إن من طبائع الأشياء أن يكون لقاء روزاليوسف للثورة لقاء حارا، فإن صحيفتنا كانت تمهد لها منذ بعيد، وتبشر بتعاليمها مع كل سطر خط فيها، وكل رأى بسط على صفحاتها. إن صحيفتنا هى أولى الصحف التي أكدت قيام الثورة وكانت فى انتظارها، فإذا حدث أن تجاوبت روزاليوسف مع الحدث الأكبر فى 23 يوليو 1952 فذلك أمر كان يراه الناس طبيعيا بين صحيفة خاصمت كل الأحزاب، وكرهت الملكية، وحاربت الاقطاع، وحملت على الفساد، وبين ثورة قامت لهذا كله وجاءت لتحقيق أمانى مرجوة من جميع الأحرار.
وقد حيت روزاليوسف الثورة منذ قامت، وكانت أجمل تحية موضوعية تلك التي سجلتها بمناسبة مضى سنتين على قيام تلك الثورة، حيث قالت: «تحتفل مصر اليوم بمرور عامين كاملين على العمل الباسل، الذي ولد فى القاهرة، وزحف خلال أربعة أيام على الإسكندرية، وأحاط بقصر فاروق.. وأمره باسم الشعب أن يغادر البلاد وأن يتخلى عن العرش.. فلم تغرب شمس ذلك اليوم حتى كان الطاغية قد رحل، حاملا مع متاعه كل تراث أجداده، ومستقبل أحفاده من الظلم والاستغلال.. والاستبدادا».
ثم تمضى روزاليوسف قائلة: «وهذا العمل الذي أغلق الباب خلف فاروق هو نفسه الذي فتح بابا آخر لكثير من الخطوات، لم يكن ممكنا أن تتم فى ظل فاروق».
وتؤكد روزاليوسف قولها بتسجيل حساب الأرباح التي جناها الوطن فى سنتى الثورة الأوليين بقولها «ولم يقف أثر هذه الضربة المميتة إلى الإقطاع عند تقليل الفروق الشاسعة فى الريف فحسب، بل ذهب أثرها إلى تحرير عقولنا نهائيا من رق التفكير الزراعي، والاقتصار على الزراعة، والاستكانة إلى الأرض.. ودفعنا دفعا إلى الاهتمام بالصناعة، التي هى فى هذا العصر الحديث مصدر القوة، وطريق المستقبل، وعامل التطور الأكيد».
«وكان منطقيا بعد ذلك أن يظهر فى الأفق مجلس الإنتاج، وأن تقفز إلى الصفحات الأولى، أخبار المشروعات الصناعية.. وتفاصيل إنشاء السدود، وتوليد الكهرباء وإقامة مصانع الحديد والسماد والأسلحة.. وفى الجانب السياسى.. نجد اتفاقية السودان التي أنهت صخرة كانت تتحطم عليها كل مرة محاولات الجلاء، ورسمت لشعب السودان طريق الخلاص الأكيد، ثم إلغاء الملكية، وإعلان النظام الجمهورى، الذي يعتبر خطوة أخرى فسيحة نحو الديمقراطية الصحيحة.
ولانغفل هنا أيضا، ونحن نحسب المكاسب الاقتصادية والسياسية، والمكاسب المعنوية.. فقد علمت هذه الأحداث الضخمة الناس أن يفكروا، وأن يتابعوا مجريات الأمور بعين خبيرة وقلوب مستنيرة.. كما أن ما انكشف من مخازى العهود السابقة، وما تبين زيفه من ألوانها وطلائها، علم الناس ألا يخدعوا بالظواهر، وألا يخطف أبصارهم البريق.. وأن يميزوا بين الحق والباطل، والخطأ والصواب.
ولا ينتهى بهذين العامين حساب الثورة، وحساب العمل الباسل الذي أدى إلى طرد فاروق.. إنه ما زال أمامها أن تحقق الجلاء على أساس الاستقلال الكامل غير المقيد.
وبعد
إن المتفائل هو الذي ينظر إلى الكأس فيقول: إن نصفها ملآن.. والمتشائم هو الذي ينظر إلى نفس الكأس فيقول: إن نصفها فارغ.. ونحن متفائلون. وأعوز إلى التفاؤل.

لأن التفاؤل هو أكسيد القوة، الذي يمنحنا الحياة».
وليست مجلة روزاليوسف وحدها، ولا إحسان عبدالقدوس وحده، ولا محررو الصحيفة وحدهم هم المتجاوبون مع الثورة تجاوبا ملحوظا، بل إن صاحبة السيرة بما أثر عنها من بعد النظر وثاقب الفكر، رأت رأى معاونيها، ولم تتردد فى تأييد الثورة ورجالها، وكانت جد معجبة بالنظرة الواقعية التي ينظر بها للأمور الرئيس جمال عبدالناصر.
وقد حيته حين وقعت الاتفاقية الجديدة الخاصة بجلاء الإنجليز عن القنال فى سنة 1954 بعنوان (جهاد عمره 72 عامًا!) قالت فى هذه التحية:
«تم فى مساء الثلاثاء الماضى التوقيع بالأحرف الأولى على الخطوط الرئيسية للاتفاق الجديد بين مصر وبريطانيا..
وبعد أن تم التوقيع بدقائق، تحدث الرئيس جمال عبدالناصر إلى المواطنين قائلا: «إننى أسرح بخواطرى فى هذه اللحظة إلى الذين جاهدوا من أجل هذا اليوم، ولم يمتد العمر بهم ليعيشوه، إلى الزعماء الذين كافحوا: أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول، والشباب الذين باعوا أرواحهم للفداء، على كل بقعة، من ثرى هذا الوطن».
وبالرغم من ذلك كله.. فقد ألقى الرئيس جمال عبدالناصر كلمة قال فيها: «إننا لم نقل: إننا حققنا كل شيء، وأتينا بمعاهدة الشرف والاستقلال»!
بل قلنا: إننا تقدمنا كثيرا إلى الأمام، ونحتاج إلى خطوات أخرى تحتاج بدورها إلى عزم وقوة وصبر وعمل.. فبرهن بذلك على رزانة بالغة، وحكمة سياسية عظيمة..».
وإن صحيفتنا لاتقصر تحيتها أو تأييدها على المناسبات التي جاءت بها الثورة كيوم قيامها، أو طرد فاروق، أو يوم توقيع اتفاقية الجلاء، بل إنها تختار كل مآثره فتذيعها على الناس معلنة تأييدها وإكبارها للعمل المضنى النافع الذي تقدمه الحكومة للبلاد كل يوم، فتذكر فى مطلع سنة 1955 أن مصر ليس عمرها ألفا وتسعمائة وخمسا وخمسين سنة بل «إنها أصغر من ذلك بكثير.. لقد أخذ الاستعمار من عمرها آلاف السنين.. الهكسوس، والرومان، والترك، والمغاربة والمماليك، والفرنسيون والإنجليز.. كل هؤلاء سطوا على عمر مصر واغتصبوه فحرموها من أن تعمل لتكبر أعمالها.
وقد بدأت مصر تعمل وبدأت تكبر، إن طرد فاروق قد أضاف إلى عمر مصر مائة وخمسين عاما فقدتها منذ تولت أسرة محمد على حكمها.
ومشروع الإصلاح الزراعي قد أضاف إلى عمر مصر آلافًا من السنين فقدتها منذ كان يسيطر عليها الإقطاعيون.
ومشروع السد العالى، وكهربة خزان أسوان، وإنشاء مصانع الصلب.. كل هذا سيعيد لمصر السنين التي خسرتها دون أن تقوم فيها ساعات ضخمة تساير التطور العالمى.. ومشروعات البغدادى قد أعادت للقاهرة مئات السنين التي قضتها مجموعة من الأزقة والحوارى المطبات».
وتقف روزاليوسف بالمرصاد لخصوم الثورة فى الخارج الذين يحاولون الغض من مكانها، والحيلولة دون تحقيق رسالتها العالية،
فإن ثورة مصر لم تكن ثورة محلية قط، بل ثورة بناء تعمل فى الحقل الذي يحقق للعالم، وبخاصة العالم الشرقى، وجوده وعزته.
إنها تهاجم الدول الكبرى لأنها تدفع الدول الخاضعة لنفوذها للاشتراك فى مؤتمر جاكرتا، لإيجاد تكتلات داخل المؤتمر تعمل على تحطيم الوحدة بين أعضائه، وتعمل على معارضة سياسة الحياد، أو سياسة الاستقلال التي يدعو إليها نهرو وجمال عبدالناصر وباقى الزعماء الاستقلاليين.
ورغم ذلك فإن مجرد انعقاد هذا المؤتمر معناه، أن قوة جديدة قد ظهرت فى عالم السياسة الدولية؟ قوة لا تستطيع روسيا ولا تستطيع أمريكا أن تتجاهلها أو تستهين بها.
وبعد..
فإن كل مواطن مصري اليوم أصبح يحس بأهمية مصر فى المجال الدولى.. وأصبح يحس أن جهود الثورة قد انتقلت من الحقل الداخلى إلى الحقل الخارجى وأصبح يحس بأن سياسة مصر الداخلية لا يمكن أن تتم إلا إذا وضحت سياسة مصر الخارجية.

«ومصر اليوم تجتاز أخطر مراحلها.. المرحلة التي يتم بها تكوين شخصيتها الدولية» ثم تمضى بعد ذلك مؤيدة اتجاه زعيم الثورة الذي ينادى بالحياد الإيجابى، معلنة أن: «جمال عبدالناصر عندما يعبر الجسر الذي أقامه ليتصل بالشعوب المنطلقة إلى حياة أفضل، إنما يدير ظهره للطريق الذي سارت فيه مصر خلال أجيال طويلة، ولم تجد فيه سوى الذل والفقر والاستعباد.. طريق التزلف إلى الدول الكبرى والخضوع لسيطرتها والارتباط بأحلافها.
وجمال عبدالناصر يؤكد بهذا الاتجاه أن الثورة المصرية لم تقم لخلع ملك فحسب.. إنما قامت لتصنع كيانا جديدا لمصر..
وكيانا اقتصاديا..
وكيانا اجتماعيا..
وكيانا سياسيا..
وكيانا دوليا..
وستكمل مصر كيانها لأنها تسير فى الطريق الصحيح، ولأنها تستطيع أن تحمل متاعب الطريق وتصبر على أعدائها..».
وتعبث الدول الغربية فتحاول إيذاءنا بدعوة إسرائيل إلى خلق حالة من التوتر على حدودنا، كأنها تريد أن تنتقم من مواقف الاستقلال التي وقتها الثورة فى الحرص على مقدرات بلادنا، فتدفع هذا المسخ إلى الاعتداء على حدود الدول العربية هنا وهناك، فتكتب روزاليوسف منذرة ومحذرة: «الجيش مستعد لأن يقاتل.. والشعب مستعد لأن يقف وراءه جيشه المقاتل».
لن يحدث أبدًا ما حدث قبل اليوم.. منذ سبع سنوات لا أكثر..
لن يحارب الجيش وفى صفوف الشعب فئة تسكر وتعربد وتعمر «الكباريهات» لتقيم حفلات انتخاب ملكة جمال، بينما أبناء هذا الشعب من قواته المحاربة يموتون ويستشهدون فى أرض فلسطين.
ولن يحارب الجيش وبين صفوف الشعب سماسرة يتخذون من الموت.. والاستشهاد والحرب تجارة رابحة يرفعون بها أرصدتهم فى البنوك!!
ولن يحارب الجيش وبين صفوف الشعب خوانة يبيعونه تارة للإنجليز.. وتارة للأمريكان.. وتارة لليهود أنفسهم.. لا.. لن يحدث هذا مطلقا.. لأن هؤلاء سحقهم الشعب.. وداسهم بأقدامه ولم يعد لهم وجود بين صفوفه!!
إننا اليوم غيرنا بالأمس، وجيش اليوم غير جيش الأمس.. وشعب اليوم غيرنا بالأمس.. كما قال جمال عبدالناصر!!
وإذا كانت تلك الحفنة من الفدائيين قد أقضت مضجع إسرائيل فماذا سنفعل عندما تتحول مصر كلها إلى فدائيين.. ويصبح كل شاب فيها انتحاريا فى حرب مقدسة؟!
إن الثورة لم تغفل يوما عن جيشها ولم تغفل لحظة عن عدوها.. ولم تنس يوما إسرائيل الجاثمة على حدودنا.

وقد عملت الثورة حساب هذا اليوم.. عملت حسابه بالأرقام والمدافع والنفاثات لا بالشعر ولا بالنثر.. ولا بالأناشيد؟!
وقد جاء اليوم الذي نواجه فيه إسرائيل فتعرف إننا تغيرنا.. وتغير فينا كل شيء.. فإما سلام كريم، وأما حرب لا نهاية لها».
وما أظن صحيفة أخذت على عاتقها فضح السياسة الغربية- إزاء محاولاتها المستمرة لإحداث ما من شأنه أن يهدم الثورة أو يقضى عليها- مثلما أخذت روزاليوسف هذا الأمر، وفى هذا يحدثنا إحسان عبدالقدوس فيقول: «هل تحاول أمريكا أن تحدث انقلابا فى مصر، تتخلص به من هذا الشاب العنيد الجرىء الذي يتجاهل نفوذها، ويصمم على أن يخلق لوطنه شخصية دولية مستقلة، وجيشا حرا قويا لا يعمل إلا لحساب مصر.. والشاب الذي لم يستطع الساسة الأمريكان أن يتهموه إلا بأنه «قليل الخبرة»، ولو كان «كثير الخبرة» لخضع كما خضع غيره وسار فى موكب العبيد، وألقى بنفسه فى التكية الأمريكية، يأكل ويشرب وينام ويدعو للسلطان؟!
هل تحاول أمريكا أن تخلع جمال من قيادة مصر وتوجيه سياستها، لتضع مكانه أحد عملائها، ببيعها مصر وسياسة مصر ومستقبل مصر؟!
وإذا حاولت.. هل تستطيع؟!.. إنها قد تحاول، وقد لا تحاول لكنها قطعا إذا حاولت فلن تستطيع!
لن تستطيع لأننا أغلقنا كل النوافذ التي يمكن أن تسرب منها مثل هذه المحاولة.. ولأن الذين مع جمال عبدالناصر اليوم ليسوا أفراد هيئة من الهيئات، ولا أفراد طائفة من الطوائف، ولكنهم أفراد الشعب كله.. ولن يجدوا بين هذا الشعب عميلا لهم، وإن وجد هذا العميل فسيقضى عليه الشعب قبل أن يمد يده إليهم».
واستطاع جمال عبدالناصر أن يستقل عن الغرب فى تسليح جيشنا، بعد أن ضاق ذرعا بالمناورات التي لعبها هذا الغرب فى تزويدنا بحاجتنا من هذا السلاح، فعقد صفقة الأسلحة المشهورة التي أطاحت باتزان الدول الغربية، وطوتها على الضغينة والحقد، فبينت لنا الشر، فإذا روزاليوسف تعلق على هذا الحدث بمناسبة أسبوع التسلح وتبرعات الشعب له: «بدأ أسبوع التسليح.. وبدأ كل مصري يضع يده فى يد الدولة لتبنى جيشا قويا قادرا على حماية بلاده.. وحدوده وكرامته من أى اعتداء!!
ونجاح هذا الأسبوع ليس نجاحا لفكرة جمع التبرعات.. وإنما هو نجاح لمبدأ حقنا فى التسليح من أى دولة.. وأى مصنع.. وأية كتلة.. حقنا فى أن نحمى مصر بطريقتنا التي تختارها فى مصر وترعى بها مصلحة مصر.. هذا المبدأ الذي وضعه جمال عبدالناصر.. ثم أجرى استفتاء!!
إن هذا القرش الذي دفعه كل مواطن، ليس إلا صوت هذا الوطن فى الاستفتاء الضخم الذي يجرى هذا الأسبوع.. استفتاء الشعب فى صفقة الأسلحة.. وجمال عبدالناصر وافق على مبدأ التبرعات لا لشيء.. إلا ليثبت للعالم كله بطريق مباشر واضح، أن الشعب يؤيد سياسته القومية العربية إلى أبعد الحدود.
وقد قال الشعب كلمته.. قالها وهو يمد يده ليضع فى صندوق التسليح فرشه ورأيه.. إنها الثقة التي منحها الشعب لجمال عندما طرح الثقة بنفسه.
وتحقق الثورة أضخم أمالها بتأميم قنال السويس، وإعادة الحق لأصحابه، فتحى روزاليوسف العمل وصاحبه بقوة وإيمان فتكتب تحت عنوان (هذا الرجل هو الشعب) مقالا جاء فيه: «إن الشعب يقدر ضخامة الإجراء الذي اتخذه جمال عبدالناصر ليرد كرامته وعزته أمواله.
إن تأميم القناة أخطر من طرد فاروق، وأخطر من طرد جيوش الاحتلال إنه التخلص من الرأسمالية العالمية.
وهذا الإجراء سنحميه بأرواحنا وإذا كان نصف مليون عامل قد ماتوا وهم يحفرون القنال فإن اثنين وعشرين مليونا مصريا مستعدون للموت، لتبقى القنال مصرية ملكا لمصر».
ويقع على بلادنا اعتداء غاشم من الإنجليز والفرنسيين واليهود، وتقذف عاصمتنا بالقنابل الهادمة والحارقة، وتقف القاهرة مرفوعة الرأس شماء الأنف، لا تهزها الطائرات ولا قذائفها، وتكتب روزاليوسف وسط النيران المشتعلة فتقول: «كيف استطاعت القاهرة أن تثبت أنها أقوى عواصم عالم ثباتا أمام أخطر عدوان حدث فى تاريخ العالم.
كيف استطاع الشعب المصري أن يقف هذه الوقفة التي يباهى بها الشعوب لا صراخ، ولا فجيعة ولا شك؟
«إنه الحق، حقنا الذي آمنا به والذي أحطناه بسياج من وحدتنا ومن تصميمنا ومن أعمالنا».
وقد كان لنا دائما هذا الحق وكنا مؤمنين به، وكنا دائما نحارب بريطانيا وفرنسا من أجله.. ولكن المعركة اليوم أكثر أمانا والنصر أقرب إلينا.
لقد كان لنا عدو فى الداخل قضينا عليه.
كان جيشا معزولا عن الشعب فأصبح الجيش هو الشعب، كان الإنجليز يحاربوننا، وهم مستقرون على أرضنا فأصبحوا يحاربوننا، وهم معلقون فى الفضاء، كان زعماؤنا سياسيين،، فأصبح لنا زعيم ثائر. زعيم منا، تصميمه من تصميمنا ومبادئه من مبادئنا وقوته من قوتنا».
وإنه ليصعب على المرء أن يسجل أكثر من هذا الطرف بيانا لتجاوب روزاليوسف مع ثورة البلاد، تجاوبا كان واضحا فى الرخاء، وهو أشد وضوحا فى الشدة والبلاء.
إن روزاليوسف السيدة كانت هنا معنا فى كل هذا الجهاد، كانت تبارك الجديد الذي طاف بحياة مصر من 23 يوليو 1952 إلى يوم أن نزل بها قضاء الله، ولم تتردد فى الكشف عن المعانى العميقة القوية التي جاءت بها الثورة وحققتها فى السنوات القليلة الماضية.
إنه شيء طبيعى أن يكون ذلك موقف روزاليوسف من الثورة، وهى الداعية لها منذ قديم، وهى التي عملت جاهدة فى تهيئة الرأى العام لاستقبالها الاستقبال الجدير به، إن أهداف هذه الثورة فى مجموعها كانت مجال جهاد على صفحات روزاليوسف منذ نشأت روزاليوسف، وكل فصل من فصول هذا الكتاب يعتبر وثيقة ناطقة بصدق ما نقول.
هذه قصة روزاليوسف السيدة فى روزاليوسف المجلة، بسطناها ملتزمين الدقة فى الأجمال والتفصيل، وهذا مقامها فى أكبر صحفها وأخطرها وإن لها لتاريخا آخر سوف نعيش فيه بعد قليل.
نقلاً عن كتاب “روزاليوسف سيرة وصحيفة”
نقلاً عن مجلة روزاليوسف (العدد المئوي)



