الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

درية شرف الدين: الإعلام الممول صانع التطرف والفتن

درية شرف الدين: الإعلام
درية شرف الدين: الإعلام الممول صانع التطرف والفتن
متابعة - محمد خضير

شددت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام الأسبق، على أن الإعلام لا يواجه الإرهاب فقط، لكنه أيضا يصنع الإرهاب، فهو صانع ومواجه له في نفس الوقت، موضحة، أنه من الممكن أن يتسبب بفتنة طائفية كما يحدث في مصر بين المسيحيين والمسلمين، وبين الشيعة والسنة في البحرين، فهناك أشكال مختلفة للفتنة الطائفية من الممكن أن تدمر بلدًا يصنعها هذا الإعلام.

وأوضحت خلال ندوة أقيمت تحت عنوان "دور الإعلام في التصدي للفتن" بقاعة ضيف الشرف "لطيفة الزيات" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأدارها أحمد سميح، أنه من الممكن أن تكون هناك فتنة مجتمعية يصنعها هذا الإعلام أيضا، أو يقوم بفتنة نوعية تتمثل في فكرة التحرش والإساءة للمرأة عندما يتحدث عنها بشكل يسيء لها ككائن له احترامه ومكانته في المجتمع.

وقالت إن الإعلام لم يعد كما في السابق الإذاعة والتليفزيون والصحافة فقط، بل أصبحت هناك وسائل التواصل الاجتماعي التي تندرج حاليًا تحت "إعلام المواطن" أكثر منها إعلام الدولة أو الإعلام الخاص ولها تأثيرها المماثل، وأيضا الكتاب والسينما يندرجان تحت بند الإعلام.

وتابعت: الإعلام الخاص والممول من أموال فرد أو شركة، هو ما يسيء إلى إعلام الدولة لأنه قد تكون له أهداف ربما تكون سياسية أو تدميرية أو مادية، مؤكدة أن المواطن قديمًا كان يستقبل إعلام وإذاعة وتليفزيون الدولة فقط، والآن هو عرُضة لكل هذه الأنواع من المواد الإعلامية والتي تتسبب في إشعال الفتن.

وأضافت: على الدولة أن تتنبه أولًا إلى أنها لا تفقد إعلامها، فلا بد أن يكون لها إعلام ناطق باسمها، مستطردة: عندما أذكر تنظيم داعش الإرهابي، فلا بد من ذكر كلمة إرهابي في التعريف كي يبقى في ذهن المشاهد أو المستمع أنه ليس تنظيما عظيما.

وقال الإعلامي الجزائري الدكتور محمد بغداد: ما زالت ثقافتنا العربية الآن ونحن في زمن التحول المعرفي لم تتخلص بعد من تلك العنكبوتية، تلك السلطة المسيطرة على الفكر، فأين نضع مصطلح الفتنة والتحولات الصراعية داخل المجتمع الآن كانت ذات رؤى اقتصادية وعلاقات اجتماعية ظهرت في عناوين كبرى هي الطائفية.

وأضاف: إننا نتحدث عن وسائل الإعلام القديمة الكلاسيكية أم عما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي، وجميعنا يتابع يوميًا أن أكبر القنوات الفضائية والجرائد والإذاعات الآن تخصص فقرات ونشرات وجزءًا من برامجها اليومية إلى ما تتفضل به وسائط التواصل الاجتماعي، موضحًا، أن الوسائل أصبحت تابعة للوسائط، فنحن الآن نعاني من الفضاء الموجود في البنيان المادي إلى الفضاء الافتراضي، أما الشيء الأخطر من هذا فهو أي رسالة تصنع وأي مستهلك يتعاطى مع هذا الموضوع.

وأكد، أنه لا يوجد شيء اليوم يسمى مستهلك الإعلام، فنحن الآن أمام متفرج هو من يصنع الحدث ويتحكم في سياقه ويدير الرسالة، موضحًا، أن معرض الكتاب هو محطة استراتيجية مهمة لصناعة مستقبل عربي، ونحن أمام صناعة مشهد تاريخي في الوطن العربي، فالأزهر هو نتاج هذا الخط والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية في محور الشرق الأوسط، والهيمنة والسلطة الأن لم تكن فقط في الدولة، فالقطاع الخاص هو السبب في انتقالنا إلى البرجوازية والرأسمالية الجديدة، التي تتجاوز التخوين وعدم الانتماء للوطن.

وقال الإعلامي محمد عبده بدوي: إن ثقافة الحوار غائبة في المشهد الإعلامي، وهذا ينعكس على المضمون الذي تقدمه البرامج، فهي لها محددات، وللأسف الشديد فالإعلام أداة للصراع، ويوقظ الفتن، موضحًا، أن المشكلة تكمن في الخلفية المعرفية لهؤلاء الضيوف، كما أننا لم نعتد أن تقبل الرأي الآخر، أيضا العنف اللفظي لدى الضيوف يتحول إلى عنف مادي أحيانًا وهو تجاوز المسافة بينه وبين الطرف الآخر.

وأضاف: لدينا هوس بفكرة "التريند" أو الفرقعة الإعلامية، وهذا الأمر منتشر حاليا في مقاطع يوتيوب، موضحًا، أننا ننساق وراء هذه الأشياء لكي نحصل على نسبة مشاهدة عالية، وهذا الشيء يرجع إلى القائم بالعملية التعليمية سواء وسائل الإعلام التقليدية كالإذاعة والتليفزيون، ووسائل الميديا البديلة التي لا تدرك معنى ثقافة الحوار أو اختيار العنوان، مشيرًا، إلى أنه لا بد من وجود عقل ثقافي يحرك الإعلام، فقديما كان يقال إن الثقافة تحاول أن تصلح ما تفسده السياسة، وأن الحوار الثقافي هو البوابة الأساسية للتفاهم ما بين الشعوب.

 

تم نسخ الرابط