الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"خلعت جوزها عشان ريحة رجليه!".. مش قادرة أتنفس!

ارشيفيىة
ارشيفيىة

لم تكن "هانم" تتخيل أنها ستقف يومًا أمام محكمة الأسرة في إمبابة، تحمل ملفًا صغيرًا بداخله أوراق دعوى خُلع.

 

 

 كانت دائمًا تحلم ببيت دافئ، وأسرة بسيطة، وزوج يعود من عمله مرهقًا فتُحضّر له الطعام وتضع له بقايا حنانها على الطاولة. كانت تؤمن أن الزواج شراكة، وأن التفاصيل الصغيرة هي التي تبني بيتًا كبيرًا.

تزوجت من "محمد"، شاب في الثالثة والثلاثين، يعمل ميكانيكيًا، بسيط مثلها، تحبه رغم قسوة يديه التي تحمل آثار الشغل والتعب. في البداية، كانت المشاكل عادية، مثل أي بيت جديد، لكن شيئًا غريبًا بدأ يُثقل صدرها: رائحة قدمه التي تملأ المكان وتخنق أنفاسها كل مساء.

ليست الرائحة هي المشكلة، ولكن رفضه للعلاج، رفضه للاستماع، رفضه لفكرة أن هناك من يتألم بجانبه، كانت تقول له بحنان "مش عيب.. نروح لدكتور، نجيب كريم، نحلها سوا".

لكنه كان يرد بغضب: "دي حياتي.. ومالكيش دعوة"، ومع كل محاولة إصلاح، كان يقابلها بالصوت المرتفع، ثم الإهانة، وأحيانًا الضرب. لم تكن تبكي فقط من الألم، بل من شعورها أن كرامتها تُهزم أمام أكثر الأسباب بساطة. كانت تعود إلى بيت أهلها وتبقى أيامًا، ثم تعود إليه بأمل طفلٍ يحمل لعبة مكسورة ويحاول إصلاحها.

مرت سنة كاملة على هذا الحال..سنة تعلمت فيها "هانم" أن بعض البيوت لا تتصدع بسبب الخيانة أو الفقر أو المرض، بل بسبب غياب الاحترام.

وفي يوم هادئ، دون صراخ أو دموع، ذهبت إلى محاميها أيمن محفوظ، وقالت له بجملة واحدة حملت كل الحكاية: “أنا عايزة أعيش بكرامة.. مش أكتر، هكذا بدأت الدعوى”.

لا تبحث "هانم" عن فضيحة، ولا تريد أن تنتصر في معركة. كل ما تريده أن تستريح، وأن يعرف الجميع أن المرأة لا تهدم بيتها من أجل رائحة.. بل من أجل كرامة كانت تختنق كل يوم.

تم نسخ الرابط