السفير الشوبكي : العلاقات الفلسطينية المصرية تاريخية ولا يستطيع أحد تعكير صفوها
كتب - أحمد قنديل
أكد سفيردولة فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي على عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين كعلاقة استراتيجية راسخة على مر السنين والحكومات المصرية المتعاقبة، مؤكداً أن مصر لم تتخلى عن دورها بتاتا لأن القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري، واستطرد بقوله أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني تتابع كل ما يجري في مصر كأنه شأن داخلى فلسطيني ؛ لأن المواطن البسيط يدرك ان مصيره متعلق بهذا البلد.
وقال السفير الشوبكي أن القيادة الفلسطينية أعلنت مؤخرا في الدوحة أن ملف المصالحة الفلسطينية بدأ وسيستمر عبر الشقيقة الكبرى مصر؛ وأن الرئيس عباس قد التقى مؤخرا فى أديس أبابا بأخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتطرقوا فيه إلى زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن، مؤكدا أن أية محاولات لخلق شرخ بين مصر وفلسطين ستفشل حتماً، وأن الرئيس أبو مازن لا يتخذ أي خطوة في القضية الفلسطينية دون التشاور مع الشقيقة مصر ومن ثم الدول العربية التي تعد شبكة الأمان .
واستنكر سفير فلسطين بالقاهرة اتخاذ الكنيست قرارت عنصريا يفضي إلى شرعنة الاستيطان بما يجسد قمة الابرتهايد لأن جوهر المشكلة الفلسطينية هي الأرض والانسان؛ وأن اسرائيل تتعمد تهجير الاسرائيليين إلى فلسطين وطرد الفلسطيني من أرضه لاحلال الإسرائيلي بدلا عنه وتسعى لتشريع ذلك الاستيطان؛ ضاربا المثل بمستوطنة عمونا التى أقيمت على أراض فلسطينية وترافع الفلسطينيون وحصلوا على حكم محكمة من المحكمة العليا الاسرائيلية تثبت أحقيتهم في أرضهم وأجبرت اسرائيل على اخلائها وبالتالى أضحت اسرائيل تخشى تكرار الأمر وتطبيقه على باقي المستوطنات.
وأكد الشوبكي أن الرئيس ترامب لا يمكن أن يتوقع أحد ما يمكن أن يقدم عليه دوليا، وأن اسرائيل استغلت التوقيت لجس نبض ترامب وحكومته لأنها في مرحلة انتقالية وأن هناك احتجاجات داخلية ضد ادارته وأزمات دولية، وأن اسرائيل مررت المشروع وقد صمتت الادارة الأمريكية حتى اللحظة مما يعني منحهم الضوء الأخضر في استمرار سياساتهم المجحفة ومن ثم نقل السفارة وتهويد القدس وسرقة الأرض الفلسطينية لتصل لطريقها التي تريد من اعدام فرص حل الدولتين ووضع العقبات والحكومة الاسرائيلية الراهنة والتى يرفضها نصف المجتمع الإسرائيلي خوفا من العزلة الدولية التي قد تقع عليها مثلما فعل العالم في تجربة جنوب أفريقيا نتيجة الابرتهايد الذي مورس بين البيض والسود وكذلك تفعل اسرائيل بين الفلسطينيين والمستوطنين.
وأشار السفير الشوبكي إلى أنه قد تم تسليم المحكمة الدولية ملف الاستيطان لأنه وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة فإن نقل السكان للأراضي المحتلة تعتبر جريمة حرب ومطلوب منا ان نتوجه برفع شكوى رسمية حتى تدرج اسرائيل وقادتها المسؤولة للمحاكمة .
وأكد أن جامعة الدول العربية تتخذ مواقف عدة ضد الاستيطان ولكن فلسطين تستوعب قدر امكانية تنفيذ هذه القرارات لان الأمة العربية ليست في أفضل أحوالها مؤكدا أن اسرائيل تستغل هذه الفرصة من أجل تمرير هذه الحلول؛ لأنها تدرك أن الأمة العربية مشغولة بمشاكلها الداخلية وقضاياها المطروحة .
وأكد الشوبكي أن الادراة الاسرائيلية باستمرار محمية بالفيتو الأمريكي والمستوطنات التي تبنى بالمال الأمريكي، مستطردا أنه لما غادرت الإدارة الأمريكية منحت اسرائيل مساعدة معلنه قدرها 38 بليار دولار ، وأن حتى جون كيري في لقاءه الأخير تضمن حديثه وجهات نظر اسرائيلية تؤكد أن هناك قلقا على اسرائيل من عدم القدرة على تنفيذ حل الدولتين بما يعني أن التفكير سيوجه نحو حل الدولة الواحدة أى اقامة دولة ثنائية القومية بقوانين عنصرية ضد الفلسطينيين .
وأشاد السفير الشوبكي في حديثه بالموقف الأوروبي المتقدم على الموقف الأمريكي وأن الموقف الدولي في مجلس الأمن وقرارا 2334 وجه رسالة أغضبت اسرائيل خاصة وأنه كان بمظلة أمريكية حين امتنعت عن استخدام حق الفيتو ، حينها وجه العالم رسالة لاسرائيل مفادها أن الاستيطان غير شرعي .
وأكد الشوبكي أن فلسطين ستستمر في طرق أبواب المؤسسات الدولية لرفع قضايا ضد الاستيطان ، موجها بحدثه ضرورة أن تفعل الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة وتقيم مؤتمرا يدين ويجرم الاستيطان .
وأكد أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن أكد بضرورة أن تخرج لجنة متابعة دولية من مؤتمر باريس وبقيادة الدول الفاعلة في أوروبا والصين وروسيا التى تدعم حل الدولتين لانهاء الاحتلال واتخاذ قرارات ضد اسرائيل لردعها عن مخططاتها تجاه ابتلاع الحقوق الفلسطينية، مؤكدا أن اسرائيل لن تقوى على الاستمرار بالعيش في عزلة عن العالم جراء نبذها لسياستها العنصرية وعدم احترام القوانين الدولية، و أنها تراهن بالحماية والفيتو والدعم الاقتصادى الأمريكي وتراهن على التفوق في السلاح الأمريكي ؛ وأكد أنه لو تضافرت جهود المجتمع الدولى فستجبر الادارة الامريكية على ردع اسرائيل فهى لن تصمد طويلا امام الاجراءات الدولية ؛ شارحا ان اسرائيل لن تتمكن من الصمود امام الحلول التى ستفتحها عليها المنطقة العربية التى لن تقبل بما تروجه اسرائيل بأن القدس عاصمة أبدية موحدة لاسرائيل لأنها حينها ستدخل في مواجهة مع المجتمع الدولي .
واستنكر الشوبكي تصرفات اسرائيل التي تطرح نفسها كحليفة للمجتمعات العربية بنفس ذات اليد التى تمدها لدعم داعش والارهاب وتقديم الدعم و العلاج لبعض الجهات الإرهابية المخربة في الدول العربية ، مؤكدا أن اسرائيل ساهمت في خلق الارهاب وهي تقود مجموعات لداعش حتى أنها لم تفكر يوما في إيذاء اسرائيل وستجد أن ضحاياها كلها من المسلمين .
وأكد الشوبكي أن التفوق الديموغرافي سيكون لصالح الفلسطينيين مستقبلا وحينها اما أن تقبل اسرائيل بحل الدولتين وتقام الدولة الفلسطينية او ترفض ذلك وتصبح اسرائيل دولة ثنائية القومية وتمارس الابرتهايد التي تمارسه بشكل أبشع مما كان يمارس في جنوب أفريقيا.
وأكد أنه يتوجب على حماس العودة إلى البيت الفلسطيني وأن تضع أجندة وطنية فلسطينية وليس حزبية حتى تتقاطع مع منظمة التحرير الفلسطينية من أجل برنامج وطني فلسطيني قائلا:" نحن شعوب لدينا تعددية سياسية ولكن يجب عدم تعميق الخلافات السياسية لتكون بمثابة حائط صد لمواجهة الاحتلال لأن الانقسام الفلسطيني مصلحة اسرائيلية ، وأن فلسطين تراهن على معركة صمود أبنائها على أرضهم .



