شركة الأهرام لإدارة المشروعات والحلول الهندسية قلعة في الصناعة وركيزة في بناء السيور
النهوض بالصناعة من الركائز الأساسية لدعم الاقتصاد المصري
استثمار الوقت بالشكل الأمثل من أهم مقومات النجاح
تعد إدارة المشروعات الهندسية من العمليات الحاسمة في تنفيذ المشاريع الهندسية بنجاح. فهي تهدف إلى تنظيم وتنسيق جميع جوانب المشروع، بدءًا من التخطيط وحتى التنفيذ والتسليم النهائي. تتطلب إدارة المشروعات الهندسية مهارات فنية وإدارية متميزة للتعامل مع التحديات المعقدة التي قد تواجه فرق العمل الهندسية، كما أن إدارة المشروعات الهندسية تشير إلى العملية الشاملة لتخطيط وتنظيم وتنفيذ ومراقبة وإغلاق المشاريع الهندسية، وتهدف إلى تحقيق أهداف المشروع بطريقة فعالة ومنظمة، مع الالتزام بالمعايير الهندسية والمتطلبات التقنية والجودة المحددة، وتشمل إدارة المشروعات الهندسية تنسيق الفرق وتوزيع الموارد وإدارة المخاطر والمشاكل المحتملة، بالإضافة إلى مراقبة التقدم والجدول الزمني والتكاليف، لذا تعد إدارة المشروعات الهندسية أساسية لتحقيق نجاح المشاريع وتسليمها بالمواصفات المحددة وفي الوقت المحدد.
في هذا اللقاء، سنكتشف أهمية إدارة المشروعات الهندسية وبعض الاستراتيجيات المهمة لتحقيق النجاح، بالإضافة إلى التحديات التي يمكن مواجهتها في هذا المجال، خلال لقاءنا مع الدكتور/ خالد الزغبي – الحاصل على الدكتوراه في إدارة المشروعات والحلول الهندسية من جامعة برينتيفورد الأمريكية عام 2024، ومن أفضل 100 شخصية على مستوى العالم في مجال إدارة المشروعات والحلول الهندسية من جامعة برينتيفورد الأمريكية لعام ٢٠24، وعضو اتحاد المحكمين الدوليين للقطاعات الهندسية، ومؤخرا سفير النوايا الحسنة والسلام العالمي، والأمين المساعد لأمانة الطالبية عن حزب مستقبل وطن، ورئيس مجلس إدارة شركة الأهرام لإدارة المشروعات والحلول الهندسية – والذي حدثنا قائلا:

بدأت الشركة في عام ٢0١٦ من خلال دراسة السوق، حيث وجدنا أن هناك شركتين فقط على مستوى جمهورية مصر العربية متخصصين في إدارة المشروعات إحداهما شركة دانماركية والأخرى فرنسية، ولا توجد شركة وطنية واحدة تعمل في هذا القطاع المهم، وبدأنا العمل الفعلي في الشركة عام ٢٠١٩، وفي بداية عملنا تخصصنا في خطوط تدوير المخلفات والتي لاحظنا فيها أنه يتم استخراج منتجات جديدة يمكن إنشاء صناعة فعلية على أثرها، وهي: مخلفات يمكن استخدامها في توليد الكهرباء، مخلفات يمكن استخدامها في إنتاج بعض المواد البترولية، مخلفات يمكن استخدامها في إنتاج السماد، وكذلك البلاستيك، الكرتون، الحديد ، إلخ …
وكانت أولى الأهداف الرئيسية للشركة هو الاستثمار في العنصر البشرى بالشركة، لأن أي مشروع ناجح لابد من إعداد الكوادر البشرية القيادية التي تساهم بشكل كبير وفعال في نجاح المنظومة، بالفعل قمنا بإعداد كوادر بشرية تستطيع حاليا تحمل إدارة مشروعات ومصانع كبيرة.

وأشار د. الزغبي إلى أن العمل بالشركة ينقسم إلى قطاعين وهما: إدارة المشروعات والتي نحقق من خلالها الأهداف المرسومة والمستدامة، ونستطيع في نهاية السنة المالية تحقيق الأرباح، ومن ثم نستطيع القول بأننا مشروع وكيان ناجح، كما أن طبيعة عملنا غير مقتصرة فقط داخل مصر، حيث أنه تم عقد مفاوضات في دولة بوركينا فاسو في مجال تدوير المخلفات، وتم التواصل مع وزير البيئة هناك لبحث آليات التنفيذ، ولكن المباحثات والمفاوضات متوقفة حاليا لعدة نقاط من أهمها تأمين المشروع، لأن المشروع كبير، وكذلك نعمل في دولة السودان وليبيا النيجر، ونعمل على فتح أسواق جديدة في أفريقيا في مجال السيور الناقلة، خاصة وأنها توفر في المجهود والوقت .. وتحقق ربحية عالية، حيث إنه يمكن تنفيذ السير وتصنيعه مرة واحدة لخدمة قطاع معين، والاستفادة منه في أي وقت يشاء صاحب العمل، وواجهتنا بعض الصعوبات مثل جائحة كورونا والتي أدت إلى توقف كل أشكال الحياة في مصر والعالم، وكذلك مشكلة التصدير والاستيراد، ولكن الشركة كانت لها أهداف محددة وواضحة منذ البداية واستطعنا بفضل الله تنفيذها.
وأما القطاع الثاني هو الحلول الهندسية والتي سطع نجمها وبقوة في فترة توقف الاستيراد، حيث كنا من أولى الشركات التي استطاعت توفير بعض قطع الغيار المستوردة للمصانع مثل السيور الناقلة، حيث حدث أن في بعض الفترات خلت الأسواق المصرية من السيور الناقلة فقمنا بتصنيع السيور الناقلة في مصر خاصة وأن صناعة السيور الناقلة تعتمد على المطاط المستورد من الخارج وتعتمد أيضا على صناعة أخرى وهي الرول والدرافيل والمواتير والجير بوكس، ولقد قامت الشركة بالتعاون مع أكثر من 1200 شركة ومصنع بجميع أنحاء الجمهورية في مختلف القطاعات والمجالات وتمدها بالسيور الصناعية الناقلة حسب الطلب وبالمواصفات التي تتناسب مع خطوط الإنتاج أو خطوط النقل الموجودة وطبيعة السلعة أو المواد المنقولة.

ويشير د. الزغبي إلى أن عدد الشركات العاملة في مجال استيراد السيور في مصر يبلغ 6 شركات ونحن بفضل الله واحدة من هذه الشركات، وحالياً بدأنا العمل في نوعية سيور الحركة التي تسمى (سيور حرف V) المختصة بالمعدات والتي تصنع من مواد خام معينة لتتمكن من تحمل طبيعة عمل المٌعدة، وتتنوع مقاسات هذه السيور مابين ١٠ آلاف مقاس، والسيور الناقلة تتنوع مابين ٣٦ مقاس، وتقوم الشركة أيضا بتصنيع محطات خلط الأسفلت حيث كانت هناك دولتان فقط في الشرق الأوسط تقومان بتصنيع هذه المعدات وهما إيران وتركيا، وكذلك استثمرنا في قطاع معدات خلط الخرسانة الجاهزة، كل هذا بخلاف السيور الخاصة بالمصنع بجميع مشتملاتها مثل: السيور المطاطية، والسيور البلاستيكية PVC، والسيورBU ، وأيضا السيور بالمشايات الرياضية، كما أن الشركة تعمل مع نحو ١٧ مصنع أسمنت من إجمالي ٢٥ مصنع في مصر، بجانب أننا نتعاون مع مصانع الكيماويات، الإنتاج الحربي، شركة المقاولون العرب، شركة سامكو، الشركة الوطنية، وأيضا مع الكسارات والمحاجر.
ويضيف د. الزغبي أن الشركة تعد موزع معتمد لجميع أنواع ومقاسات السيور الناقلة (أملس – شفرون - محبب)، وأيضاً في جميع إكسسوارات السيور مثل: جيربوكسات – بكر وشبك – كسوة درافيل – مواتير – لحام سيور – خامات اللحام، كما أن الشركة تقدم الاستشارات الفنية والهندسية تحت إدارة نخبة من المهندسين المتخصصين.
وشدد د. الزغبي على أنه لا بد من توحيد المواصفات القياسية لكل منتج وصناعة من الصناعات حتى نستطيع النهوض فعلا بالصناعة المصرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي وتصدير الفائض إلى الخارج بعد مراجعته ومطابقته للمواصفات القياسية العالمية والأوروبية، خاصة أن الدول المتقدمة تعتمد على الصناعة بشكل كامل في اقتصاداتها لأنها تعتبر القاطرة الرئيسية في قطار التنمية والتطور وبناء الأوطان، كما أن توجهات القيادة السياسية بقيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي شددت على ضرورة أن يكون المكون المحلي للمنتجات المصرية يصل إلى 65٪ من مكونات المنتج التام الصنع في إطار توطين الصناعة المصرية والاعتماد على المكون المحلي لتوفير بدائل مدخلات الإنتاج وقطع الغيار المستوردة بأخرى مصرية، ويجب أن تتميز هذه البدائل بعدة عوامل أهمها: الجودة - المتانة - الدقة - الصلابة - الكفاءة.

ويستكمل د. الزغبي حديثه معنا أننا كمستوردين مواد خام تواجهنا عقبة كبيرة ونعاني من مشكلة خطيرة ولابد من تدخل الدولة لحلها ألا وهي إن مستوردي السيور الناقلة المُصنعة يقومون بدفع رسوم بقيمة 5% أما نحن مستوردي المواد الخام فندفع رسوم بقيمة 14% مما يجعل المنافسة السعرية غير عادلة بالمرة، لقد تقدمت بشكوى إلى وزارة المالية عندما كنت أشغل منصب المدير التجاري بالشركة الدولية لتكنولوجيا السيور في عام 2015، وتفضلت وزارة المالية بالرد على هذه الشكوى بعد 4 سنوات من تقديمها وانتهى الرد إلى أن الصين تعفو المصانع لديها من أية رسوم على المنتجات تامة الصنع فقط وليس المواد الخام من أجل زيادة صادراتها، لذا نحن نناشد القيادة والحكومة المصرية بإعفاء المصانع المنتجة للمنتجات تامة الصنع من أية رسوم أو ضرائب لمدة لا تقل عن 10 سنوات من أجل دعم هذه الشركات والمصانع وزيادة العملية التصديرية وجذب المزيد من العملة الأجنبية.
وأضاف د. الزغبي أن ثاني العقبات هي قلة الحرفيين في كافة المهن الحرفية المختلفة وهو الأمر الذي ينذر بتدهور شديد في سوق العمالة المصرية، ويرجع ذلك إلى أن قيمة العمل هي التي تم الاختلاف على فهمها وتقييمها، ويتعزز ذلك مع ظهور قيم أخرى للثراء السريع "التوكتوك"... والحصول على أعلى دخل بأقل مجهود دون النظر إلى أهمية صنعته ومهنته مما ينذر بكارثة اقتصادية كبيرة إن لم تدرك الدولة هذا الخطر الداهم وتهتم بالتعليم الفني لتخريج عمالة فنية مدربة تتمتع بمهارات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ومؤهلة لسوق العمل، لأن سوق العمل الحالي يحتاج لتخصصات غير تقليدية لا يوفرها التعليم العالي، حيث يحظى التعليم الفني في الدول المتقدمة بأهمية كبرى من الحكومات والمجتمع الصناعي والتجاري، ويعتبر المصدر الرئيسي لإمداد سوق العمل بالعمالة الفنية المدربة، كما يجب الاهتمام بالصناعة من خلال توفير الآلات والمعدات التكنولوجية لتطوير الصناعة في مصر الذي سيكون له مردود إيجابي كبير على الصناعة مما يوفر فتح مجالات متعددة للاستثمار ومن ثم توفير وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

ويؤكد د. الزغبي أنه سبق وقد تم تقديم مشروع توصيل الخبز للمواطن مجانا وبدون أن يتحمل أي تكلفة، وذلك من خلال تنفيذ منظومة تتمثل في استغلال الظهير الصحراوي لمحافظة الجيزة ويتم إنشاء مطاحن وصوامع ومخابز بها، خاصة وأن محافظة الجيزة يبلغ تعدادها ما يقرب من ٢٠ مليون نسمة، وعن الاستفادة المنتظرة من المشروع هو تقل جميع المطاحن من القطاعات الاستراتيجية من محافظة الجيزة مثل شارع فيصل وشارع الهرم ... الخ، وإعادتها إلى الدولة لإنشاء مشروعات تدر عائد كبير لخزانة الدولة، وأيضا تقليل نسبة الفاقد في المطاحن والتي تصل نسبتها ٦٠%، ولقد تم رفض المشروع من قبل وزارة التموين عندما تم عرضه عليها.
والمشروع الأخر: حضر عالم مصري إلى مصر في عام ٢٠٢٠ وقدم لي براءة اختراع لمشروع فلتر، يقوم بتركيبه في جميع المصانع يجعل القاهرة خالية تماماً من التلوث، والمشروع تمت الموافقة عليه من قبل رئيس مجلس الوزراء ووجه بعرضه على وزارة البيئة والتي قامت برفضه، لأن تكلفة المشروع وقتئذ ٧ مليون جنيه وقامت وزارة البيئة بعرض تمويله بمليون جنيه فقط، فمن يتحمل الفرق بين الميزانية الفعلية للمشروع والمبلغ المعروض من وزارة البيئة؟!
ويشير د. الزغبي إلى أن من أهم من مقومات النجاح أنه لابد من استثمار الوقت بالشكل الأمثل، حيث إن لدينا في اليوم ٢٤ ساعة ومن الطبيعي تقسيم الوقت كما يلي: ٨ ساعات للعمل، ٨ للترفيه، ٨ للنوم تعادل التفوق والنجاح، وهذه الثقافة يجب أن تكون حاضرة دائما في ذهن الجميع، كما لابد من إنكار الذات لتحقيق النجاح، فلا يصح أن نكثر من الكلام في العمل أو أن نكون مشتركين في فاعلية أو حدث ونصر على الانفراد بنسب النجاح لذاتنا، وأيضاً لابد أن يكون هناك تخطيط استراتيجي للأهداف اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية وأن يكون هدفنا الأسمى والرئيسي هو دخول الجنة.

وعن الدور المجتمعي الذي يقوم به د. الزغبي فيقول: أنني أشغل منصب الأمين المساعد لأمانة الطالبية عن حزب مستقبل وطن، ومن خلال هذا المنصب استطعنا بفضل الله وقيادات الحزب عن أمانة القسم برئاسة الأستاذ/ عصام شلتوت وأمين التنظيم الأستاذ/ وحيد القصاص من تنفيذ عدة مبادرات ومعارض مجتمعية لخدمة أهل الطالبية ومحافظة الجيزة الكرام مثل معرض للسلع الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، وأيضا في فترة دخول المدارس أقمنا 3 معارض في مناطق متفرقة، كما أننا بفضل الله قمنا بالتواصل مع وزارة الصحة خلال مبادرة "100 مليون صحة" وأقمنا القافلة لمدة أسبوع تما من خلالها توقيع الكشف وإجراء التحاليل والأشعة وصرف العلاج بالمجان وكذلك ساعدنا بعض الحالات المرضية التي تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية بإصدار قرارات علاج على نفقة الدولة دون تحملهم لأية تكاليف مادية.
وأختتم د. الزغبي الحديث معنا: أود أن أتوجه بالشكر إلى القيادة السياسية التي تقوم بإحداث طفرة إنشائية كبيرة "مصر جديدة" بالعاصمة الإدارية الجديدة وشبكات الطرق القومية العملاقة التي قامت بربط وتسهيل الحركة المرورية والانتقال بين محافظات مصر كلها بكل سهولة ويسر لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة على كافة المحاور، مشيرًا إلى أنه لايمكن اختزال الإنجازات والمشروعات في مجموعة مدن وطرق وكباري فقط، وإنما هي جمهورية جديدة ونهضة شاملة في مختلف القطاعات والمجالات.
تسجيلي



