إسرائيل وإيران "أجبن" من الدخول في حرب إقليمية
كتب - عادل عبدالمحسن
معادلة حروب الوكالة تظل السائدة بين الدولتين
تتواتر معلومات وتحليلات ربما تكون واقعية أو بعيدة عن اندلاع حرب إقليمية وشيكة بين إسرائيل وإيران حيث كتب المحلل والكاتب الروسى ألكسندر شاركوفسكي، مقالا في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، تحت عنوان "إسرائيل وإيران تتوازنان على حافة الحرب"، حول الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها تل أبيب ضد إيران وبأي أسلحة سترد طهران.
ما زاد من توقع الكاتب الروسى باندلاع الحرب المزعومة تصريح دونالد ترامب عن نية واشنطن الانسحاب من جانب واحد من "الصفقة النووية" مع طهران، التي تعطى الأخيرة كما يرى ترامب حق استئناف العمل على تصنيع أسلحة نووية في أي وقت. وأن بنود الصفقة من بدايتها كانت خادعة، لذلك عارضتها إسرائيل
وأعلنت عن استعدادها لتدمير المراكز النووية الإيرانية بشكل مستقل، إذا لم يتخل الغرب عن "الاتفاق النووي" .وهذا ما لم يحدث طوال 3سنوات منذ توقيع هذا الاتفاق بين إيران والدول الست "الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا" يوم 2ابريل 2015 بمدينة لوزان السويسرية وحيث لم تقدم إسرائيل على الدخول في حرب مباشرة مع إيران واكتفت بضرباتها ضد مواقع تزعم أنها إيرانية على الأراضي السورية واللبنانية .
ويرى الكاتب الروسى حسب السيناريو المتوقع من جانبه للحرب بين ايران وإسرائيل، أن الأخيرة ولأسباب موضوعية، ليست في موقع يسمح لها بالقيام بعمليات عسكرية برية على أراضي إيران، لكن لديها وسائل لمهاجمة المنشآت العسكرية والشركات التابعة للمجمع الصناعي الدفاعي للجمهورية الإسلامية.
بالإضافة إلى الشركات العاملة في صناعة الرؤوس الحربية النووية، فمن الضروري تدمير إنتاج وسائط إيصالها (الصواريخ). المهمة نفسها، كبيرة للغاية، ولا يمكن تنفيذها بضربة واحدة.
في الوقت نفسه، يجب ألا ننسى أن إيران، وإن كانت لا تملك أكثر قوات الدفاع الجوي مثالية، ولكنها تملك عددا كبيرا منها، يمكن أن يعرقل بشكل جدي خطط إسرائيل.
وبحسب رؤية شاركوفسكى فإن قدرات الطيران الإسرائيلي محدودة نوعًا ما. فلدى تل أبيب من المقاتلات المتعددة الأغراضF-15فقط "87 واحدة"، و"309"F-16 بجانب 9طائرات F-35 يرتفع فىالأفق القريب إلى20 طائرة.
وحسب السيناريو المحتمل من جانب الكاتب يقوم سلاح الجو الاسرائيلى بتوجيه ضربته الأولى للقضاء على الخط الأمامي من الدفاع الجوي الإيراني، وفقط جزء صغير من الطائرات يوجه إلى الأهداف الأكثر أهمية، التي تحميها أنظمة دفاع جوي متطورة، بما في ذلك إس-300. إلا أنّ الذخيرة القادرة على حملها القاذفات الإسرائيلية يمكن أن تدمر فقط المباني الواقعة على السطح، الأمر الذي لا معنى له على الأرجح.
ويؤكد ألكسندر شاركوفسكي في مقاله أن لدى جيش الدفاع الإسرائيلي صواريخ بالستية "يريحون -2" بمدى يصل إلى 2.5 ألف كيلومتر و"يريحون -3"، قادرة على بلوغ أكثر من 11 ألف كيلومتر. لكن الرؤوس الحربية غير النووية ليس لديها قوة تدميرية كافية. قد يكون الإجراء الفعال في هذه الحالة هو الضربات النووية، لكن من غير المرجح أن تقدم تل أبيب على هذه الخطوة.
يبدو أن تل أبيب لن تستطيع الاستغناء عن مساعدة واشنطن. فلا يمكن لإسرائيل بشكل مستقل تدمير نظام الدفاع الجوي والطيران في إيران، ويقتصر تدميرها على الأشياء قليلة التحصين. في الوقت نفسه، يمنع المساس بمحطة الطاقة النووية في بوشهر.
ويخلص الكاتب إلى أن الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون على شكل تبادل للضربات الصاروخية "باستخدام رؤوس حربية غير نووية من قبل تل أبيب" بينما من جهتنا نرى أن هاتين الدولتين أجبن من الدخول في حرب مباشرة تكشف قدرتهما المزعومة مما يؤثر على بقاء أي منهما في منطقة الشرق الأوسط فلا دولة الكيان الصهيوني لديها الشجاعة للدخول في هذه الحرب التي ربما تؤدى إلى تهديد بقائها كدولة ولا دولة الملالى تستطيع أن تدخل حربا لا تعرف عواقبها وقد تؤدى إلى انهيار نظامها وستظل ايران وإسرائيل يعتمد العداء بينما على الحرب بالوكالة.



