المركزي للإحصاء: "الخلع" الأعلى نسبة بين قضايا الخلافات الأسرية
كتبت - سحر عاطف
ارتفاع نسب الطلاق بـ3.2%.. وانخفاض معدلات الزواج بــ2.8% في السنوات الأخيرة
تعددت قضايا الطلاق فأصبحت مشكلة من مشكلات العصر خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أخذت في التزايد ما أدى إلى ترك الكثير من الآثار السلبية على الزوجين والأطفال، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق" نظرًا لما فيه من آثار سلبية في تفكك الأسرة التي هي مصدر البناء في المجتمع، وأيضا آثاره السلبية على الأطفال، فيؤدي إلى إصابة الطفل بالاكتئاب والانطواء وجعله مهتزًا داخليا، إضافة إلى شعوره بافتقاد حنان الأم والأمان الذي يقدمه له الأب.
وقالت "أ. ع" مديرة مكتب التوجيه الأسرى بالشرقية: إن ارتفاع معدل الطلاق ينحصر في ثلاثة عوامل هي "الفقر- الجهل- المرض".
وأرجعت أسباب ارتفاع نسب الطلاق إلى الضغوط الاجتماعية، وتدخل الأهل في شؤون الزوجين، والاختيار الخاطئ منذ البداية، وعدم توافر عنصر الكفاءة بين الزوجين، إضافة إلى انعدام الوعي ووجود البطالة، وكذلك الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار المستمر الذي يمثل عبئا على كاهل الأسرة.
وأوضحت "مديرة مكتب التوجيه الأسري" أن أكثر حالات الطلاق هي التي تحدث بعد مدة لا تتعدى سنة من الزواج، وذكرت أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق هو "انعدام الوعي الديني لدى الزوجين"، لذلك نصحت بأن يقوم كل خريج جامعي بأخذ دورة تعليمية في التوعية والإرشاد الأسري قبل تخرجه من الجامعة، أو حضور ندوات ومؤتمرات تتحدث عن توعية الشباب والفتيات، وإرشادهم إلى كيفية سير حياتهم بعد الزواج، ونتيجة لذلك سيحدث انخفاض في معدل ارتفاع الطلاق وخصوصا بعد أن أخذ يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
وأظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء انخفاض عدد عقود الزواج وارتفاع إشهادات الطلاق خلال عام 2017، مشيرا إلى أن أغلب القضايا بسبب "الخلع".
وقام الجهاز بإصدار النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق، حيث بلغ عدد عقود الزواج 912 ألفًا و606 عقود في عام 2017، مقابل 938 ألفًا و526 عقدًا عام 2016، بنسبة انخفاض قدرها 2.8%.
بينما بلغ عدد حالات الطلاق 198 ألفًا و269 حالة عام 2017، مقابل 192 ألفًا و79 حالة عام 2016، بسبة زيادة قدرها 3.2%.
.jpg)
كما بلغ عدد أحكام الطلاق النهائية 9364 حكمًا عام 2017، مقابل 6305 أحكام عام 2016 بزيادة 48.5% من جملة الأحكام، في حين سجلت أعلى نسبة طلاق بسبب "الخلع"، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكما بنسبة 76.9% من إجمالي الأحكام النهائية، فيما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب "الخيانة الزوجية"، حيث بلغ عدد الأحكام بها 3 أحكام تمثل 0.03% من جملة الأحكام النهائية.
وسجلت الإحصاءات ارتفاع عدد شهادات الطلاق في الحضر لتبلغ 108 آلاف و224 إشهادا عام 2017، مقابل 105 آلاف و200 إشهاد عام 2016، بنسبة زيادة قدرها 2.9%.
وفي الريف بلغ عدد شهادات الطلاق 90 ألفا و45 إشهادا عام 2017 تمثل 45.4% من جملة الإشهادات، مقابل 86 ألفا و879 إشهادا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.6%.
وأمثلة على ذلك ذكرت زوجة "س" ولديها طفل في الثالثة والنصف من عمره، أن طلاقها كان بسبب تطاول زوجها عليها باليد ما سبب لها أذى بدنيا ونفسيا، وتعاطيه أنواعا كثيرة من الحشيش والمخدرات، وعدم إنفاقه الأموال عليها وعلى طفلها، ففضلت الانفصال بدلا من العيش مع زوج لا يعرف أي شيء عن معنى الزواج، وتربية طفلها بشكل صحيح في بيئة هادئة عن تلك التي مليئة بالاضطراب والتوتر.
وهناك زوجة "ص" ولديها من الأطفال بنتان، الأولى تبلغ من العمر 5 سنوات والثانية تبلغ من العمر 3 سنوات، وقد ذكرت أن طلاقها كان بسبب تدخل أهل زوجها في شؤون حياتهم خاصة والدته، حيث قالت إن أكثر المشاكل التي حدثت بينها وبين زوجها كانت بسبب والدة زوجها، فلما كثرت المشاكل وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة قامت بطلب الطلاق وتفرقا وقسما الأطفال فالكبرى تعيش مع الأب والصغرى تعيش مع الأم.
وأيضا هناك زوج "ع" ذكر أن سبب الطلاق أنه في إحدى المرات كان ممسكا بهاتف زوجته وأثناء تقليبه في هاتفها رأى محادثة بينها وبين شخص غريب عنها وليس بينهما أي صلة قرابة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فقام بسؤالها عن ماهية هذا المتحدث وسبب تحدثها معه، وأجابت بأنه شخص كان متقدما لطلب يدها قبل زواجها منه وأن تحدثه معه أمر عادي، لكن الزوج لم يتقبل ذلك وقام بإطلاق سراحها.
كما ذكرت الدكتورة "حنان سالم" الإخصائية النفسية أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن مصر تعد من أكثر الدول التي بها نسبة الطلاق عالية، حيث بلغت نسبة الطلاق في عام 2017 إلى 60%، إضافة إلى أن أكثر فئة عمرية تحدث بها الطلاق من 25 إلى 30 سنة.
.jpg)
وقالت "حنان سالم" إن الطلاق له أسباب كثيرة منها: الحالة الاقتصادية والعجز المادي، وعدم التكافؤ بين الزوجين، خاصة في النواحي الفكرية والاجتماعية، وعدم تحمل المسؤولية من الطرفين، وتعرض الزوجة للإيذاء البدني والانفعالي، والنقد المستمر لتصرفاتها في الأمور الحياتية، كما تلعب طريقة تعامل الزوج أو الزوجة مع أطفالهما دورا في حدوث الطلاق، بمعنى أن الزوج إذا كان متشددا في تعاملاته مع أطفاله ويمارس الإيذاء البدني معهم فهذا يجعل الزوجة مستاءة من سلبيتها وعدم قدرتها على وقف هذا الإيذاء، ولذلك قد تلجأ إلى الانفصال لإنقاذ أولادها من طريقة زوجها التعسفية، كما أن لتدخلات الأهل في شؤون الزوجين دورا كبيرا، ويعد انتشار المواد المخدرة التي تسبب تعطيل جميع جوانب حياة الشخص دورا جوهريا، ومن العوامل المهمة أيضا الخيانة التي أصبحت موجودة عند نسبة كبيرة من الأزواج أو الزوجات، وتعد مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف من الأسباب الرئيسية التي تسهل حدوث الخيانة، وأيضا تأخر سن الزواج عند الفتيات يدفع الفتاة للزواج من أي شخص يطرق الباب دون النظر إلى عيوب شخصيته وهل هو مناسب لها كزوج أم لا.
وعلى أثر ذلك قام الأزهر في إبريل الماضي للمرة الأولى بإطلاق وحدة تحت عنوان "لم الشمل"، تهدف إلى مواجهة ظاهرة انتشار الطلاق، واستطاعت لم شمل 350 أسرة قبل أن يفترقا.
* الجانب التطبيقي للمتدربين في دورة الصحفي الشامل بأكاديمية روزاليوسف للتدريب والإنتاج الإعلامي
كتبت - سحر عاطف
ارتفاع نسب الطلاق بـ3.2%.. وانخفاض معدلات الزواج بــ2.8% في السنوات الأخيرة
تعددت قضايا الطلاق فأصبحت مشكلة من مشكلات العصر خاصة في الآونة الأخيرة، حيث أخذت في التزايد ما أدى إلى ترك الكثير من الآثار السلبية على الزوجين والأطفال، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق" نظرًا لما فيه من آثار سلبية في تفكك الأسرة التي هي مصدر البناء في المجتمع، وأيضا آثاره السلبية على الأطفال، فيؤدي إلى إصابة الطفل بالاكتئاب والانطواء وجعله مهتزًا داخليا، إضافة إلى شعوره بافتقاد حنان الأم والأمان الذي يقدمه له الأب.
وقالت "أ. ع" مديرة مكتب التوجيه الأسرى بالشرقية: إن ارتفاع معدل الطلاق ينحصر في ثلاثة عوامل هي "الفقر- الجهل- المرض".
وأرجعت أسباب ارتفاع نسب الطلاق إلى الضغوط الاجتماعية، وتدخل الأهل في شؤون الزوجين، والاختيار الخاطئ منذ البداية، وعدم توافر عنصر الكفاءة بين الزوجين، إضافة إلى انعدام الوعي ووجود البطالة، وكذلك الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار المستمر الذي يمثل عبئا على كاهل الأسرة.
وأوضحت "مديرة مكتب التوجيه الأسري" أن أكثر حالات الطلاق هي التي تحدث بعد مدة لا تتعدى سنة من الزواج، وذكرت أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق هو "انعدام الوعي الديني لدى الزوجين"، لذلك نصحت بأن يقوم كل خريج جامعي بأخذ دورة تعليمية في التوعية والإرشاد الأسري قبل تخرجه من الجامعة، أو حضور ندوات ومؤتمرات تتحدث عن توعية الشباب والفتيات، وإرشادهم إلى كيفية سير حياتهم بعد الزواج، ونتيجة لذلك سيحدث انخفاض في معدل ارتفاع الطلاق وخصوصا بعد أن أخذ يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
وأظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء انخفاض عدد عقود الزواج وارتفاع إشهادات الطلاق خلال عام 2017، مشيرا إلى أن أغلب القضايا بسبب "الخلع".
وقام الجهاز بإصدار النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق، حيث بلغ عدد عقود الزواج 912 ألفًا و606 عقود في عام 2017، مقابل 938 ألفًا و526 عقدًا عام 2016، بنسبة انخفاض قدرها 2.8%.
بينما بلغ عدد حالات الطلاق 198 ألفًا و269 حالة عام 2017، مقابل 192 ألفًا و79 حالة عام 2016، بسبة زيادة قدرها 3.2%.
.jpg)
كما بلغ عدد أحكام الطلاق النهائية 9364 حكمًا عام 2017، مقابل 6305 أحكام عام 2016 بزيادة 48.5% من جملة الأحكام، في حين سجلت أعلى نسبة طلاق بسبب "الخلع"، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكما بنسبة 76.9% من إجمالي الأحكام النهائية، فيما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب "الخيانة الزوجية"، حيث بلغ عدد الأحكام بها 3 أحكام تمثل 0.03% من جملة الأحكام النهائية.
وسجلت الإحصاءات ارتفاع عدد شهادات الطلاق في الحضر لتبلغ 108 آلاف و224 إشهادا عام 2017، مقابل 105 آلاف و200 إشهاد عام 2016، بنسبة زيادة قدرها 2.9%.
وفي الريف بلغ عدد شهادات الطلاق 90 ألفا و45 إشهادا عام 2017 تمثل 45.4% من جملة الإشهادات، مقابل 86 ألفا و879 إشهادا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.6%.
وأمثلة على ذلك ذكرت زوجة "س" ولديها طفل في الثالثة والنصف من عمره، أن طلاقها كان بسبب تطاول زوجها عليها باليد ما سبب لها أذى بدنيا ونفسيا، وتعاطيه أنواعا كثيرة من الحشيش والمخدرات، وعدم إنفاقه الأموال عليها وعلى طفلها، ففضلت الانفصال بدلا من العيش مع زوج لا يعرف أي شيء عن معنى الزواج، وتربية طفلها بشكل صحيح في بيئة هادئة عن تلك التي مليئة بالاضطراب والتوتر.
وهناك زوجة "ص" ولديها من الأطفال بنتان، الأولى تبلغ من العمر 5 سنوات والثانية تبلغ من العمر 3 سنوات، وقد ذكرت أن طلاقها كان بسبب تدخل أهل زوجها في شؤون حياتهم خاصة والدته، حيث قالت إن أكثر المشاكل التي حدثت بينها وبين زوجها كانت بسبب والدة زوجها، فلما كثرت المشاكل وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة قامت بطلب الطلاق وتفرقا وقسما الأطفال فالكبرى تعيش مع الأب والصغرى تعيش مع الأم.
وأيضا هناك زوج "ع" ذكر أن سبب الطلاق أنه في إحدى المرات كان ممسكا بهاتف زوجته وأثناء تقليبه في هاتفها رأى محادثة بينها وبين شخص غريب عنها وليس بينهما أي صلة قرابة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فقام بسؤالها عن ماهية هذا المتحدث وسبب تحدثها معه، وأجابت بأنه شخص كان متقدما لطلب يدها قبل زواجها منه وأن تحدثه معه أمر عادي، لكن الزوج لم يتقبل ذلك وقام بإطلاق سراحها.
كما ذكرت الدكتورة "حنان سالم" الإخصائية النفسية أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن مصر تعد من أكثر الدول التي بها نسبة الطلاق عالية، حيث بلغت نسبة الطلاق في عام 2017 إلى 60%، إضافة إلى أن أكثر فئة عمرية تحدث بها الطلاق من 25 إلى 30 سنة.
.jpg)
وقالت "حنان سالم" إن الطلاق له أسباب كثيرة منها: الحالة الاقتصادية والعجز المادي، وعدم التكافؤ بين الزوجين، خاصة في النواحي الفكرية والاجتماعية، وعدم تحمل المسؤولية من الطرفين، وتعرض الزوجة للإيذاء البدني والانفعالي، والنقد المستمر لتصرفاتها في الأمور الحياتية، كما تلعب طريقة تعامل الزوج أو الزوجة مع أطفالهما دورا في حدوث الطلاق، بمعنى أن الزوج إذا كان متشددا في تعاملاته مع أطفاله ويمارس الإيذاء البدني معهم فهذا يجعل الزوجة مستاءة من سلبيتها وعدم قدرتها على وقف هذا الإيذاء، ولذلك قد تلجأ إلى الانفصال لإنقاذ أولادها من طريقة زوجها التعسفية، كما أن لتدخلات الأهل في شؤون الزوجين دورا كبيرا، ويعد انتشار المواد المخدرة التي تسبب تعطيل جميع جوانب حياة الشخص دورا جوهريا، ومن العوامل المهمة أيضا الخيانة التي أصبحت موجودة عند نسبة كبيرة من الأزواج أو الزوجات، وتعد مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف من الأسباب الرئيسية التي تسهل حدوث الخيانة، وأيضا تأخر سن الزواج عند الفتيات يدفع الفتاة للزواج من أي شخص يطرق الباب دون النظر إلى عيوب شخصيته وهل هو مناسب لها كزوج أم لا.
وعلى أثر ذلك قام الأزهر في إبريل الماضي للمرة الأولى بإطلاق وحدة تحت عنوان "لم الشمل"، تهدف إلى مواجهة ظاهرة انتشار الطلاق، واستطاعت لم شمل 350 أسرة قبل أن يفترقا.



