المشترك، والعمل سوياً لتطوير أوجه التعاون القائم بما يجعل منه نموذجاً يحتذى به في مجال علاقات التعاون بين الدول الصديقة.. مثمناً ما تشهده العلاقات الثنائية من تنام مستمر وملموس على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية. 

ومن جانبه، أكد الرئيس القبرصي خريستودوليدس حرص بلاده على تعزيز علاقاتها الراسخة مع مصر، ومواصلة تفعيل وتعزيز مختلف أطر التعاون التي تجمع البلدين.. مشددا على أهمية البناء على ما تم الاتفاق عليه خلال زياراته المتعددة للقاهرة خلال العام الماضي، ولقاءاته المثمرة مع الرئيس السيسي، من رؤى للارتقاء بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وترجمتها إلى تعاون ملموس يحقق مصالح الشعبين الصديقين. 

تنسيق وثيق على المستوى السياسي حيال القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتعاون في المحافل الدولية، وخاصة في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمتوسط، وتبادل التأييد في الترشيحات لعضوية اللجان الدولية المختلفة يؤكد عليه مسؤولو البلدين في المناسبات العديدة، فكانت مصر هى الوجهة الإقليمية الأولى والثانية بعد اليونان التي يقوم الرئيس القبرصي بزيارتها في شهر إبريل الماضي بعد انتخابه لقيادة بلاده.

كما أجرى الرئيس القبرصي زيارة إلى القاهرة في شهر ديسمبر الماضي، حيث استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما شارك الرئيس خريستودوليدس في قمة "القاهرة للسلام" التي استضافتها مصر عقب اندلاع الأزمة بقطاع غزة في شهر أكتوبر الماضي. 

تنسيق واتصالات متواصلة على كافة المستويات عكسته أيضا وتيرة الاتصالات والزيارات المتبادلة واللقاءات بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، والتي كان أخرها يوم أمس خلال زيارة الوزير شكري إلى العاصمة القبرصية، حيث تم تناول مجمل مسارات التعاون الثنائي بين البلدين بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي وتطورات التعاون في مجال الطاقة باعتباره أحد مجالات التعاون ذات الطابع الاستراتيجي للبلدين، مع التأكيد على أهمية إزالة أية عقبات تواجه الإسراع في خطوات تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها في هذا المجال بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين.

وأكد شكري اهتمام الحكومة المصرية بتعزيز التعاون مع قبرص في مختلف المجالات الاقتصادية بما يرقى لمستوى التقارب السياسي بين البلدين، ونوه بأهمية تعزيز الاستثمارات القبرصية في السوق المصري ونسج شراكات قوية وموسعة بين القطاع الخاص على الجانبين، تسمح بدخول رؤوس الأموال القبرصية إلى السوق المصري والاستثمار المباشر فيه واتخاذ مصر كنقطة انطلاق إلى السوق العربي والإفريقي.

كما توافق الجانبان حول أهمية تكثيف التحركات على المستويين الإقليمي والدولي لتحقيق الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة، والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة، فضلاً عن إطلاق عملية سياسية تهدف إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967. 

تعاون إقليمي يحرص البلدان على تعزيزه لاسيما في إطار آلية التعاون الثلاثي التي تجمع مصر واليونان وقبرص والتي أصبحت نموذجاً يحتذى به كإطار تعاوني إقليمي متكامل لمواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة في منطقة المتوسط.  العلاقات بين القاهرة ونيقوسيا على المستوى السياسي وصفتها سفيرة قبرص بالقاهرة بولي لانوو بأنها "وطيدة وتاريخية وقوية"، وشهدت طفرة وتطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت السفيرة لانوو - في تصريحاتها لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى وجود آليات للتعاون والحوار السياسي بين البلدين، فضلا عن مواقف الدعم المتبادلة بين الجانبين في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.. مؤكدة على التنسيق السياسي بين البلدين حيال القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

كما وصفت مصر بأنها "صخرة الاستقرار والأمن" في المنطقة.. معربة عن شكرها لمصر لدعمها المستمر لقبرص في مواجهة التهديدات التي تجابهها في أراضيها ومياهها.

وشائج تاريخية وجوار جغرافي وتمازج ثقافي بين الشعبين وحرص من البلدين على مواصلة ترسيخ الشراكة الاستراتيجية والتعاون القائم بينهما عبر آليات متنوعة جاءت جميعها لتؤكد أن آفاقاً أرحب وخطوات أكثر تقدماً تمضي بها مصر وقبرص نحو المستقبل بثبات ورؤية واضحة بما يحقق مصالح الشعبين والدولتين.  

تم نسخ الرابط