الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أبو الغيط: من يريد عزل الشعب الفلسطيني لا ينجح سوى في عزل نفسه

أبو الغيط: من يريد
أبو الغيط: من يريد عزل الشعب الفلسطيني لا ينجح سوى في عزل نف
كتبت - شاهيناز عزام

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن من يريد عزل الشعب الفلسطيني لا ينجح سوى في عزل نفسه، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تتعرض لهجمة شرسة لا زالت فصولها تتلاحق أمام أعيننا.

وأكد أبو الغيط في كلمته أمام الدورة 150 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب والتي انطلقت في مقر الجامعة العربية اليوم برئاسة السودان، إن الولايات المتحدة الأمريكية تنفض يدها من وكالة الغوث الأونروا، وتطالب بتفكيكها واستبدالها، مشيرا إلى أن هناك ثمة رغبة أمريكية غير مسبوقة في إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها القانوني والسياسي والتاريخي والإنساني.

وقال الأمين العام في عبارة واضحة: ماذا يتبقى من القضية الفلسطينية إذا أبعدت قضايا القدس، واللاجئين، من الطاولة، علام يتفاوض الفلسطينيون إذن؟ أي معنى يبقى لحل الدولتين الذي أيدته القمة العربية ويسانده المجتمع الدولي.

وبين أن اليوم يجري نعت القيادة الفلسطينية بالتصلب والتعنت، حيث يقولون إنها ترفض صفقة لم تُعرض عليها بعد، ولكن المؤشرات والدلائل ماثلة أمامنا جميعًا وهي ليست شكوكًا في النوايا، ولا رجمًا بالغيب وإنما جملة من الأفعال والسياسات والتصريحات تواترت وتلاحقت عبر العام الماضي فقد جرى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في تحدٍ للإرادة الدولية، وليس فقط العربية أو الفلسطينية.

وأكد أبو الغيط، إن الهدف مكشوف ويتجاوز مسألة المساهمة المالية إلى التشكيك في شرعية الأونروا ذاتها وهي منشأة بقرار أممي وضرب مصداقيتها تمهيدًا للتشكيك في قضية اللاجئين برمتها، وكأن من أخرجوا من ديارهم قبل سبعين عامًا كانوا أشباحًا، وكأن أبناءهم وأحفادهم فقدوا الحق في الوطن الذي طرد منه الآباء والأجداد، مشيرا لو أن الأمر بهذه البساطة، ولو أن التاريخ يُكتب بهذه الصورة المجحفة، فعلام كان الصراع من الأصل؟ أليست القضية الفلسطينية، في جوهرها وأساسها، قضية أرض اغتُصبت وشعب شُرد لاجئًا ونازحًا؟

وشدد الأمين العام، إن الموقف العربي واضح من قضية اللاجئين، وسقفه هو المبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة العربية في مارس 2002، مضيفا أن التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194"مع رفض كل أشكال التوطين، مضيفا أنه لم يرفض العرب أو الفلسطينيون التفاوض بل هم سعوا إليه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا.

وقال، ما نرفضه اليوم هو أن يُفرغ التفاوض من أي مضمون، وتُغلق قضاياه الرئيسية واحدة تلو الأخرى قبل أن يبدأ الحديث حولها، فهذا ليس تفاوضًا بأي حال، وإنما فرض لإرادة طرف، وترسيخ لواقع الاحتلال.

وأوضح الأمين العام، يخطئ من يظن أن إجراءات مثل غلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن ستؤدي إلى تطويع الإرادة الفلسطينية ويخطئ من يظن أن الفلسطينيين يقفون وحدهم، ويُخطئ من لا يُدرك دلالة تسمية القمة العربية الأخيرة في الظهران بقمة القدس حقيقة الأمر أن من يريد عزل الفلسطينيين لا ينجح سوى في عزل نفسه وها هي الإرادة الدولية تجتمع في يونيو الماضي على استصدار قرار أممي (بتأييد 120 دولة واعتراض ثمانية دول فقط) يدعو لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعدما تعرض أبناؤه من المتظاهرين السلميين للقتل بدمٍ بارد على يد قوات الاحتلال، وها هي إسرائيل تتراجع عن مسعاها في الترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن بعد أن ووجهت بحقيقة الرفض الدولي لمسلكها وسياستها، وأخيرًا ها هي دولة من أقصى الأرض تضع المبادئ قبل المصالح، والحق فوق القوة.

وحيا الأمين العام باسم مجلس الجامعة قرار الحكومة الجديدة في باراجواي والذ اتخذته بنقل سفارتها إلى القدس حيث قرر رئيسها الجديد "ماريو عبده" الذي بادر بشجاعة واستقامة إلى تصحيح الخطأ، وأعاد الأمور إلى نصابها، مضيفا إنني قد أرسلتُ له كتابًا بالأمس أشد فيه على يده، وأعبر له عن مشاعر العرفان والتقدير التي يحملها العرب جميعًا لهذا القرار النبيل.

 

تم نسخ الرابط