ألمانيا تطلب من إحدى الدول الإفريقية الصفح وتعتذر لها.. أعرف عن ماذا؟

كتب - عيسى جاد الكريم

طلبت وزيرة الخارجية الألمانية ميشائيلا مونتفيرينغ من الشعب الناميبي الصفح، قدمت اعتذارا رسميا باسم الحكومة الألمانية للشعب الناميبي عن الحقبة الاستعمارية التي كانت تسيطر فيها ألمانيا على أجزاء من نامبيا كما اعتذرت عن كل الأفعال التي صدرت عن الجنود الألمان في ذلك الوقت.

وسلمت الحكومة الألمانية وفدًا من ناميبيا اليوم الأربعاء رفاتا بشرية لـ27 شخصًا قتلوا إبان الحقبة الاستعمارية، وعقب قداس ألماني- ناميبي مشترك لإحياء ذكرى ضحايا الحقبة الاستعمارية أقيم في كنيسة فريدريش شتات كيرشه في العاصمة الألمانية برلين، الحكومة الألمانية سلمت الوفد الناميبي الرفات، التي تضمنت 19 جمجمة وعظاما وجلودا، وقالت المسؤولة الألمانية عقب القداس: "أنحني في حزن عميق للضحايا وأطلب الصفح.

وحسب هيئة الإذاعة والتليفزيون الألماني العربي (دوتشه فيليه) أن من المخطط استقبال الرفات في مراسم رسمية بالعاصمة الناميبية ويندهوك بعد غد الجمعة بمشاركة وزيرة الدولة في "

ومن جانبها أعربت وزيرة الثقافة الناميبية كاترينا هانز-هيماروا عن شكرها لمونتفيرينغ، مضيفة أن الاعتذار الرسمي من جانب جهة ألمانية رفيعة المستوى ينبغي أن يتم بعد انتهاء المفاوضات، وقالت "على ناميبيا وألمانيا توضيح الكثير من المسائل المتعلقة بماضيهما المشترك وحاضرهما ومستقبلهما.

وقال مدير وفد مجلس الكنيسة الناميبي إرنست جامكاموب، خلال عظته في الكنيسة "هذه الجماجم تروي قصص الماضي الاستعماري الوحشي والبغيض وما تبعه من قمع للشعب الناميبي

يذكر أن ما تعرف بنامبيا اليوم كانت مستعمرة تابعة للإمبراطورية الألمانية خلال الفترة من عام 1884 حتى عام 1915م وقمع المستعمرون بوحشية مقاومة السكان المحليين من قبيلتي هيريرو وناما خلال الفترة من عام 1904 حتى عام 1908م

وبحسب بيانات مؤرخين قتلت القوات الألمانية في إبادة جماعية نحو 75 ألف فردا من قبيلتي هيريرو وناما، وتعترف ألمانيا رسميا بهذه الجرائم منذ عام 2015. وتتفاوض منذ سنوات مع ناميبيا حول تعويضات عن الجرائم التي ارتكبت إبان الحقبة الاستعمارية، وجرت ست جولات مفاوضات حول ذلك منذ عام 2015.