مؤتمر سوتشي.. تركيا تدمّر فرصة حل الأزمة السورية
كتب - مصطفى سيف
خرجت المعارضة السورية من مؤتمر سوتشي الذي أُقيم في روسيا، وكان عددهم 87 شخصًا، خرج 83 وتبقى 4 فقط في القاعة، وعلَّق المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، على ذلك بقوله: "هذا أمر طبيعي".
وبحسب روسيا اليوم؛ فإن العرب يشكلون غالبية المدعوين إذ تبلغ نسبتهم نحو 94.5%، إضافة لدعوة ممثلين عن الأكراد، والأيزيديين، والآشوريين، والأرمن، والشركس، والداغستانيين، والتركمان، وغيرهم من إثنيات سوريا.
لكن ما يعكس أن وفد المعارضة الذي جاء من أنقرة، كان مدعومًا بالنظام التركي، هو قراره المغادرة فجأة، ووضع شروطًا مسبقة للمفاوضات، الأمر الذي أعلن معه سيرجي لافروف مرارًا وتكرارًا رفض أي شروط مسبقة للمؤتمر.
وتقول د. نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن وفد المعارضة الذي جاء من أنقرة ربما جاء مضغوطًا من النظام التركي، للحديث عن الأكراد، مشيرة إلى أنَّه ربما يكون هناك شبه تعمُّد في وصولهم إلى روسيا ثم الانسحاب.
وأشارت إلى أنَّ مؤتمر سوتشي يمثل خطوة فقط للتوافق على بعض الأسس التي تساهم في حل الأزمة السورية، مؤكدة أنّ أي مؤتمر مهما بلغت قوته لن يستطيع أن يحل كل المشكلات، مؤكدة أهمية توافق المشاركين على أسس واحدة.
وأكَّدت أنَّ المعارضة السورية التي توجد في أنقرة تنقسم لجزءين، جزء الإخوان الإسلاميين الذين يريدون السيطرة على كل مقاليد السلطة، والوفد التركي أيضا الذي يثمل تركيا وقطر وربما السعودية أيضا.
وبحسب روسيا اليوم فإن الوفد الذي قرر المغادرة ستقلع طائرته في الثانية بعد الظهر من مطار سوتشي، في طريقه للعودة إلى أنقرة، الذي كان عدده 87، قرروا جميعًا المغادرة باستثناء 4 قرروا المشاركة في المؤتمر.
وأكد مصدر رسمي في الخارجية التركية لوكالة "نوفوستي" أن المجموعة المعارضة سلمت صلاحياتها في المؤتمر إلى الوفد التركي، وعليه سوف يتابع الممثلون الأتراك العمل على تشكيل اللجنة الدستورية التي من المتوقع أن يعلن اليوم عن إنشائها.
وسبق أن قال نائب مدير دائرة الإعلام في وزارة الخارجية الروسية أرتيوم كوجين للصحفيين إن سبب التأخر في افتتاح المؤتمر يكمن في طرح المجموعة المعارضة شروطا إضافية للمشاركة في المؤتمر عقب وصولها إلى مطار سوتشي من تركيا.
وأضاف كوجين أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أجرى صباح اليوم مكالمتين هاتفيتين مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وتعهد عميد الدبلوماسية التركية بأن الخلاف سيتم تسويته.