انتشار فيديو على مواقع "التواصل الاجتماعي" يؤكد نبش مقبرة صدام حسين ونقل جثمانه
كتب - عادل عبدالمحسن
*ما حقيقة عدم تحلل الجثة رغم دفنها منذ 12 عامًا؟
*هل "حلا" نجلة الرئيس الراحل دخلت العراق ليلًا ونقلت رفاته إلى الأردن؟
انتشر على مواقع التواصل، فيديو وصور للرئيس الراحل صدام حسين وترديد هتافات التكبير والتهليل بأنه شهيد وفي الجنة حيث تم نبش مقبرته ونقل رفاته ووجد الجثمان سليما ولم يتحلل.
وقال عدد من الأشخاص في الفيديو، إن الجثمان لم يتحلل ولم يحدث للجثة أي تغييرات رغم دفنها منذ 12 عامًا.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط"، اللندنية، قد أعدت تقريرًا نشرته اليوم أكدت فيه أن هناك جدلا يدور هذه الأيام حول مصير رفات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسط روايات متضاربة عما جرى لقبره في قرية العوجة، بمدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمالي العراق.

ونقلت الصحيفة عن الشيخ أحمد العنزي، من مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين أن "المعلومات المتوافرة لديه أن عائلة صدام نقلت جثمانه إلى مكان سري قبيل دخول داعش واحتلاله محافظة صلاح الدين".
وقال الشيخ مناف على الندى، زعيم عشيرة البوناصر التي ينحدر منها صدام حسين والمقيم حاليا في أربيل، إن "القبر نبش، ثم تم تفجيره"، وعزا عدم معرفته بالجهة المسؤولة عن تفجيره بالقول: "لأننا لا نعرف شيئا عن العوجة منذ غادرناها".
وأوضح الندى أن العوجة اليوم فارغة تماما من سكانها، يحرسها مقاتلون من «الحشد»، ويمنع الدخول إليها إلا بإذن خاص. وغادرت عشيرة وأقرباء صدام القرية «قسرا» وفق الندى، الذي يبدي تخوفه من العودة في حال سمح لهم بذلك. ويضيف: «كنا نُظلم وما زلنا نُظلم؛ لأننا أقارب صدام، هل يجوز أن ندفع الثمن جيلا خلف جيل لأننا أقارب صدام؟!
.jpg)
من جهته أوضح مسؤول أمن «الحشد الشعبي الشيعي» في تكريت، جعفر الغراوي: «سمعنا روايات أن أحد أقربائه جاء بسيارات رباعية الدفع ونبش القبر، للثأر لعمه وأبيه اللذين قتلهما صدام. وأحرق الجثة وسحلها، ولا نعرف إذا أعادها أم لا». ثم لا يلبث أن يتدارك: "نعم، نعتقد أن الجثة لا تزال هنا".
وباحة الضريح، يفترض وجود قبور نجلي صدام، "عدي وقصي"، وحفيده مصطفى نجل القصي الذي استشهد وهو يقاوم قوات الاحتلال الأمريكي ووقتها كان عمره لا يتجاوز 12 عامًا، إضافة إلى ابن عمه على حسن المجيد، الذي كان مستشارا رئاسيا ومسؤولا في حزب البعث؛ لكن لا أثر لذلك.

أين رفات صدام حسين؟
هذا الغموض أطلق الخيال في انتشار شائعات كالنار في الهشيم. فخارج الضريح، يهمس أحد مقاتلي «الحشد» قائلا إن «هناك رواية تقول بأن ابنة صدام، "حلا"، جاءت على متن طائرة خاصة إلى القرية وسحبت جثة والدها، ونقلتها إلى الأردن» حيث تعيش حاليا؛ لكن أحد العارفين للقضية في المنطقة يقول، طالبًا عدم كشف هويته، إن «هذه الرواية عارية من الصحة ولا أساس لها. أصلا "حلا" لم تأت إلى العرا".ق
ورغم ذلك، يؤكد المقرب من العشيرة التي كانت يوما حاكمة بأمرها، أن «جثمان الرئيس نقل إلى مكان سري، ولا يمكن معرفة المكان أو الأشخاص الذين نقلوه». ملمحا إلى أن القبر لم يقصف؛ بل تم تفجيره، لافتا إلى أن «قبر والده، في مدخل تكريت، تم تفجيره أيضا".
أما القاضي منير حداد، نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا في العراق، التي حاكمت رموز النظام العراقي السابق، فأكد أنه «بعد تنفيذ حكم الإعدام في رئيس النظام السابق صدام حسين، طلبت عائلته تسليم جثمانه لغرض دفنه في مسقط رأسه بقرية العوجة في محافظة صلاح الدين، حسب التقاليد الإسلامية.
وأضاف حداد الذي كان قد أشرف على تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين، وقاده إلى حبل المشنقة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة العراقية وقتذاك وافقت على طلب عشيرة صدام، وقد خاطبتنا رسميا، حيث كنت وقتها رئيسا للمحكمة الجنائية العليا، والمشرف على عملية الإعدام بهذا الشأن، ووافقنا على ذلك»، مشيرًا إلى أن «اثنين من عشيرة صدام حسين حضرا لتسلم الجثة، وهما شيخ عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها صدام، ونائب محافظ صلاح الدين آنذاك، وتم نقل الجثة إلى العوجة على متن مروحية أمريكية».
وأوضح حداد أن الرجلين اللذين تسلما الجثة قالا له شخصيا إن صدام تسبب بأذيتنا نحن عشيرته، حيا وميتا.
وبشأن التقارير التي تتحدث الآن عن قبره السري، يقول حداد: «لا علم لي على وجه التحديد بتفاصيل ما يشار عن اختفاء جثمانه أو تفخيخ قبره، أو نقله من قبل ابنته، حيث إن دورنا انتهى عند تنفيذ الحكم وتسليم الجثة إلى عائلته، طبقا لطلبهم»، مستدركًا بالقول: «لقد كنا أكثر تسامحا منه حيث سلمناه بعدما أعدمناه، بينما هو حين أعدم أقاربنا، كان يدفنهم في مقابر جماعية".



