السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مثقفو الأعلى للثقافة يؤكدون قوة ومتانة العلاقات المصرية السودانية

مثقفو الأعلى للثقافة
مثقفو الأعلى للثقافة يؤكدون قوة ومتانة العلاقات المصرية السو
متابعة - محمد خضير
تصوير - إسراء الخطيب

أُقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، ندوة بعنوان: "العلاقات الثقافية المصرية- السودانية"، وذلك في إطار الفعاليات الثقافية الفنية المصرية السودانية، التي انطلقت من على خشبة مسرح الهناجر، بحفل موسيقى قاده المايسترو شريف القزاز، وبمشاركة الفنانة نسمة عبد العزيز عازفة الماريمبا.

وأقيمت الندوة التي أدارها السفير سمير حسني، وقد شارك في الندوة للكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، وقد شارك من السودان كل من: الدكتور علي شمو، وزير الإعلام الأسبق، ورئيس الوفد الشعبي السوداني، وأحمد عبد الرحمن، ومن مصر شاركت الدكتورة حنان يوسف، مقررة لجنة الإعلام بالمجلس، والدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وقد حضر الفاعلية السفير السوداني بجمهورية مصر العربية، بالإضافة لجانب كبير من الرموز الثقافية والإعلامية السودانية والمصرية.

بدأ الحديث السفير المصري سمير حسني، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، المتأصلة في الوجدان المصري والسوداني منذ القدم، ثم أعطى الكلمة للكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس، الذي رحَّب بالحضور كافة، وأكد أن العلاقات بين مصر والسودان، هي علاقات عريقة لبلدين هما في الأصل بلدًا واحدًا، يعيشان بنبضٍ واحد يتدفق بشريان واحد وهو نهر النيل؛ لذا فلن تتأثر هذه العلاقات بأي خلافات كانت، واختتم كلمته مشددًا على الأهمية الكبيرة التي تشكلها الجوانب الثقافية ما بين مصر والسودان، التي ستظل هي الضامن الأساسى لاستمرار علاقات بدأت منذ أمد بعيد، وستبقى قوية متينة.
ثم تحدث الدكتور علي شمو، وزير الإعلام السوداني الأسبق؛ الذي أشار بدوره إلى قوة ومتانة العلاقات المصرية- السودانية، وتابع مؤكدًا أن العلاقات ستبقى هكذا لأبد الدهر؛ فبرغم ما قد يظهر من خلافات بين الذين يسوسوننا؛ فلن تتأثر العلاقات بين شعب وادي النيل الواحد بمصر والسودان، ثم تحدث الدكتور علي شمو عن فترة تعليمه الجامعي بمصر.

 

واكد أنه لم يستشعر أي إحساس بالغربة، كما أنه كان يدخل الأراضي المصرية وقتما يشاء بدون تأشيرة، مثل كل السودانيين حينها، واستكمل حديثه موضحًا أن مصر كانت أول الدول التي اعترفت بالسودان، وأول الدول التي تبادلت التمثيل الدبلوماسي بعد استقلال السودان، كما أن الانفصال عن مصر كان له نتائج إيجابية عديدة، أبرزها توحيد الأحزاب السياسية بالسودان.

وhختتم حديثه مؤكدا أهمية دعم تعزيز العلاقات المصرية السودانية شعبويًا بجانب الأطر الرسمية، على الأصعدة كافة وخاصة الجوانب الثقافية.

أشارت الدكتورة حنان يوسف، إلى عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية، التي تربط بين شعبي مصر والسودان، والتي تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ الحضاري والإنساني، مدللة على ما يربط بين الشعبين الشقيقين من علاقات النسب والقرابة واللغة والدين والقضايا المشتركة.

وتحدثت حول "مبادرة النيل" التي أسستها، وأشادت بالحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الوفد المصري الذي ترأسته في إطار المبادرة، خلال زيارته إلى دولة السودان، مؤكدة أنها رسالة واضحة للعالم على صفوة وقوة ومتانة العلاقات الشعبية المصرية السودانية.

ولفتت إلى أن الخلافات في وجهات النظر لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تؤثر على علاقات الود والوئام بين الجسد الواحد.

واكدت الدكتورة حنان يوسف، أن "مبادرة النيل"، كانت انطلاقة كبيرة في إطار تفعيل برامج التعاون الشعبي في المجالات المختلفة، وعلى رأسها الإعلام والثقافة والتعليم والبحث العلمي، وتنمية مؤسسات المجتمع المدني.

وأوضحت أن إعلام البلدين له دور كبير في الحفاظ على صحة العلاقات المميزة بين مصر والسودان، والمرجو منه هو نشر ثقافة الوحدة المشتركة، بدلًا من إشعال الأزمات بين البلدين.

وتابع أن إعلام البلدين يرتبط بشكل وثيق بما تشهده الساحة السياسية، ودائمًا ما يقع في خطأ نسيان الجوانب الحضارية العميقة التي تعد رابطًا أقوى من أي خلاف.

 

عقب هذا تحدث من الجانب السوداني أحمد عبد الرحمن، مؤكدًا أن وحدة مصر والسودان التاريخية، تنبع من وحدة مصيرهما أو ما يطلق عليه كثيرًا المصير المشترك، وتابع واصفًا العلاقات المصرية السودانية بالفريدة، كما أنها تتسم بالخصوصية، لوحدة الروابط الثقافية والاجتماعية والأمنية، ويرجع الفضل في هذا لنهر النيل، الذي يمثل شريانًا واحدًا يسري في أجساد أبناء وادي النيل جنوبًا وشمالًا، وتتجسد تلك الروافد في مقولة شعب واحد في دولتين، ويمثل كل منهما عمقًا استراتيجيًّا للآخر.

ثم تحدثت الدكتورة أماني الطويل، مؤكدة أن العلاقات المصرية- السودانية تحظى بخصوصية تاريخية وإنسانية؛ لذلك بقدر ما تتعرض لأزمات وهزات إلا أنها غير قابلة للانهيار، ويعود هذا لمتانة الروابط المتعددة التي تربط مصر والسودان على المستوى الشعبي، بالإضافة إلى المكون العاطفي الذي يشكل عنصرًا أساسيًّا في هذه العلاقة.
وتابعت حديثها موضحة أن التاريخ يشير إلى تأثر الحركة السياسية السودانية بالحركة السياسية المصرية، كما أن للنخب غير الحاكمة علاقات بينهما، وفيما يخص الجانب الشعبي، لا يمكن غض الطرف عن علاقات النسب والمصاهرة المتداخلة، كما أن جذور الكنيسة السودانية تعود للكنيسة المصرية، وبالتالي فهي علاقة متأصلة لعمق بعيد، وتحمل أكثر من مكون لأكثر من مستوى؛ فيوجد ما هو رسمي أو سياسي، وهو الذي غالبًا ما يتعرض لهزات، ومنها ما هو شعبوي، وهو المكون الأهم والأبقى الذي يحمي سائر العلاقات من الانهيار.

تم نسخ الرابط