"سلم نفسك" عرض مسرحي لـ"خالد جلال" بمركز الإبداع الفني (صور)
متابعة - محمد خضير
حول رؤية مسرحية إبداعية بواسطة مجموعة مبدعة من شباب الفنانين.. وعلى مسرح مركز الإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية، عشنا داخل العرض الفني المبدع "سلم نفسك" بقيادة الفنان والمخرج خالد جلال، الذي قدّم صياغة وإخراجًا للعرض بشكل رائع، مع مجموعة من المواهب الشابة التي أبدعت في تقديم عرض مسرحي متكامل من حيث التمثيل والرقص والأزياء والموسيقى.
استطاع أبطال العرض، خريجو الدفعة الثالثة من دارسي مادة الارتجال لقسم التمثيل بمركز الإبداع، أن يثبتوا بجد وجهد أن شباب الموهوبين فنانون وقادرون على الإبداع والتألق بشكل يجذب الجمهور من جميع الفئات ومختلف الأعمار، حيث يتميز العرض بمجموعة من الأغاني والاستعراضات، وهي الصعيدي والإرهابي والإشاعات والطاقة السلبية والوصية والمستحيل.
شهد العرض العديد من النجوم والقيادات وحضر أمس أساتذة المعهد العالي للسينما المخرج خالد بهجت والدكتور أشرف محمد والدكتورة سناء الشامي والدكتور هيمن التهامي والملحن إيهاب حمدي وشباب الفنانين منهم فاروق هاشم ومصطفى عمر والمخرج أسامة رؤوف، وجمهور المسرح الذين أبدوا انبهارهم وإعجابهم بالعرض.
العرض من بطولة عدد كبير من الطلبة منهم ألحان المهدي، ومنصور أمين، وسارة هريدي، وأحمد الشاذلي، والعرض من تصميم أزياء وإكسسوار مروة عودة، والمخرج المنفذ علا فهمي، وموسيقى تصويرية وإعداد موسيقي كريم شهدي، ومن صياغة وتصميم إضاءة وإخراج الفنان خالد جلال.
كما استطاع الفنان خالد جلال، مخرج العرض، أن يضيف إلى رصيده الفني والإبداعي حالة فنية من العمل المتكامل الذي يسهم في دفع الحركة الفنية والثقافية، وما يمثله من أهمية كبرى في الوقوف والتصدي لمحاولات النيل من الفن والإبداع المصري، والتصدي به لما تواجهه مصر من تحديات.
يرحب خالد جلال بالضيوف والحضور، ثم يعلن أنه يأخذك إلى مرحلة مهمة في التفكر والتدبر في العرض، ويؤكد أن وزارة الثقافة ترعى المبدعين الشباب وتقدم نماذج ناجحة في العمل الفني تضيف إلى رصيده، وإلى صناع الحركة الفنية في مصر، وتقديم أبطال مهمين كل عام يصبحون نجوم الصف الأول من الفن في مصر.
يقدم 27 ممثلا من الشباب والفتيات أبطال العرض حالة مهمة، وبه تطور كبير في النص والصياغة والأداء والإخراج، ويحمل كمًا كبيرًا من النضج الفني الذي يقدم بجهد ودقة ورقة وذوق عال، وبشكل مبهج وأخلاقي جميل، يخرج منه المتلقي محملًا بكمية من الطاقة الإيجابية التي تغذي الروح والعقل والوجدان.
وتدور أحداث العرض حول تغير السلوكيات في المجتمع في إطار من الفانتازيا من خلال شخص يسافر إلى المستقبل الذي يخلو من تلك السلوكيات الخاطئة، ما يجعل البعض يعتقد أنه محمل بفيروس، ويقومون بتحليل الملفات الموجودة في ذهنه والتي تمثل تلك السلوكيات الخاطئة، ما يجعل هناك أصواتًا تطالب بالتخلص منه، إلا إحدى الشخصيات التي تقوم بدور "عالمة" تبدأ في البحث عن الملفات الصالحة لتجد أن هناك ملفا وحيدا صالحا في ذهنه وهو حب الوطن.
ويتضمن العرض مجموعة من المواضيع المهمة التي تدور في المجتمع المصري، ومنها الأولويات والمشكلات داخل الأسرة والبيت والشارع المصري، وما يحدث من سلبيات وتحرش، أمراض، وتطور مراحل الحب والرومانسية والأخلاق، وعلاقة الأشقاء ببعضهم ببعض، والأداء الإعلامي وما وصل إليه بعض البرامج التليفزيونية بالفضائيات، والعديد من الظواهر المختلفة بشكل ولغة كوميدية واقعية.
يبعث العرض دعوة مهمة للمجتمع للتحلي بالتفاؤل والأمل والحب والعمل، والتخلص من السلبيات والمشكلات ومواجهة الظروف والضغوط التي يعكسها سلبيات وانعكاسات العولمة والتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة.
كما يدعو العرض إلى الحرص والخوف على الوطن والتحلي بالأخلاق المصرية القومية، والبعد عن الظواهر الطارئة التي تطرأ على المجتمع المصري وتحدث تفككًا أسريًا أو تحدث انفلاتًا أخلاقيًا، ويطالب بالتحلي بالصبر والتمسك بالدين والعلم، ويطالب بالمحافظة على كيان الوحدة والتآخي والحب ببن جميع الفئات المجتمع.



