السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. مصطفى فؤاد: جامعة طنطا تملك إرادة التطوير وتفعيل التوجيهات السياسية في الملف الإفريقي

د. مصطفى فؤاد: جامعة
د. مصطفى فؤاد: جامعة طنطا تملك إرادة التطوير وتفعيل التوجيها
كتب - عاطف دعبس

في كلمته بالمنتدى قال الدكتور مصطفى فؤاد أستاذ القانون الدولي نائب رئيس جامعة طنطا الأسبق: ظلت إفريقيا لمئات السنين تئن وطأة براثن الاستعمار تارة والاحتلال تارة حتى غادرها وفي أحشاء القاهرة سحوم الفرقة والصراعات العرقية والاثنية والدينية فلم تعالجها السنون أو يشفيها عامل الزمن، وباتت القارة الإفريقية بتأثير تلك السموم متسربلة بوطأة الصراعات والنزاعات بين دولها أو في نزاعاتها وصراعتها داخل الدولة، فهل ننسى أحداث التمييز العنصري في دولة جنوب إفريقيا، أو روديسيا التي تغير مسماها إلى زيمبايوى، وهل ننسى صراعات دول القرن الإفريقي.

كانت بصمة الدول الاستعمارية بفكرها ولغتها ومخططاتها حاضرة في أحشاء قارتنا السمراء، وكان للزعيم الراحل جمال عبدالناصر الدور السياسي الفعال في انتفاضة دول القارة عن بكرة أبيها نحو الاستقلال والانطلاق وحاولت منظمة الصحة الإفريقية والتي تبدل اسمها إلى منظمة الاتحاد الإفريقي أن تحلل تلك الصراعات بين بعض دول القارة، فضلًا عن النزاعات المسلحة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد والتي كانت شكيمة المستعمر أقوى ومؤامراته الدونية أشد تأثيرًا، ومن ثم راح يروج النظرة الاستعلائية المصرية على دول القارة لعزلها عن حضن الأمم الإفريقية، ولا ننسى في هذا المقام المحاولات التي بزلها أستاذنا المرحوم الأستاذ الدكتور بطرس بطرس غالي لأجل تقريب الصورة الحقيقية لمصر ولكن أنياب المستعمر كانت أشد ضراوة من الدبلوماسية المصرية الهادئة.
وأضاف د. "فؤاد" في حاضر القرن الماضي ازدادت حدة النزاعات الداخلية واشتدت حتى يتمكن الغرب من الاستيلاء واستلاب ثروات الدولة الإفريقية، ومن ثم لا ننسى أحداث روندا الداخلية التي راح ضحيتها ما يزيد على 800000 قتيل ومصاب، وأحداث الصومال الداخلية التي أفزعت مفهوم الدولة بها، وتشاد التي مازال يحاكم رئيسها في السنغال بتأثير وضغط خارجي، وما يفعله الدواعش باسم الدين في ليبيا وبوكو حرام في نيجيريا، وتقسيم السودان إلى دولتين.

كل هذه الأحداث وغيرها كانت في ذهن القيادة السياسية المصرية التي غابت شمسها عن سماء إفريقيا لسنوات طوال وعادت إلى أحضانها، وسوف نسعد كمصريين بتقليد مصرنا الحبيبة قيادة منظمة للاتحاد الإفريقي بداية من يناير 2019 لنسعي جاهدين بإيمان وثبات لملحمة وتطييب جراح قارتنا الغنية.

وأضاف فقيه القانون الدولي لعل أولى مبادرات الدبلوماسية المصرية كانت رسالتها إلى أبناء القارة، حيث أعدت لها بكل هدوء وزارة الخارجية بأن تكون القاهرة مركز لإعادة إعمار الدول الإفريقية فيما بعد المنازعات.

وتعتبر تلك المبادرة نموذجا وضوءًا يؤكد سعى مصر الدؤوب لتظل القلب النابض لراب الصدع وتقريب الشحناء في النزاعات المسلحة الإفريقية، بل والصورة إلى الإعمار والبناء للسلام والرخاء.

وينعكس الأمر –وبصدق- عن كليه الهندسة ومركز الاستشارات الذي يقدم خبرات فائقة الجودة في مجال إعمار ما أفسده الصراع، ولا ننسي كلية الصيدلة بخبراتها الطويلة في المجال الدوائي، فضلا عن الاستعانة بخبرة الإعلام وعلماء الاجتماع من كليه الآداب، أما بيتي الحالي كلية الحقوق ففيها الخبرات الدستورية والإدارية والمدنية والجنائية التي تسهم – وبحق – في تقريب القوانين والدساتير في دول القارة. أما فقه القانون الدولي فالحديث عنه يواكب المثيرات على الساحة الدولية سواء في القانون الإنساني أو القانون الدولي الجنائي التي تحتاج جامعات القارة الإلمام به لما له من تأثيرات خطيرة على القادة العسكريين والضباط والجنود، وقد كان لي شرف الإشراف على رسائل دكتوراة لصحفي في السنغال وآخرين من الجزائر وثالث من يوركينا فاسو. وكان لتلك التجارب فعل السحر على أمر الباحثين وجامعتهم.

وأضاف أن كنت أعلم تأثير الدبلوماسية المصرية وذكاءها في تقريب العوامل ذات التأثير الفاعل والمساعد الذي ينعكس على وجدان ومشاعر وآمال كل مستفيد من شعوب القارة الإفريقية.

ولعلمي اليقيني أن إدارة جامعة طنطا تملك إرادة التطوير وتفعيل التوجيهات السياسية، فإنها باتت مدعوة لعمل مؤسسي جماعي شاق يتضمن تحديد سبل التعاون مع وزارة الخارجية والتعليم العالي ولجنة شؤون إفريقيا، ولجنة الصحة، والشباب والإعلام بالبرلمان المصري لتفعيل عدد من الملفات التي تملك جامعة طنطا نواحي الخبرات بها.

فجامعة طنطا مدعوة لدعوة رؤساء الجامعات الإفريقية بالتنسيق مع الوزارات المعنية واللجان البرلمانية ذات الاختصاص لتفعيل جاد وبناء للقوة الناعمة المصرية، جنبا إلى جانب العمل الدبلوماسي الذي تتولاه مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي.

وترتيبا على القرارات والتوجيهات الصادرة لرؤساء الجامعات الإفريقية، نفتتح بابا القوافل الطبية في كليات الطب بأنواعها في جامعة طنطا، وكذا كلية التمريض كما نفتتح باب التعاون العلمي والشبابي في المجالات الرياضية المختلفة بما تذخر به كلية التربية الرياضية من خبرات تأثيرية على الشباب الإفريقي، وينطلى ذات الوضع على كلية الزراعة والعلوم في مجال الصحراء والتنقيب، إلا أن المبادرة سالفة الذكر تحمل في طياتها أيضا إشارة وتوجيه للقوة الناعمة في مصر إلى التغريد على ذات نهج الدبلوماسية المصرية والقوة الناعمة المستهدفة هي الجامعات المصرية عموما وجامعة طنطا خصوصًا.

فالقاصي والداني يعلم بفاعليات اتحاد الجامعات المصرية الإفريقية الذي يطوي في عضويته 208 مؤسسة علمية تقريبا، إلا أن مجلس إدارته خلى للأسف الشديد من أعضاء من الجامعات المصرية لعقود فاتت، اللهم إلا جامعة الأزهر مؤخرا التي انضمت لعضوية مجلس الإدارة عن جامعات شمال إفريقيا كلا وسينعقد فلا رحابها اجتماع اتحاد الجامعات الإفريقية في يونيو 2019.

وقد يعلم البعض بمنظمة أوهادا الإفريقية التي تضم في عضويتها حاليا 17 دولة إفريقية وتستهدف تحقيق التكامل القانوني بين دول القارة والعضوية فيها مفتوحة لجميع الدول الأفريقية ولم ينضم لعضويتها دولة عربية واحدة.

نعم القلب الإفريقي ينبض بالمحاولات التي أرادت القوة الناعمة الإفريقية تغيير صورة الماضي والحاضر، ولكن كان لغياب القوة الناعمة المصرية عن المحافل العلمية سالفة الذكر أثرت بالسلب على آليات القوة الناعمة الإفريقية.

ويحدوني الأمل بأن تكون القوة الناعمة بجامعة طنطا في الفترة القادمة نورا في نفق صعب نأمل الولوج فيه لإضاءة نور العلم ونور الحياة لمستقبل كريم في ربوع القارة الإفريقية.

 

 

تم نسخ الرابط