المدرسة الفرنسية للإدارة.. تعرّف على أهم مدرسة للرؤساء في أوروبا
كتب - عبد الحليم حفينة
عدلي منصور وماكرون وجاك شيراك وهولاند أبرز خريجيها
جاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، بـ "باتريك جيرارد" رئيس المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA)، ليعزز التعاون بين المدرسة الفرنسية، والأكاديمية الوطنية المصرية لتأهيل الشباب، الصادر قرار جمهوري بإنشائها رقم 434 لسنة 2017؛ لتكون على نفس نمط المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA)؛ من حيث تأهيل وتدريب الكوادر التي تتبوأ مناصب إدارية عليا، وللمدرسة الفرنسية تاريخ عريق يستحق اقتفاء أثره، ويشهد عليه الساسة الذين تلقوا علوم الإدارة داخل أروقتها.
.jpg)
المبنى القديم بالعاصمة باريس وقد تحول إلى مبنى للدورات القصيرة
التأسيس
أُنشئت مدرسة الفرنسية للإدارة (ENA)، في أكتوبر عام 1945 تحت إدارة موريس توريز الزعيم الشيوعي، بتوجيه من شارل ديجول رئيس الحكومة المؤقتة آنذاك، وقد عنيت المدرسة كمؤسسة رفيعة المستوى بتأهيل كبار موظفي الدولة، لتحقيق أكبر قدر من الشفافية في تولي القيادة.
ويطلق على تلك المؤسسة الرفيعة اسم مدرسة "école"، ويطلق هذا الاسم على المدارس الابتدائي كما هو الحال في مصر، بالإضافة إلى أنه يطلق على المدارس العليا "écoles supérieures" أيضا في نظام التعليم الفرنسي.
يقع مبنى المدرسة القديم بالعاصمة باريس، وفي عام 1991 تم نقل المبنى الرئيسي إلى ستراسبورج )عاصمة مقاطعة الألزاس، شرقي فرنسا)، وأصبح المبنى الباريسي متخصصًا في الدورات الإدارية القصيرة.
.jpg)
المبنى الجديد في ستراسبورج - عاصمة مقاطعة الألزاس، شرقي فرنسا
الدراسة والالتحاق
تعد المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA) من أرفع المؤسسات التعليمية في فرنسا؛ حيث يعد الحصول على شهادتها مرادفًا للحصول على وظيفة مهمة تبدأ من درجة مدير عام، ومؤخرًا أصبحت أروقة المدرسة تستقبل 90 طالبًا فرنسيًا كل عام، بالإضافة إلى 30 أجنبيًا، بالإضافة إلى استقبال مئات الطلاب في برامج الدورات القصيرة.
ويعتبر الالتحاق بالمدرسة أمرًا عسيرًا؛ حيث لابد أن يحصل المتقدم على شهادة عليا، ثم يخضع لامتحان غاية في العسر؛ لا يكفي اجتيازه للفوز بمقعد في المدرسة، وإنما تحقيق أعلى العلامات، للحاق بالمقاعد المحدودة جدًا التي توفرها المدرسة.
تؤهل المدرسة الدارسين بها لتحمل المسؤوليات التي تنتظرهم، بالإضافة ضمن برنامج الدراسة الذي يمتد لعامين، كما تتيح للدارسين اكتساب رؤية شاملة عن نظم الإدارة في فرنسا وأوروبا.
.jpg)
طلاب مصريون
ليست هذه المرة الأولى الذي يحدث تعاون بين مصر والمدرسة الفرنسية للإدارة (ENA)، فالسفارة الفرنسية بالقاهرة تقدم منح دراسية بالمدرسة لموظفين مصريين بالجهاز الحكومي، أو مستشارين بالسلطة القضائية، وبالعودة إلى أرشيف موقع السفارة الفرنسية بمصر، سنجد صورة منشورة للمستشارتين المصريتين منى رشدي، وميرنا سعد، والتي حصلتا على منحة تدريبية من الحكومة المصرية للدراسة في المدرسة، وبحسب الموقع الرسمي للأكاديمية، قامت المدرسة بتدريب أكثر من 3300 طالب أجنبي من أكثر من 127 دولة، ومن أبرز الدارسين المصريين بالمدرسة، الرئيس السابق عدلي منصور.
.jpg)
هولاند ورويال وفيلبان تخرجوا في دفعة فولتير الشهيرة
رؤساء وقادة
ربما تعتبر المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA)، أهم مؤسسة تربوية في أوروبا أفرزت قيادات نخبوية على مستوى رفيع؛ حيث تخرج منها أربع رؤساء هم: فاليري جيسكار ديستان (ولايته من 1974 إلى 1981)، وجاك شيراك1995) إلى 2007)، والرئيس السابق فرنسوا هولاند (منذ 2012 إلى 2016)، إضافة إلى الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون.
وقد أنجبت المدرسة أيضا سبعة رؤساء للحكومة: جاك شيراك ولوران فابيوس وميشال روكار وإدوار بالادور وآلان جوبيه وليونيل جوسبان ودومينيك دو فيلبان، بالإضافة إلى عدد كبير من قادة المؤسسات الثقافية والاقتصادية، وبرلمانيين، وأقطاب السلطة التشريعية، وكبار الموظفين بالمحافظات، وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وقد جرى العرف في المدرسة الفرنسية للإدارة (ENA) على تسمية كل دفعة باسم لشخص معين مُستقى من التراث الفرنسي؛ ليكون تيمنًا بأحد رموز الأدب والعلوم، فإلى جانب جان جاك روسو وأميل زول وفيكتور هوجو، هناك دفعات حملت أسماء بعض الشخصيات الأجنبية، فعلى سبيل المثال نيلسون مانديلا (زعيم جنوب إفريقيا) وويلي برانت (المستشار الألماني الراحل)، إضافة إلى الفيلسوف العربي الشهير ابن رشد، ومن أشهر الدفعات دفعة فولتير التي تخرجت عام 1980 وتضم الرئيس الأسبق فرنسوا هولاند وسيجولين روايال رفيقته السابقة وأم أولاده، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق دومينيك دو فيلبان، ويمكننا أن نطلق على هذه المدرسة ماكينة صناعة النخبة الحاكمة في فرنسا.



