"واشنطن بوست": العزلة الدولية بدأت تحكم الخناق على إسرائيل
أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، الضوء على تزايد العزلة الدولية لإسرائيل في الفترة الأخيرة، وهو ما تجلى في انسحاب العديد من الوفود الرئيسية خلال إلقاء بنيامين نتنياهو لكلمته أمام الجلسة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم أن جيش الاحتلال لايزال يتحدى الضغوط الدولية لوقف عدوانه على قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات المنقذة للحياة.
وقالت الصحيفة في مقال رأي لكاتبها البارز إيشان ثارور إن خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان أقرب للخطابات المعتادة؛ حيث وقف على المنصة يوم الجمعة الماضية، حاملًا لوحات كما اعتاد تتضمن ادعاءات حول خيانة أعداء إسرائيل، وعرضًا لما وصفه بأنه انتصارات إسرائيل على الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
لكن حتى في سياق خطابات نتنياهو المتكررة والمثيرة للجدل في الأمم المتحدة، كان رد الفعل على خطابه الأخير بارزًا؛ إذ قام مئات الدبلوماسيين من عشرات الدول بالانسحاب من قاعة الاجتماعات فور صعوده إلى المنصة، وهو انسحاب لم تستطع هتافات القليل من المؤيدين في المدرجات إخفاءه. وواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي شرح أسباب استمراره في الحرب المدمرة التي دمرت جزءًا كبيرًا من غزة وأدت إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني وأقنعت مراقبين دوليين، بما في ذلك لجنة خبراء مستقلة من الأمم المتحدة، بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية .
وانتقد نتنياهو الحكومات الغربية التي انضمت إلى أغلبية ساحقة من أعضاء الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال: "مع مرور الوقت، تراجع العديد من قادة العالم أمام ضغوط وسائل الإعلام المتحيزة والجماعات المتطرفة والجموع المعادية للسامية".
ومن المقرر أن يزور نتنياهو البيت الأبيض في وقت لاحق من اليوم الاثنين، في وقت تزداد فيه عزلة إسرائيل. ورغم أن الرئيس دونالد ترامب حافظ على علاقة وثيقة بين إدارته وحكومة نتنياهو اليمينية ودافع عن إسرائيل في الأمم المتحدة، مستخدمًا حق النقض ست مرات لمنع مجلس الأمن من تمرير قرارات لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن ترامب نفسه بدأ يُظهر استيائه من نتنياهو ويبدو أنه يأمل في إقناع صديقه الإسرائيلي بالموافقة على مقترح لوضع نهاية للحرب وتهيئة الطريق لإعادة الإعمار والمصالحة.



