الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ملك البحرين: نمتلك تجربة واقعية في التعايش السلمي ونفتخر بها

ملك البحرين: نمتلك
ملك البحرين: نمتلك تجربة واقعية في التعايش السلمي ونفتخر بها
كتبت- شاهيناز عزام

"الاستثمار في الاستقرار" أصبح حاجة ملحة لا تحتمل التأجيل

إيران مستمرة في تعكير صفو الدولة العربية

 

قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة ”إن منطقتنا كانت دائمًا ولا تزال مهد للتسامح والتعددية والتعايش السلمي بين الأديان، ونمتلك في البحرين تجربة واقعية نفتخر بها، ونرى في تكثيف الجهود تجاه حماية وتعزيز هذه القيم أهمية كبرى لإحلال السلام العالمي”.

وأضاف “إن التجارب والدروس التاريخية أثبتت على الدوام، بأن الأمن والاستقرار والتنمية كلٌ لا يتجزأ في العالم أجمع، وإذا أصاب الضرر طرف، تضررت بقدره باقي الأطراف المجاورة له، ولا بديل لمواجهة ذلك إلا بتقوية أوجه التحالف للقضاء على الإرهاب وعدم التهاون مع من يرعاه، والعمل على رفع مستويات التعاون والتنسيق الجماعي، وسيادة الاحترام المتبادل والتوازن في العلاقات الدولية والمصالح الاستراتيجية”.

جاء ذلك في مشاركة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية وأصحاب قادة الدول الصديقة في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية- الأوروبية الأولى والتي بدأت هذا أمس بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ.

وقبيل بدء الجلسة الافتتاحية، صافح الملك الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكرًا إياه على تلبيته الدعوة والمشاركة في هذه القمة الهامة.

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس القمة العربية الأوروبية الأولى.

ثم ألقى الملك حمد كلمة بهذه المناسبة قال فيها:

الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة، أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

دونالد تاسك (Donald Tusk)، رئيس المجلس الأوروبي،

أتوجه بداية بخالص الشكر والتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة مصر الرائدة بمبادراتها والسبّاقة في مواقفها، لأعمال هذه القمة التاريخية بحضورها الرفيع وأجندتها الهامة، التي نتطلع إلى نجاح مباحثاتها وتحقيقها لأهدافها المرجوة في تقريب المواقف بين الحلفاء والأصدقاء على الجانبين العربي والأوروبي، وأن تشمل قراراتها حلول متجددة لمعالجة قضايا طال حلها، وصولًا لما ننشده جميعًا من استقرار عالمي وسلام إنساني يتيح للبشرية صفو العيش، ودوام الرخاء والازدهار.

الحضور الكريم،

إن “الاستثمار في الاستقرار” قد أصبح حاجة ملحة لا تحتمل التأجيل في ظل ما تواجهه منطقتنا من نزاعات وتهديدات مستمرة، ومواقف غير مسؤولة تتمثل في احتضان قوى التطرف والإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية، وعدم احترام سيادة الدول وإرادة الشعوب، وانتهاك كافة القوانين والمواثيق الدولية، والاستمرار في تجاهل كل ما يصدر من قرارات لحفظ أمن الدول وسلامة مواطنيها.

ولعله من المناسب أن تشهد مباحثاتنا، من خلال هذه المنصة الحوارية، المزيد من التفاهم وتقارب الرأي للتوافق حول كيفية احتواء التحديات القائمة إلى يومنا هذا، بالنظر إلى ما نشهده جميعًا من تبعات عديدة تلقي بظلالها غير المحمودة على جهودنا لتنمية مستدامة وشاملة، ما يستدعي العمل على حماية مصالحنا المتبادلة القائمة على تعاون تاريخي، عملنا معًا على تعميقه وتقويته في العديد من المجالات النوعية، ومن بينها قطاع الطاقة، الذي تبلغ نسبة ما تصدره الدول العربية لأوروبا وحدها، ما يقارب 65% من ناتج هذا القطاع.

كما يبلغ حجم التبادل التجاري 315 مليار يورو ويعادل 8.4% من إجمالي التجارة الدولية للاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يؤكد متانة تعاوننا المشترك الذي نسعى من خلاله بالعمل الجاد لتحقيق الأجندة العالمية للتنمية المستدامة.

أصحاب الجلالة والسمو والفخامة.

إن منطقتنا كانت دائمًا ولا تزال مهد للتسامح والتعددية والتعايش السلمي بين الأديان، ونمتلك في البحرين تجربة واقعية نفتخر بها، ونرى في تكثيف الجهود تجاه حماية وتعزيز هذه القيم أهمية كبرى لإحلال السلام العالمي، إذ أثبتت التجارب والدروس التاريخية على الدوام، بأن الأمن والاستقرار والتنمية كلٌ لا يتجزأ في العالم أجمع، وإذا أصاب الضرر طرف، تضررت بقدره باقي الأطراف المجاورة له، ولا بديل لمواجهة ذلك إلا بتقوية أوجه التحالف للقضاء على الإرهاب وعدم التهاون مع من يرعاه، والعمل على رفع مستويات التعاون والتنسيق الجماعي، وسيادة الاحترام المتبادل والتوازن في العلاقات الدولية والمصالح الاستراتيجية.

وتؤكد مملكة البحرين في هذا الشأن بأن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاستقرار هو الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ودولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وهذا مطلب لن تحيد عنه كافة الشعوب العربية والإسلامية.

ومن جانب آخر، فإن إيران مستمرة في تعكير صفو استقرار الدول العربية، بتدخلاتها في شؤونها الداخلية، وهي المصدر الرئيسي الذي يدعم المنظمات الإرهابية في المنطقة، وتهدد ببرنامجها للصواريخ البالستية الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وعلينا جميعًا أن نوقف هذه الممارسات الخطيرة ونتصدى لهذا البرنامج المخالف للقوانين الدولية. كما نؤكد على ضرورة إبقاء المنطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل لتفادي أي سباق للتسلح لا يحمد عقباه بما يؤثر على ما نصبو إليه من تنمية وازدهار واستقرار.

ولا يفوتنا في ختام كلمتنا، أن نتوجه بالشكر للمسؤولين بجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي على جهودهم الكبيرة في التحضير والإعداد لهذه القمة، مكررين تقديرنا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ما بذلته مصر العربية الشقيقة من مساعٍ حثيثة لاحتضان أعمال القمة العربية– الأوروبية وتحقيقها لأهدافها النبيلة، شاكرين لفخامته ولشعبه الكريم حسن الوفادة وكرم الضيافة.

 

تم نسخ الرابط