الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مثقفون وخبراء يوضحون "القيمة التاريخية لثورة 1919" بالأعلى للثقافة

مثقفون وخبراء يوضحون
مثقفون وخبراء يوضحون "القيمة التاريخية لثورة 1919" بالأعلى ل
كتب - محمد خضير

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، مائدة مستديرة، حول: "القيمة التاريخية والتأسيسية لثورة 1919"، مساء أمس، في بقاعة الفنون بمقر المجلس الأعلى للثقافة.

في بداية الحديث طرح الدكتور سمير مرقس مقرر لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان تساؤلاً عما يمكن دراسته فيما بعد حدوث ثورة 1919؟ وكيف يرى المؤرخون هذه الثورة؟

ثم فتح باب المناقشة حيث علق الدكتور عمرو حمودة على هذه التساؤلات بتساؤل أخر وهو؛ كيف تم تعبئة المواطن المصري آنذاك على فهم واستيعاب المشاركة في ثورة 1919؟

ثم بدأت الدكتورة أمينة الشافعي الحديث قائلة: "عندما نتحدث عن فكرة المواطنة فللأسف نحن نحصرها في فكرة الأديان؛ فعند حديثنا عن الثورة نقول أن المواطنة تعد حركة المحكومين للمشاركة في صناعة القرار ومحاولة توزيع العدالة وتدعيمها، لذا فإن المواطنة في مصر ليست فقط مسألة دين، بمعنى أنها ليست مختزلة فقط في علاقة المسلم بالمسيحي، وإنما هي حركة جماهيرية تخص كل فئات المجتمع".

وأضافت الدكتورة أمينة الشافعي، أن ثورة 1919 هي الثورة التي بحثت عن الديمقراطية، وقد أعطت الثورة صورة ليبرالية منقوصة، وتساءلت حول موقف الوفد من النقابات، وعن حركة المرأة في الثورة والثمار التي استطاعت المرأة جنيها فيما بعد الثورة.

وأشار عادل عبد الصمد إلى أن مهمة هذه الندوة تتمثل في العمل على جعل المواطن العادي يستذكر أحداث ثورة 1919، وما جنتها من ثمار والتعلم منها وتدريسها عبر المناهج التعليمية على نطاق أوسع وأعمق.

ثم تساءل الدكتور عمرو حمودة هل تم دراسة ثورة 1919 من الناحية الاستراتيجية والتكتيكية؟ فهي لم تكن مجرد هبة شعبية قام بها المواطن المصري فجأة، بل كان لها مقدمات فالفكرة بدأت مع إعلان مؤتمر فرساي من خلال استغلال المؤتمر للتخلص من الاحتلال، وأضاف: "هل ذهب سعد زغلول مطالبا بالسفر للمؤتمر للتخلص من الاحتلال فقط وانتهي الأمر على ذلك، أم أن هناك ما يمكن فعله لاستغلال هذا المؤتمر والاستفادة منه؟ حيث كانت معطيات البدء في التفكير لقيام ثورة 19 تلك "الثورة البرجوازية الديمقراطية الوطنية".

وأضاف أن الثورة كانت لها استراتيجيتها وتكتيكاتها الخاصة، فسعد زغلول كان هو الوكيل المنتخب في حين كان عزيز فهمي يمثل الوجه البحري، وعلى شعراوي يمثل الوجه القبلي، فكان يوجد تنظيم منظم لجميع الجهات ولابد من دراسة هذه الاستراتيجية الممنهجة لثورة 1919، ودراسة تصورات لشكل التنظيم السري عندما بدأ وهل كان له علاقة بعمال السكة الحديد أم لا؟

ثم تدخل عبد العال قتاية، مقدمًا رؤيته حول عدم إمكانية عزل الهجمة الشعبية التي رجت كل أرجاء مصر وتساءل حول كيفية تعبئة مشاعرهم، وحول كيفية نمو هذا الشعور وكيفية تأثير قادة الفكر التنويري والثوري، مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في تعبئة مشاعر الشعب منذ الاحتلال وحتى قيام الثورة؟ فلا بد من أن أثرهم كان متغلل داخل قلوب الشعب، مما أشعل نيران الغيرة على الوطن حتى قامت الثورة بهذا الشكل المبهر.

ثم تحدث الأنبا أرميا متسائلا حول كيفية المقارنة بين ثورة 1919، وثورة عرابي وثورة 1952 وما بعدها؟ من حيث المقارنة بعدد الشهداء وتعداد مصر حينذاك، وكم قدمت مصر من تضحيات في كل ثورة، وأوضح أن الثورة لم تجنِ ثمارها إلا بعد أربع سنوات من قيامها، كما أكد أنه في وقت قيام الثورة كان الإعلام ضعيف حيث اقتصر توزيع الجرائد على فئة محدودة جدًا من الشعب، لكن بالرغم من ذلك كان يتساءل الفلاح البسيط عن أي شيء، حيث كان هناك وعى رغم انتشار الجهل وهو ما نريد تعميمه الآن، أي نشر الوعي وتعميق ثقافة المواطن العادي.

وفي الختام علق السادة الضيوف، ومن ضمنهم الدكتور أحمد زكريا مدرس التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، والدكتور محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة.

كما علق زكريا أن ثورة 1919 تُعد موجة ضمن موجات كثيرة، كانت بدايتها ثورة عرابي التي قامت ضد نفوذ الأتراك، حيث عانت مصر على يد الاحتلال من حكم اللورد "كليبر" الديكتاتوري، وزاد شعور المصريين بالهزيمة قبل 1919 بفترة وجود جيل جديد من خريجي المدارس العليا الذين عانوا مرارة الهزيمة، ونشأ وسط هذا الاحتلال ورأوا مصر المحتلة فتبنوا أسلوبا سلميا في شكل مظاهرات ومقالات صحفية وخطب؛ حيث ازدهر هذا العصر وعُرف بعصر النهضة الإعلامية الجبارة، حيث ظهر فيه كم كبير من الفقهاء والخطباء، وهو ما كون حزب الأمة فأصبح هناك قطاعان، القطاع الذي يرفض بشدة وبقوة الاحتلال المتمثل في مصطفى كامل ومحمد فريد والقطاع الواقعي الذي ينادي بمحاربة الاحتلال بالتعليم والصحة والنهضة الاقتصادية، وتمثل في سعد زغلول، وكانت الكفة أرجح لقطاع زغلول الذي قاد الشعب في ثورة 1919.

واخيرًا تحدث الدكتور محمد عفيفي مؤكدًا أهمية اقتراح عمل دراسة شاملة جامعة تقوم بها كل لجنة من لجان المجلس من حيث تخصصها وجمعها في مجلد واحد عن الثورة، واقترح أيضا دراسة الثورة من حيث تأثيرها على المنطقة العربية أجمع فبعد 1919 في مصر قامت ثورة 1920 في العراق ضد الاحتلال البريطاني أيضا، ثم ثورة 1924 في السودان على غرار 1919، ثم ثورة 1925 في سوريا ضد فرنسا، ثم جهاد الفلسطينيين من 1921 وحتى 1929.

تم نسخ الرابط