محافظ بورسعيد في مدينة "سلام الجديدة": مواجهة الأزمات على الأرض وتعهّد بحلول عاجلة
لم تكن جولة اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، داخل مدينة "سلام الجديدة" شرق المحافظة، مجرد تفقد روتيني للمباني والمنشآت، بل تحولت إلى جلسة مفتوحة مع المواطنين، حملت في طياتها همومًا ومعاناة يومية، واستجابات فورية، ورسائل طمأنة بأن الدولة لن تترك أبناءها في مواجهة التحديات بمفردهم.
منذ اللحظة الأولى لوصوله، حرص المحافظ على التجول داخل مرافق المدينة، فشملت جولته المدرسة والحضانة والمخبز والمسجد والمنفذ السلعي، لكنه لم يكتفِ بالمشاهدة، بل فتح قلبه وآذانه لشكاوى الأهالي، الذين تحدثوا بصراحة عن معاناتهم من مياه شرب غير صالحة للاستخدام، وصعوبة المواصلات التي تستغرق ساعتين من بورسعيد حتى المدينة، فضلًا على غياب الخدمات الصحية التي تمثل هاجسًا للأسر، خاصة في ظل وجود كبار سن وأطفال.
المحافظ استمع، ودوّن، ثم بادر بإجراءات سريعة، مؤكدًا أنه سيكسر أي روتين إداري قد يعرقل وصول الخدمات للمواطنين، حتى لو اقتضى الأمر التدخل المباشر بالهاتف مع المسؤولين، وأمام الأهالي وعد بإنهاء أزمة المخبز وتشغيله خلال أيام، مع إنهاء كافة تراخيصه فورًا، باعتباره ركيزة أساسية لحياة آدمية كريمة.
كما أعلن عن افتتاح منفذ سلع غذائية متكامل الأربعاء المقبل لتخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين.
وفيما يخص أزمة المواصلات، كشف اللواء محب حبشي عن تعاقد المحافظة على 14 أتوبيسًا جديدًا بتكلفة 35 مليون جنيه، ستدخل الخدمة خلال 4 أشهر، بما يضمن تسيير رحلات منتظمة تربط مدينة سلام الجديدة ببورسعيد، ويقضي على عزلة الأهالي.
كما وجّه بسرعة توفير نقطة إسعاف مجهزة بطبيب لحين تشغيل الوحدة الصحية بشكل كامل بالتنسيق مع وزارة الصحة، مؤكدًا أن حياة الناس وصحتهم لا تحتمل الانتظار.
"لو طفل أو رجل مسن تعب لازم نحميه صحيًا لحد ما يوصل للمستشفى".. بهذه العبارة عبّر المحافظ عن فلسفته في إدارة الأزمة، مشددًا على أن الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية هي حقوق أصيلة لا ترف.
وأكد أن المدرسة ستدخل الخدمة بكامل طاقتها مع بدء العام الدراسي الجديد، لتصبح المدينة مؤهلة لاستقبال مزيد من الأسر الراغبة في الاستقرار.
ولم يغفل المحافظ التذكير بأن الدولة أنفقت مليارات الجنيهات على إنشاء مدينة سلام الجديدة باعتبارها مستقبل بورسعيد وبوابة التنمية في شرق القناة وسيناء، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في استكمال كافة المرافق الحيوية والخدمية.
أهالي المدينة غادروا اللقاء بقدر أكبر من الثقة والاطمئنان، بعدما لمسوا أن صوتهم مسموع، وأن خطوات الإصلاح بدأت بالفعل على الأرض.
أما المحافظ فأنهى جولته برسالة واضحة: "سلام الجديدة ليست مجرد مبانٍ، بل حياة كاملة سنبنيها معًا، ولن نسمح أن يعيش المواطن خارج إطار العدالة الاجتماعية التي تسعى الدولة لتحقيقها".



