"رشيد" الساحرة.. بدأت أسطورتها بـ"حجر" وأمر السيسي بتطويرها
البحيرة - محمد البربرى
مدينة رشيد مدينة السحر والجمال.. تقع عند التقاء النيل مع البحر الأبيض المتوسط، شرق مدينة الاسكندرية التى تبعد عنها بـ"65" كم، كما تبعد عن مدينة دمنهور عاصمة البحيرة بـ"55" كم، وتمتلئ بالبساتين وأشجار النخيل والموالح، لذلك سميت مدينة المليون نخلة، وهي مدينة التاريخ وزهرة النيل، ورشيد متحف كبير للعمارة الإسلامية، قدمت للعالم مفتاح حضارة إنسانية فى صورة حجر كشف عن أسرار اللغة القديمة، وتنمية وتطوير هذه المدينة العريقة أصبح أمرًا ضروريا.
"شمبليون" الذي فك رموز حجر رشيد لم يره
وهنا تظهر عبقرية الجنرال مينو.. بعد 13 قرنا من الجهل.. وقف "جان فرانسو شامبليون" أمام أكاديمية التسجيل وعلوم الآداب فى باريس عام 1822 ليقرأ رسالته الشهيرة عن كشف غموض اللغة الهيروغليفية، التى كان يستخدمها القدماء المصريون، كاشفًا الستار عن ثلاثة عشرة قرنا من الظلام، بعد 13 قرن من الجهل، وهى فك رموز حجر رشيد الذى عثر عليه الجندى الفرنسى "بوشار" إبان الحملة الفرنسية، واستولى عليه البريطانيون ولكن الجنرال مينو وكأنه كان ينظر للمستقبل برؤية بعيدة حيث قام بعمل نسخ شفافة من مياة البطاطس، ولا يعلم الكثير منا أن "شمبليون" الذى فك رموز الحجر لم يراه بل استطاع فعل ذلك من خلال نسخة شفافة.
السيسى يطلق إشارة البدء في تطوير وتنمية رشيد
أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة البدء فى مشروع تطوير وتنمية رشيد، خلال مؤتمر الشباب الذي عقد بالإسكندرية، خلال ثلاث سنوات للنهوض برشيد، مما يؤكد رؤية الرئيس نحو التنمية المستدامة والمشروعات العملاقة لمستقبل الأجيال، وتعد إشارة "السيسي" هي بداية الانطلاق الحقيقي للعودة برشيد كي تتبوأ مكانتها السياحية والثقافية.
حفيد "شمبليون" في احتفالية "رشيد محل ذاكرة"
وبدأت محافظة البحيرة فى تنفيذ تكليفات القيادة السياسية، بدءًا بترميم المساجد والمنازل الأثرية والانتهاء من ميناء الصيد والشروع في استغلال منطقه المثلث الذهبى على البحر ومنطقة تل أبو مندور الأثرى، وتسعى جامعة دمنهور لإعداد ملف عن رشيد لتقديمه لمنظمة اليونيسكو، ثم احتفالية "رشيد محل ذاكرة..شاهدا على العلاقات المصرية الفرنسية" والتي انطلقت الأحد اختتمت الثلاثاء الماضى بإستقبال حافل بمكتبة الاسكندرية بحضور نبيل حجلاوي، القنصل العام لدولة فرنسا بالإسكندرية و هيرفيه شامبليون، الحفيد الأصغر، وهدفت زيارة "شمبليون" إلى تعزيز الروابط الثقافية بين الجانبين، وتم في اليوم الأول اقامة منتدى حوارى بجامعة دمنهور وتفقد مكتبة مصر العامة ودار أوبرا دمنهور ثم زيارة مدينة رشيد في اليوم الثانى وتفقد المعالم الاثرية والسياحية بالمدينة.
رسالة مسجلة من الأمير "شارل نابليون" موجهة للشعب المصري
وعرض الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمكتب الشرق الأوسط بباريس وعضو المجمع العلمي، فى محاضرة إلقاءها بجامعة دمنهور على هامش الإحتفالية، رسالة للأمير "شارل نابليون" وجه فيها بضرورة تطوير رشيد، و التي تحفل مدن أوربا باسمها اعترافا بفضلها على الحضارة العالمية.
ماذا قال حفيد "شمبليون"عن مصر وعمق العلاقات مع فرنسا؟
حفيد شامبليون الذى استقبلته أهالى رشيد بحفاوه، تحدث عن الولع الفرنسي ومدى عمق العلاقات المصرية الفرنسية الضاربة عبر التاريخ واكتشاف حجر رشيد وعبقريه شمبليون فى فك رموز الحجر، مضيفًا إنه سيكثف الجهود مع المنظمات العالمية المهتمة بالثقافة والتراث لدعم مشروع رشيد باليونيسكو، مؤكدًا على أن التاريخ هو مجموعة من اللحظات المسرحية التي تصل به إلى الأبدية وولعه بدراسة اللغات، مؤكدا أن الحضارة المصرية هى الأولى فى التاريخ قبل الحضارة اليونانية، وأوضح "شمبليون" و أن الزيارة تهدف إلى القاء الضوء على الدور الذى قام به شامبليون الجد.
مشروعات بـ5 مليارات لتنمية وتطوير رشيد
وأكدت محافظ البحيرة لـ"بوابة روزاليوسف" تكثيف الجهود المبذولة لتنفيذ المشروع القومى لتطوير مدينة رشيد خلال 3 سنوات وفقا لتكليفات الرئيس السيسي، موضحة أن التكلفة المبدئية لمشروع التطوير يبلغ أكثر من 1500 مليون جنيه تم تنفيذ أعمال منها بقيمة 500 مليون، وأشارت إلى أن المشروع الجديد يضم إنشاء أول ميناء للصيد برشيد بتكلفة 410 مليون جنيه يضم 3 مصانع لتعليب الأسماك، إلى جانب العديد من المشروعات التى يتم دراستها والتى قد تصل إلى 5 مليارات جنيه، وعن احتفالية "رشيد محل ذاكرة" قالت "نادية" أن "رشيد محل ذاكرة ..شاهد على العلاقات المصرية الفرنسية" هى بداية الانطلاق الحقيقي للعودة برشيد كى تتبوأ مكانتها السياحية وتفعيلا لتوجيهات الرئيس السيسى، خلال لقائه مع الرئيس الفرنسى ليكون عام 2019 هو عام الثقافة والسياحة، كما قالت، أن ملف رشيد أصبح على رأس أولويات المحافظة، مؤكده أنها سخرت كل جهود المحافظة لوصول مدينة رشيد للمكانة التي تستحقها بين المدن التراثية في العالم.
عبقرية "مينو" في نسخ الحجر
وقال الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمكتب الشرق الاوسط بباريس وعضو المجمع العلمي و بعض الجاليات الفرنسية بمصر، فى محاضرة ألقاها فى جامعة دمنهور على هامش الاحتفالية، أن العالم الفرنسى جان فرانسوا شمبليون الذى فك رموز اللغة والحضارة المصرية لم يرى حجر رشيد، معتبرا أن عبقرية الجنرال مينو فى نسخ الكتابة على نسخ شفافة هوا الفضل الأكبر لاكتشاف شمبليون، ومؤكدا أن جان لم يكن مسموح له برؤيته .
مصطفى الفقي: زيارة حفيد "شمبليون" لمصر تحيي ذكريات الماضي وتوطد العلاقات الحاضرة
واستقبل الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، حفيد " شمبليون" والوفد الفرنسى بمرافقة وقاموا بجولة داخل المكتبة و أشاد مدير الفقى بالجهود لوضعها تحت مظلة اليونسكو، مؤكدا أن استدعاء الماضي بكل ما يحمله من فخر سببا في التقدم التطوير حاضرًا، وأبدى الفقى استحسانه لاختيار مكتبة الإسكندرية لتستضيف المؤتمر الختامي للإحتفالية، كما قال "الفقي" أن حضور حفيد شامبليون، وحفيد بوشار ومديرة متحف الفنون الجميلة لمصر يحيي ذكريات الماضي البعيد المفعم بالأحداث، ويوطد العلاقات الحاضرة بين مصر وفرنسا على المستوى الثقافي والشعبي.
جامعة دمنهور تطلق مبادرة الترميم والتوثيق الرقمي لآثار رشيد
وعن دور الجامعة، قال الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، شاركت الجامعة على مر السنوات السابقة فى دعم مدينة رشيد محليًا ودوليًا وذلك من خلال الدور العظيم التى قامت به الدكتورة نادية أندراوس، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالمحافظة من خلال إقامة المؤتمرات لإحياء رشيد، مشيرا إلى أن الجامعة حملت على عاتقها جزءا كبيرًا من تنفيذ المخطط باعتبارها شريكا في التنمية والتطوير، و موضحًا أن كلية التربية دعت الى تلك الإحتفالية، لاكتساب الدعم لتطوير رشيد.
نادية أندراوس.. عالمة اللغة التي تقاتل من أجل رشيد
وكان لـ"بوابة روزاليوسف" لقاء مع صاحبة فكرة دعوة حفيد شمبليون، الدكتورة نادية أندراوس أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة دمنهور ورئيس مجلس إدارة جمعية محبى رشيد، والذى قالت أن كلية التربية كانت تابعة لجامعة الاسكندرية حتى عام 1992 و دفعنا المرحوم الدكتور جابر المصرى لتطوير مدينة رشيد، مؤكدة أن مدينة رشيد كانت قد انحدرت إلى حالة يرثى لها وبدأنا العمل فى قسم اللغة الفرنسية كلية التربية على أحياء هذا المدينة العريقة بالتعاون مع السفارة بباريس، وفى عام 1997 فى حفل أحياء ذكرى 200 سنة فى بلد مولد شمبليون "فيجات" وفى نفس العام تم عمل مؤتمر دولة بكلية التربية لأحياء ذكرى 200 عام وكفاح شعب رشيد وقمنا بإلقاء محاضرة فى المركز الثقافى بباريس لتعريف المجتمع الفرنسى بمدينة "رشيد زهرة النيل"، وأضافت "أندراوس" أننا نجحنا بالتعاون مع الآثار ووزارة الثقافة فى إعادة ترميم العديد من الآثار برشيد.
رحومة: رشيد لم تستغل من الناحية السياحية
يقول الدكتور خالد رحومة، أستاذ قسم الاقتصاد بجامعة دمنهور: إذا نظرنا إلى مدينة رشيد من الناحية الحضارية والسياحية نجد أنها غير مستغلة نهائياً، ولم تحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام، إلى أن جاءت تعليمات الرئيس السيسى إبان المؤتمر الرابع للشباب ووجه بضرورة دعم وتنمية مدينة رشيد بوصفها متحفا مفتوحاً يضم العديد من الآثار المصرية وثانى أكبر مدينة تحوى آثاراً لإسلامية، مضيفا أن مدينة رشيد كانت من أكثر مدن مصر تأثرا ببناء السد العالى، حيث كان طمي النيل يصنع دلتا واسعة للزراعات المتميزة، ويصنع لها موسما ثريا من صيد السردين، وكان يحتفي به كمحصول القطن للفلاحين.
غتوري: نشارك في تحويل رشيد إلى قبلة عالمية للتراث
وقالت الدكتورة غادة غتوري، عميد كلية التربية، إنه انطلاقا من الخطة الجامعة في سبيل خدمة المجتمع وإبراز كنوز مصر الدفينة يأتي هذا الملتقى الذي يكلل الجهود التي تضافرت في سبيل خروج هذا الملتقى للنور، مؤكدًا أن الدور الذي نتبناه لن يقف عند هذا الحد، ونعمل كشريك أساسي لتحويل رشيد الى قبلة عالمية للتراث.
جمال منصور: آثارها تضم جميع حقب التاريخ وتسبق القاهرة فى التاريخ الإسلامي
ويوضح الدكتور جمال منصور، أستاذ قسم المناهج وطرق تدريس اللغة الفرنسية بجامعة دمنهور، وعضو جمعية محبي رشيد، أن مدينة رشيد هى أحد أهم مدن المحافظة على مر التاريخ وتضم جميع حقب التاريخ ضمن آثارها فهي تضم آثارا فرعونية عديدة.



