تقارب يعزز التفاوض.. الإمارات تدعم إثيوبيا بـ 3 مليارات دولار
لاقت زيارة ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى إثيوبيا اهتماما رسميا وشعبيا لما أثمرته من دعم إماراتي لأديس أبابا، التي تواجه صعوبات اقتصادية.
وقالت وكالة أنباء الإمارات، إن صندوق أبوظبي للتنمية وقع مذكرة تفاهم مع الحكومة الإثيوبية، يقدم بموجبها الصندوق 11 مليار درهم "3 مليارات دولار"، لدعم الاقتصاد الإثيوبي وتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة القدرة التنافسية، وتمكين الاقتصاد من مواجهة مختلف التحديات.
وتضمنت مذكرة التفاهم اتفاقية لإيداع 3.7 مليار درهم "مليار دولار" في بنك إثيوبيا الوطني، بهدف دعم السياسة المالية والنقدية في البلاد، وكذلك تعزيز السيولة والاحتياطيات النقدية من العملات الأجنبية لدى بنك إثيوبيا الوطني.
وجاء توقيع مذكرة التفاهم على هامش الزيارة، التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأكد الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عمق العلاقات التي تجمع بين الإمارات وإثيوبيا، و”الحرص المشترك على دفع هذه العلاقات إلى الأمام في المجالات كافة، بدعم من قيادتي البلدين لما فيه خير الشعبين الصديقين وتقدمهما”.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية، أن الجانبين أكدا على سعي البلدين إلى تنمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة، ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وشددا على أهمية مضاعفة المجتمع الدولي لجهود تحقيق السلام والأمان في المنطقة والعالم، إضافة إلى ترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك بين مختلف شعوب العالم.
ويمثل التواجد العربي في القرن الإفريقي، شغلا للمساحات التي تسعى دول خارجية لشغلها، بما تمثله من تهديدات للأمن القومي العربي على المدى القريب والبعيد، خاصة مصر ودول الخليج.
ويعزز الدعم الإماراتي التقارب المصري - الإثيوبي ويدفع الحوار بين البلدين حول سد النهضة إلى منطقة التقاء تحقق مصلحة الطرفين، كما يخلق مساحات توافق مشترك بين الإمارات وأديس أبابا حول العديد من القضايا الدولية.
وتمثل دول القرن الإفريقي بشكل عام أهمية كمنطقة استراتيجية للأمن القومي العربي، فالصومال على سبيل المثال تمتد على ساحل مرتبط بشكل وثيق بأمن الملاحة الدولية، وسبق أن قدمت مصر والإمارات والسعودية، مساعدات كبيرة لتستعيد مؤسسات الدولة الصومالية قوتها في مواجهة تنظيم الشباب المتطرف.
وبالعودة لإثيوبيا ستودع الإمارات مليار دولار في البنك المركزي الإثيوبي، لتخفيف نقص حاد في العملة الأجنبية. فيما سيُستثمر المليارا دولار الآخران في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة والزراعة.
وفي الأسبوع الماضي زار آبي أحمد مصر، وسط ترحيب رسمي وشعبي، مبديا لهجة تفهم لمتطلبات مصر وحقها في الحفاظ على حصتها المائية، والحيلولة دون تأثيرات سلبية ناتجة عن سنوات ملء خزان سد النهضة، وفي خطوة غير متوقعة أقسم أبي أحمد بالله بأن مصر لن تضار من سد النهضة.
وسافر آبي أحمد إلى أبوظبي والرياض بعد فترة وجيزة من توليه منصبه.
وتولى آبي أحمد، وهو ضابط مخابرات سابق يبلغ من العمر 41 عاما، منصبه في إبريل بعد ثلاث سنوات من اضطرابات هددت سيطرة ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية على الحكم.
وتعد تحركات أبي أحمد، مؤشراً على قدرته على تحقيق طموحات الشعب الإثيوبي في تحقيق تنمية.



