الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اليوم الفرصة الأخيرة لـ"ميركل" لتشكيل الحكومة الألمانية

اليوم الفرصة الأخيرة
اليوم الفرصة الأخيرة لـ"ميركل" لتشكيل الحكومة الألمانية
كتب - مصطفى سيف

لم تتمكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من إنهاء المفاوضات "الصعبة" لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وتقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات اليوم الاثنين لإخراج البلاد من المأزق الذي أعقب الانتخابات التشريعية الأخيرة التي لم تفرز فائزا بشكل حاسم.

وكان الجانبان قد باشرا هذه المحادثات في مطلع يناير الماضي، واتفقا على ضرورة التوصل إلى اتفاق أمس الأحد. إلا أنهما قررا مساء أمس عقد جولة تفاوض جديدة اليوم الاثنين، بحسب الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل.

ولا تزال المفاوضات تتعثر على نقطتين مهمتين للاشتراكيين الديمقراطيين: إصلاح نظام الضمان الصحي، وعقود العمل لمدد محددة. كانت ميركل قد توقعت ظهر أمس أن تكون المفاوضات صعبة. وقالت في هذا الإطار "لا نستطيع القول كم سيستغرق الأمر، لأن نقاطا عدة لا تزال بحاجة لتسوية".

أمَّا زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين مارتن شولتز فحذر من ان "امس الأحد قد لا يكون اليوم الأخير من المفاوضات".

وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على انتخابات سبتمبر التشريعية التي لم ينجح فيها أي حزب بالحصول على الأغلبية، يسعى المحافظون إلى إيجاد حلول لمسائل الصحة والبيت الأوروبي والتقاعد لإقناع الاشتراكيين الديمقراطيين المترددين بتجديد الائتلاف الكبير الذي يعرف باسم "غروكو".

وتبدو بداية الأسبوع المقبل بمثابة مهلة أخيرة مع نفاد صبر الألمان. واظهر استطلاع لقناة "إيه آر دي" العامة ان نحو 71% من هؤلاء لا يفهمون "لماذا يستغرق تشكيل الحكومة هذا الوقت" الطويل.

وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق بحلول الثلاثاء، فإن ذلك لن يشكل انتصارا أكيدا لميركل لأن ناشطي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الـ440 الفا سيصوتون بالموافقة أو عدم الموافقة على التسوية بشأن الائتلاف الحكومي، في اطار آلية تصويت قد تستغرق أسابيع عدة في فبراير أو مارس.

وفي حال فشلت ميركل عليها أن تختار بين بدء ولايتها الرابعة بمحاولة تشكيل حكومة أقلية غير مستقرة أو القبول بإجراء انتخابات جديدة قد تشكل فرصة لليمين المتطرف لتحسين مواقعه. وهما سابقتان في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعتبر ميركل في وضع لا تحسد عليه فهي تواجه ضغوطا من المحافظين المطالبين بالتوجه يمينا لوقف صعود اليمين المتطرف، في حين أن الجناح اليساري في حزبها يدعو إلى تسوية مع الاشتراكيين الديموقراطيين.

من جانبه، يوجه قسم من الصحافة الألمانية انتقادات إلى الحزبين اللذين حكما ألمانيا معا أو بالتناوب منذ 1949. إذ تنتقد صحيفة "سود- دويتشه تسايتونغ" سعيهما للتوصل إلى "القاسم الأدنى المشترك" لتشكيل ائتلاف "بلا توجه مركزي" نحو المستقبل.

ودعت الصحيفة ميركل وشولتز إلى العمل معًا أو "إفساح المجال أمام قادة آخرين أو تنظيم انتخابات جديدة". لم تشهد ألمانيا وضعًا كالذي تواجهه اليوم في حين تواجه ميركل حالة استنزاف سياسي بعد 12 سنة في الحكم.

ولا شك أن هذا الارتباك في ألمانيا يؤثر على أوروبا حيث يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء إصلاحات وإقرار تعديلات عميقة بهدف إعادة كسب ثقة المواطنين.

واستقبلت برلين مقترحات ماكرون بالنسبة للاتحاد الأوروبي بفتور وهو بكل الأحوال لا يستطيع تحقيقها من دون ألمانيا، ولكن لأول مرة منذ سنوات طويلة لم تكن المستشارة هي صاحبة المبادرة.

وأكد شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي والمؤيد المتحمس لمقترحات ماكرون، أن "المعركة من أجل أوروبا قوية ومتجددة" يجب أن تكون في صلب عمل الحكومة المقبلة.

 

تم نسخ الرابط