الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مدحت صفوت يعيد قراءة «فصل المقال» لابن رشد.. وسلوى بكر: كتاب يقدم رؤية جديدة وجريئة

مدحت صفوت يعيد قراءة
مدحت صفوت يعيد قراءة «فصل المقال» لابن رشد.. وسلوى بكر: كتاب
كتب - بوابة روز اليوسف

يُصدر الباحث والناقد مدحت صفوت، قريبًا، عن سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب دراسة جديدة عن أبي الوليد ابن رشد بعنوان «صوت الغزالي وقِرطاس ابن رشد»، ملحق بها دراسة ابن رشد الشهيرة «فصل المقال».

«ابن رشد ليس نقيضًا للغزالي»، هكذا انتهى الباحث مدحت صفوت في إصداره المرتقب، معتمدًا في قراءة الغزالي وابن رشد على استراتيجيات التفكيك، مؤكدا أن الاستدعاء الرئيس لابن رُشد وكتابه الشهير «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال» هو لفهم ومعرفة الرُشدية من كتاباتها لا من الصور المُتخيلة التي رسمها كثيرٌ من باحثيّ ومفكريّ العصر الراهن. ونتيجةً للفهم لا مانع أن نوجّه نحو الموروث الرُشدي معاولَ الهدم حدّ مفهوم مارتن هيدغر، أو نستفيد من استراتيجيات التفكيك بالرؤية التي طرحها جاك دريدا ومدرسة «ييل Yale» الأمريكية.

وحسب دراسة مؤلف «السلطة والمصلحة» فإنه فضّل أدوات جاك دريدا في قراءة ابن رُشد، محاولًا وضع علامات الاستفهام حول خطابه، كذا الأسئلة المشروعة عن المنتج العربي الكبير الذي دار حول ابن رُشد والرُشدية، حول مدى تعبيره "بصدق" أو بدقة عن الرؤية الرشدية، وهل أدى إلى إنتاج صورة متخيلة عن أبي الوليد، وإذا كانت الإجابة بنعم، لماذا اخترع المفكرون العرب هذه الصورة الرشدية؟ وما الحاجة التي دفعتهم إلى ذلك؟ مستأنسًا في طريق البحث، أو اللعب بتعبير الباحث، بمقولة الشبحية كما بينها جاك دريدا، ليكشف عن أشباح سكنت خطاب ابن رُشد، وتحكمت في منطلقاته ومساراته ومعطياته، وأحيانًا نقاط الوصول.

من جهتها، ترى الروائية سلوى بكر، ورئيس تحرير السلسلة، أن أهم مآثر الطبعة الجديدة هي أن الباحث الشاب مدحت صفوت بذل جهدًا يستحق التقدير في تقديم رؤية علمية جديدة لهذا الكتاب، تتسم بالجرأة والدقة والحداثة.

وأوضحت بكر، أن دراسة مدحت صفوت المعنونة بـ«صوت الغزالي وقِرطاس ابن رشد.. عن العلاقة الشبحية بين أبي حامد وأبي الوليد»، والتي تأتي في حجم دراسة ابن رشد، تقدم رؤية جديدة بشأن العلاقة بين أبي الوليد والغزالي، فغالبًا كان الباحثون يضعون الغزالي نقيضًا لابن رشد؛ هنا ينقب صفوت عن التقاطعات بين الرجلين، لينتهي الأمر بأن الصوت صوت الغزالي والكتابة لابن رشد.

وبيّنت رئيس تحرير سلسلة التراث الحضاري، أن رؤية مدحت صفوت قد يوافق عليها البعض ويتجادل حولها البعض الآخر، لكنها في النهاية إنما هي رؤية معبرة عن أجيال جديدة تنظر للحياة وللفلسفة وللتاريخ ولتطور الأفكار وصراعها من منظور جديد ومغاير.

يذكر ان مدحت صفوت ناقد أدبي وباحث بتحليل الخطاب. عمل كمحاضر زائر في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وحاضَر في عدد من المراكز البحثية المصرية، حاصل على درجة الماجستير في تحليل الخطاب، يكتب في المحاور النقدية ونقد الخطاب الديني الأصولي، له كتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان «السلطة والمصلحة.. استراتيجيات التفكيك والخطاب العربي»، وله قيد الطبع "جناية الفقهاء: تمارين على طرح الأسئلة".

تم نسخ الرابط