اليوم.. مصر تواجه محاولات تهويد القدس بمجلس الأمن وأمريكا تستخدم "الفيتو"
كتب - مصطفى سيف
تواجه القضية الفلسطينية محاولات أمريكية لإقرار تهويد القدس بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب الأخير باعتبارها عاصمة لإسرائيل، والغريب في الأمر أنَّه لم يكتفِ فقط بأن يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق؛ إلا أنَّه ينوي استخدام الفيتو في مجلس الأمن للدفاع عن فُجْره.
فلسطين تواجه الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن بعد طلب مصر عقد اجتماع عاجل وطلبت مصر التصويت على المشروع غداة طرحها نصًا يرفض إعلان ترامب، ويرجح أن تستخدم واشنطن الفيتو ضده.
ويؤكد نص القرار الذي قدّمته مصر أن "أي قرار أو عمل يهدف إلى تغيير الطابع أو الوضع أو التكوين الديموغرافي للقدس لا يتمتع بأي سلطة قانونية، وهو باطل ولاغٍ ولا بد من سحبه".
وقال إسلام نجم الدين، الباحث السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستحاول الحفاظ على صورة الرئيس ترامب ومنع الإدانة الدولية الرسمية له.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" إنّه في حالة الإدانة الدولية قد تلجأ كوريا الشمالية بل وإيران إلى مجلس الأمن كلما حاول ترامب تغيير الأوضاع، ما يشير إلى إهانة دولية لمركز رئيس الولايات المتحدة.
وتابع: "السبب الآخر الذي سيجعل ترامب يستخدم الفيتو هو الحفاظ على تحالفه مع إسرائيل لأن ذلك سيُضْعِف من إسرائيل دوليًّا ويُقّوي المجموعة العربية والفلسطينيين ما يجعل ترامب يخسر دعمهم في معاركه الداخلية".
وشدد على أن ترامب اتخذ قرار القدس "عنوة"، وليس بمشاركة مؤسسات الدولة فهو "تعنّت" مع مؤسسات دولته.
وأوضح أن سبب تأخير عقد الاجتماع أنَّ الولايات المتحدة حاولت الضغط على مصر لسحب الطلب والحث على تدّخُل السعودية لقبول عباس استقبال نائبه الرئيس الأمريكي، مايك بينس.
ويدعو مشروع القانون كل الدول إلى الامتناع عن فتح سفارات في القدس، ما يعكس مخاوف من أن تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قد أعرب عن اعتقاده بأن دولًا أوروبية قد تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلا أنَّ الدولتين اللتين أعلنتا أنّهما سينقلان سفارتيهما إلى القدس الفليبين والتشيك.
أمَّا الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية في جامعة الإسكندرية، فقد أكَّد أن القرار الأحادي الصادم من جانب ترامب تحسَّب لغضبة العرب وأكد أن مصير السيادة على القدس سيكون خاضعًا للتفاوض.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": "تصريح ترامب جاء بمثابة بالون اختبار لموازين القوى وقدر الجدية والتحالفات والقدرة على إدارة الصراع بكل الأدوات المتاحة".
وتابع: "التوجه المصري دون طنطنة واستجابة للغضبة الشعبية وإعمالًا لقرارات الشرعية الدولية إلى مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة من شأنه أن يعيد الإدارة الأمريكية إلى وضعية أفضل حماية لمصالحها، وأن في جميع الأحوال سيلقى تصريح ترامب مصير قرار الحكومة الإسرائيلية منذ 5 أشهر بشأن تركيب بوابات إلكترونية لكشف المعادن وكاميرات مراقبة داخل الحرم؛ حيث اضطرت حكومة نتنياهو للتراجع".
وشدد "أنور" على أن التحرك الدبلوماسي المحنك وبصياغة بارعة يمهد الطريق لتراجع أمريكي من خلال ترضية ما للفلسطينيين تُغيِّر من موقف إدارة ترامب إزاء حل الدولتين وإزاء الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع وضعيه خاصة لحائط المبكي في البلدة القديمة؛ موضحًا أنَّها مواقف قد تمثل قاعدة للتفاوض النهائي بشأن تقسيم القدس أي إعادتها للوضع السابق على عدوان 67.
وأوضح أن تصريح ترامب أفاد القضية الفلسطينية لأنه أيقظ الهمم وحشد الصفوف لمواجهة الخطر الداهم، وبقي أن يتم إكمال خطوات المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية لإدارة الصراع بتجرد وبإيقاع أسرع ومتصاعد حتى نيل الحقوق المغتصبة ورد العدوان.
واليمين في الكيان اعتبر إعلان ترامب هذا تأكيدًا لنجاحه في إدارة الصراع في المنطقة عمومًا ومع الفلسطينيين خصوصًا.
حتى إنَّ هذا الاتجاه السائر في إسرائيل يرى أن ترامب "مسيحًا مخلصًا" جديدًا لإسرائيل، لا سيما بعد فترة إدارة باراك أوباما السابقة.
نفس الأمر في المعارضة الإسرائيلي التي رحبت بإعلان ترامب ولكنها حاولت أن تنتزع منه ما يؤكد توجهاتها السياسية من جهة، وما يقوض نشوة الانتصار لدى الحكومة من جهة ثانية.
وركزت المعارضة على تفاصيل في خطاب ترامب اعتبرت أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلتها كليًّا، لا سيما الموافقة الضمنية التي أعلنها ترامب بشأن تأييده لحل الدولتين، وهو ما يؤكد توجهها السياسي حيال الصراع.



