السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

كازاخستان: تراويح وصيام وحلوى وتكافل

كازاخستان: تراويح
كازاخستان: تراويح وصيام وحلوى وتكافل
كتب - هدى المصرى

دعوات إفطار متبادلة والـ"بلُوف" الوجبة المفضلة في رمضان

رمضان في كازاخستان لا يختلف كثيراً عنه في الدول العربية فهو بالنسبة لـ70 في المئة من السكان (نسبة المسلمين في البلاد) بمثابة فرصة للتعمق في الدين والإقبال على المساجد والتسابق إلى فعل الخير وتنظيم دعوات الإفطار الرمضانية.

بالرغم من اكتظاظ المساجد بالمصلين بالليل والنهار، وتنفيذ الكثير من المبادرات الخيرية والأنشطة الرمضانية تسير الأعمال في كازاخستان الذي يقدر عدد سكانها بنحو 18 مليون نسمة، 12 مليوناً منهم مسلمون خلال شهر رمضان كالمعتاد من دون تقليص لساعات العمل سواء في مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص، فغالبية السكان يؤدون صلاة التراويح ويتناولون السحور وينامون من ثلاث إلى أربع ساعات ثم يبدؤون عملهم.

مع اقتراب موعد أذان المغرب يتوافد الصائمون بأعداد كبيرة على موائد الرحمن التي تقام في ساحات المساجد الكازاخية التي تجاوزت الفي مسجد في مشهد بديع يعكس حالة من التكافل والتراحم في كازاخستان- كما يعكس مظهرا إسلاميا هو الأبرز لمعالم الشهر الفضيل- خاصة أن المسجد هو المكان الوحيد الذي تستطيع أن تتعرف فيه على شهر رمضان في طول البلاد وعرضها.

الكازاخستانيون يقبلون على شراء التمور التي ترتبط باستمرار مع الشهر الفضيل، كما تبقى المأكولات والحلويات الشعبية مرافقة لرمضان، فيما يقوم الأصدقاء والجيران بدعوة بعضهم على مائدة الإفطار والسحور، إذ يضع الجيران الذي يعيشون في الشارع الواحد جدول ينظم الدعوات الرمضانية.

وتتعدد الأطباق عند الإفطار إذ تحتوي على بعض العصائر والسلطات والطبق الرئيسي الذي يسمى "بلُوف" وهو عبارة عن قطع من لحم الغنم والأرز والمكسرات، بالإضافة إلى نوع من الخبز المحشو باللحم المفروم كما تعتبر الشوربة وكذا المنتو والرز البخاري من أساسيات طعام الإفطار في المائدة الكازاخية، ومن اللحوم على المائدة لحوم الخيول، إذ إنها لذيذة الطعم، حيث لحم الحصان هو مكون ضروري جداً للمطبخ الكازاخستاني.

كما يتواجد على المائدة أيضا لبن الإبل ولبن الفرس، حيث يشرب الكازاخيون لبن الفرس ويتناولون لحومه، ليستعينوا بها على برودة الشتاء حيث تصل درجة الحرارة في العاصمة أستانا إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر.

فيما تشهد مدينة أستانا إقبالا واسعا من السكان على أداء صلاة التراويح، حيث يوجد تسعة مساجد في العاصمة الكازاخستانية وحدها تعج بالمصلين، أكبرها مسجد حضرة السلطان، وتتزايد المساجد سنوياً في كازاخستان التي تبنت نظاماً اجتماعيا متفرداً في العالم وباتت مجتمع متعدد الأعراق والأديان معترف به كنموذج ضد الصراعات الدينية المنتشرة في العالم وفيها لا يشعر غير المسلم بأي تغيير في نمط حياته خلال شهر رمضان.

تم نسخ الرابط