الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

السيسي يدعو العالم لمواجهة النفس بخلل المجتمع الدولي والعلاج الجذري للنزاعات

السيسي يدعو العالم
السيسي يدعو العالم لمواجهة النفس بخلل المجتمع الدولي والعلاج
نيويورك- أيمن عبدالمجيد

الرئيس: علينا التكاتف لتعزيز الحكم الرشيد وحقوق الإنسان ودحر الإرهاب وتفجير طاقات الشباب

في كلمة عميقة المعاني، موجزة الكلمات، شاملة القضايا والتحديات، مشخصة للأمراض التي يعاني منها النظام الدولي، والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي قادة العالم لمواجهة النفس، بما يحتاجه النظام الدولي من تطوير للحفاظ على القيم والغايات النبيلة، التي كان وما زال نيلسون مانديلا رمزاً لها.

وأضاف الرئيس خلال كلمته، في القمة التذكارية "نيلسون مانديلا للسلام"، المنعقدة الآن بالجمعية العامة للأمم المتحدة، بمناسبة مئوية الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا: أؤكد دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة في العمل على تكامل مختلف المقاربات للارتقاء بفاعلية وكفاءة ومصداقية المنظمة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التي تبناها نيلسون مانديلا.

وشدد الرئيس على ضرورة مواجهة أنفسنا، بالتحديات المتمثلة في ضرورة حصول جميع أطفالنا على تعليم يؤهلهم للمستقبل، وفي إنهاء معاناة شبابنا من البطالة ومن استهداف دعاة الإرهاب والتطرف لعقولهم لتغييبهم عن هذا المستقبل، وفي ندرة المياه والغذاء والتصحر، وفي ضعف الرعاية الصحية للجميع، مما يمكن المرض والأوبئة من اختطاف المستقبل. فمما لا شك فيه أن هناك خللاً في آليات التعاون الدولي أفرزت هذا الواقع الذي نتطلع في إفريقيا لتغييره بالإرادة والمثابرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة.

ودعا الرئيس السيسي، الذي عبر عن القارة الإفريقية كاملة، المجتمع الدولي إلى: التحرك معاً وقدماً لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، واسترجاع القيم والمثل التي تبناها نلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، وتبني هدف مشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل في عالم أكثر سلاماً واستقراراً.

ومن المقرر أن ترأس مصر القمة الإفريقية عام 2019، وتتبنى مصر سياسات داعمة للتنمية في إفريقيا.

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتبنى سياسات محلية، في مواجهة الإرهاب ومساعي التنظيمات الإرهابية اختطاف عقول الشباب، وكذا تعزيز العدالة الاجتماعية، وتمكين المرأة، من خلال منح فرص لكفاءات في القيادة بالحكومة والوزارات، وتمكين الشباب، والعمل على تعظيم معدلات التنمية للقضاء على الفقر والبطالة، والاتقاء بمنظومة الصحة والتعليم، ما يضفي على كلمته مصداقية الواقع، والرغبة في التكاتف الدولي للارتقاء بالقارة الإفريقية عامة.

ودعا الرئيس المجتمع الدولي إلى العمل على وضع حلول جذرية لتعزيز حقوق الإنسان والقضاء على الفقر والأوبئة.

وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها اليوم خلال قمة "نيلسون مانديلا للسلام"، وذلك فى إطار فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة:

" أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة،

السيد الرئيس سيريل رامافوزا،

السيدات والسادة،

يسعدني أن أشارك اليوم فى قمة نلسون مانديلا للسلام، والتي تأتي تزامناً مع احتفالات أفريقيا والعالم  بأسره بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الإفريقي الراحل، الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، ضمن رموز أفريقية خالدة مثل "نكروما وعبد الناصر وسيكوتورى ونيريرى" فعبر عن تلك الآمال بإخلاص وكبرياء، وضحى بكل نفيس لتحرير بلاده من الفصل العنصري البغيض، فحمل له شعبه وفاءً لم ينقطع واستمر اسمه رمزاً وعنواناً لتطلع الإنسان في إفريقيا ومختلف مناطق العالم للتمتع بقيم الحرية والعدل والمساواة.

فخامة الرئيس رامافوزا،

أٌحييكِ، سيدي الرئيس، على عقد هذه القمة التذكارية، وعلى اختيارك لموضوعها الذي يدعو إلى إرساء قيم السلام العالمي بجميع أشكاله، ومضاعفة الجهود الساعية نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة، جنباً إلى جنب مع إرساء مبادئ حقوق الإنسان.

إننا اليوم في أمسِّ الحاجة لأطر فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، والقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته في التنمية المستدامة. كما أنه يتعين علينا جميعاً التضامن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر.

ومن هنا، أؤكد دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة في العمل على تكامل مختلف المقاربات للارتقاء بفاعلية وكفاءة ومصداقية المنظمة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق غايات ومقاصد الميثاق في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التي خلدتها سيرة الزعيم نلسون مانديلا لتكون نبراسا للعمل الدولي متعدد الأطراف.

أصحاب الفخامة والجلالة والسعادة،

السادة الرؤساء،

السيدات والسادة،

 إن اجتماعنا اليوم هو مناسبة لمواجهة أنفسنا، نواجه تحديات متمثلة بشكل أساسي في  ضرورة حصول جميع أطفالنا على تعليم يؤهلهم للمستقبل، وفي إنهاء معاناة شبابنا من البطالة ومن استهداف دعاة الإرهاب والتطرف لعقولهم لتغييبهم عن هذا المستقبل، وفي ندرة المياه والغذاء والتصحر، وفي ضعف الرعاية الصحية للجميع، مما يمكن المرض والأوبئة من اختطاف المستقبل. فمما لا شك فيه أن هناك خللاً في آليات التعاون الدولي أفرزت هذا الواقع الذي نتطلع في إفريقيا لتغييره بالإرادة والمثابرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة.

فلنتحرك معاً وقدماً لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، ولنسترجع القيم والمثل التي تبناها نيلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، ولنجعل هدفنا المشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل في عالم أكثر سلاماً واستقراراً.

تم نسخ الرابط