الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إطلاق حملة مصرية للوقاية من السكتة الدماغية

إطلاق حملة مصرية
إطلاق حملة مصرية للوقاية من السكتة الدماغية
كتب - محمود جودة

تتسبب في وفاة شخص كل ٣٠ دقيقة عالميا

لا يعد خطر السكتات الدماغية مشكلة محلية فقط لكنها مشكلة عالمية خطيرة تتسبب في وفاة حالة كل ٣٠ دقيقة أو إصابتها بالشلل على مستوى العالم، وفي مصر تشكل الخطر الثاني بين الأمراض المسببة للوفاة والإعاقة بمعدل 13.3 % طبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، ما يضيف أعباء اقتصادية على المجتمع، فيما أدى المرض عام 2012 إلى وفاة 69000 شخص وهي المسبب الأول للإعاقة عالميا، ولتجنب مشاكلها الخطيرة على الإنسان أطلقت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب حملة للتوعية بأعراض السكتة الدماغية تحت شعار "بإيدك تنقذ حياتك من جلطة المخ" خلال الأربع ساعات الأولى من الإصابة بأعراضها ما يترتب عليه إنقاذ الحياة، وتجنب الشلل والإعاقة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم على هامش المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية والمقام تحت رعاية الجمعية.

ويقول الدكتور مجد فؤاد زكريا، أستاذ المخ والأعصاب، رئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية، إنه من المتوقع تضاعف معدل حالات الإصابة بالسكتات الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى ١٥ عاما مقبلة، فيما يعني زيادة معدلات العجز والوفاة، وتعتمد الحملة التي تم إطلاقها على رفع مستوى الوعي، مشيرا إلى أن اللجنة القومية للسكتة الدماغية التي تكوينها تركزت أهدافها على خفض عدد الحالات التي يتم إصابتها بالإعاقة المؤثرة على المريض، وأسرته، وعمله، ويصل عددهم إلى ٧٥ ألف حالة سنويا في مصر، من أصل ٣٠٠ ألف حالة يتم إصابتها سنويا بجلطة المخ.

وأضاف أن اللجنة هدفت أيضا إلى توسيع قاعدة المستشفيات التي يمكن استقبالها للحالات المصابة بجلطة المخ عن طريق تجهيز فرقها الطبية بطرق استخدام العقاقير المذيبة لجلطة المخ خلال الساعات الأربع الأولى والتي تستجيب فيها الجلطة الوريدية للإذابة بالعقاقير على اقصى تقدير، لافتا إلى انه تم بالفعل تجهيز وافتتاح مستشفى هليوبوليس التابع للمؤسسة العلاجية والتأمين الصحي بوزارة الصحة لاستقبال تلك الحالات، بجانب المستشفيات الجامعية المجهزة أساسا لاستقبال الحالات، ومن بينها مستشفيات كليات طب عين شمس، وقصر العيني، وأسوان، والإسكندرية، وجامعة أسيوط.

وعن آلية التحرك عند الشعور بأعراض الإصابة بجلطة المخ قال الدكتور مجد انه يجب التوجه فورا إلى أحد المستشفيات الجامعية مثل عين شمس، أو قصر العيني، أو أسيوط الجامعي، أو هليوبوليس بمصر الجديدة، أو التأمين الصحي بمدينة نصر، وجمال عبد الناصر بالإسكندرية.

ومن جانبه يقول الدكتور هاني عارف أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب عين شمس إنه طبقا للإحصائيات المصرية فإن معدل الإصابة السنوي ٢٥٠ ألف مريض يتوفى منهم ٧٠ ألفا، ويظل عدد كبير من باقي المرضي يعاني من إعاقة دائمة، وبالتالي لابد من زيادة الوعي بين المواطنين بأعراض الجلطة المبكرة، وتشمل صعوبة في الكلام، واعوجاجا في الفم أو ثقلا في اليد والقدم بصورة مفاجئة، حيث يجب التوجه فورا إلى أقرب مركز مؤهل لعلاج السكتة الدماغية في الساعات الذهبية الأولى ومدتها ٦ ساعات يمكن خلالها علاج الجلطة عن طريق إزالتها بالقسطرة المخية، ويستفيد من هذه التقنية ١٥٪ من المرض الذين يثبت أن الجلطة تسببت في غلق شريان رئيسي بالمخ أما باقي الحالات ٨٥٪ فتستفيد من إذابة الجلطة عن طريق الحقن الوريدي بمذيب الجلطة في الأربع ساعات ونصف الساعة الأولى.

وأشار إلى أنه رغم أن عقار إذابة الجلطة متاح منذ عام ١٩٩٥ إلا أن استخدامه في مصر نادر، ومن خلال دراسة مبدئية لحصر عدد الحالات التي تم حقنها في مصر بأكبر المراكز المجهزة لاستخدام هذا العقار، أظهرت النتائج أنها لا تتعدى ٠,٥٪ من حالات الجلطة الدماغية التي تصل إلى المستشفيات، وبالتالي تعتبر عمليا صفرًا في باقي الأماكن، وفي نفس الوقت يتم علاج حوالي ٢٠٪ من تلك الحالات في الخارج عن طريق إذابة الجلطة.

وأشار إلى أن عدم وجود وعي عند رجل الشارع العادي بأعراض الجلطة الدماغية وأهمية التوجه إلى أقرب مركز متخصص لعلاجها عند الشعور بأي أعراض يعد أحد الأسباب المهمة لتأخر عدد المصابين الذين تم علاجهم، كما يجب توعية أطباء الطوارئ بأهمية علاج الجلطة الدماغية في الساعات الأولى وأهمية سرعة نقل المريض إلى أقرب مستشفى مجهز لذلك.

وأشار الدكتور حسام صلاح أستاذ المخ والأعصاب، إلى أن كل ثانية تمر على الإصابة يفقد المريض ٣٥ ألف خلية مخية، وبالتالي فإن التعامل مع هذا المرض يحتاج إلى يقظة وسرعة في التداخل، وأضاف أن المشروع القومي الجديد لعلاج السكتات الدماغية في مصر من خلال وزارة الصحة يهدف إلى دعم المستشفيات بالخدمة العاجلة لعلاج هذا المرض في إطار دعم تدريب الكوادر الطبية وإنشاء وتجهيز وحدات متخصصة للتعامل السريع والمتخصص من كافة الأطقم الطبية داخل هذه المنشأة لإنقاذ المريض ويتم من خلالها صرف عقار جديد يعمل على إذابة الجلطة وتقليص تداعيات ما بعد الإصابة بالسكتات الدماغية من خلال قرارات نفقة الدولة.

ووفرت شركة الأدوية الدواء دون انقطاع، ودعمت منظومة السكتة الدماغية في كافة مراحلها خاصة برامج التدريب، وتهدف الشركة إلى الاستمرار في تقديم خدمتها المجتمعية للمريض المصري بدعم غير مسبوق للارتقاء بصحة المريض في هذا المجال.

كما علق ياسر فرغلي المدير العام لشركة الأدوية العالمية في مصر قائلاً: "نحن ملتزمونً بدعم المرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية في مصر، من خلال التشجيع على إنشاء وحدات السكتة الدماغية في المستشفيات وتوفير التدريبات اللازمة للمتخصصين فيما يتعلق بالبروتوكولات العالمية لعلاج السكتة الدماغية، إلى جانب إيماننا بأهمية دور الشركات في دعم مبادرات وحملات التوعية بهدف إنقاذ المريض المصري."

ويقول الدكتور نبيل العجوز أستاذ المخ والأعصاب ورئيس شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية، بأن الحملة تهدف إلى رفع التوعية بالإسراع في الوقت المستغرق بين دخول المريض المستشفى وبدء تلقي العلاج، وثانيا دعم تأسيس وحدات علاجية متخصصة للجلطات في المستشفيات ما سيؤدي بشكل مباشر إلى نتائج أفضل وأسرع، والهدف الثالث والأهم هو زيادة الوعي حول الإدارة السليمة لهذا المرض في المجتمع وبين المتخصصين في الرعاية الصحية.

تم نسخ الرابط