الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

البابا شنودة الثالث..بابا العرب ومعلم الأجيال

البابا شنودة الثالث..بابا
البابا شنودة الثالث..بابا العرب ومعلم الأجيال
كتب - كلوج ماهر

 

"مسيرها تنتهي ..كله للخير .. ربنا موجود"

 

ستظل هذه الكلمات المعزية محفورة في ذهن و ذاكرة المصريين بصفة عامة ،والأقباط بصفة خاصة ، تساند وتعزي من يسمعها على الضيقات فى حياتنا ، خرجت من "ذهبي الفم" العصر الحديث و رجل وطني من الدرجة الاول  قبل ان يكون درسا التاريخ و محبا الي الفلسفة و رجل دين هو مصري يعشق الوطن .

7 أعوام مرت على رحيل شخصية من الشخصيات الأكثر زخما في تاريخ مصر الحديث "بابا العرب" البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية و رقم (117) فى تاريخ البطاركة.

 

 

 

ولد" نظير جيد روفائيل"  فى قرية سلام بمحافطة أسيوط  3 أغسطس 1923 ،وانتقل إلى دمنهور حيث عهد بتربيته أخوه الأكبر روفائيل، فدرس في مدرسة الأقباط الابتدائية ثم درس بمدرسة الأمريكان ببنها.

بعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بكلية آداب القاهرة قسم تاريخ وحصل على الليسانس في الآداب سنة 1947م، التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1948م. وكان الأول على دفعته.

قبل تخرجه من كلية الآداب التحق بالكلية الإكليريكية و تخرج منها 1949م بتقدير "ممتاز" ،وكان أيضا الأول على دفعته.

كان يرأس ملجأ مدارس الأحد لكنيسة العذراء مريم بمسرة في حي شبرا بالقاهرة، و اختير مدير لتحرير مجلة مدارس الأحد.

اشتاق إلى حياة الوحدة والسكون في البرية فترك العالم ومضى إلى دير السريان ببرية شيهيت حيث لم يمضي زمانا طويلا لاختياره حتى رسمه الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير راهبا باسم الراهب انطونيوس في يوم 18يوليو سنة 1954م، و كان عمره 31 عاما وقت رهبنته.

 

 

 

تدرج في الخدمة في الدير أميناً للمكتبة ومسؤولاً عن المطبعة ونشر المخطوطات وعن الضيوف الأجانب. وأحيانا كان مسؤولاً عن الزراعة والمباني.

ومن عام 1956 الي عام 1962 عاش في مغارة تبعد حوالي سبعة أميال عن مبني الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة. وقد أمضي عشر سنوات في الدير دون أن يغادره.

عمل سكرتيراً خاصا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، وتمت رسامته في30 سبتمبر 1962

 

 

 

وصار أول أسقف للتعليم، فاهتم بمدارس الأحد ومناهجها وتنظيمها واهتم بالاكليريكية ومستوى التعليم فيها، وكان يقوم بعظته الأسبوعية لكل الشعب والتف الناس حوله فى حب شديد.

وعندما تنيح "توفي" البابا كيرلس السادس في عام 1971، اجريت انتخابات البابا الجديد وتوج البابا شنودة الثالث ليكون البابا الـ117 في سلسلة باباوات الإسكندرية.

 

 

 

 

قام البابا شنودة بعد توليه الكراسي الباباوي برسامة الكثير من الآباء الأساقفة والكهنة الجدد حتى انتعشت الخدمة، واهتم بالكلية الإكليريكية فأصبح لها فروع كثيرة. وأسس معهد الكتاب المقدس ومعهد الرعاية والتربية.

وهو كان أول بابا يؤسس معهدا للرعاية و معهدا للكتاب المقدس،ويحصل على أربع دكتوراه في العلوم اللاهوتية و العلوم الإنسانية .

 ووصل فى عهده عدد أعضاء المجمع المقدس الى 72 عضوا وقام بسيامه "تعين" أكثر من 70 أسقفا بنفسة ،و يرسم أساقفة مساعدين لأساقفة الأبيارشيات .

وهو أول من وضع لائحة للمجمع المقدس عام 1985، و رسم للاول مرة أسقفا عاما للشباب وهو الأنبا موسى.

 

 

 

وهو أول بابا ينقل مقر الكرسي المرقسي إلى دير الأنبا رويس وبينى فيه مقر بابوي.

 أول من فتح باب مجلة الكنيسة "مجلة الكرازة" للمرآة ويسمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم ،وهي نفسها أول امرأة عضوا في المجلس الملي العام فى عام 1989 .

 وهو أول بابا يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 حتى نياحته "وفاته "بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الإيبارشيات ، يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة.

أصدر قرارا بمنع سفر المسيحيين للحج فى الأراضى المقدسة لوجود الاحتلال الإسرائيلى، ورفض فكرة تأسيس حزب قبطى.

أول بابا مصرى  فى تاريخ البطاركة يصبح رئيسا لمجلس الكنائس العالمي.

 

 

 

 

هو أول بابا يرأس ويؤسس مجلة أسبوعية و يكون عضوا بنقابة الصحفيين ،وحصل على 3 دكتوراه فخرية من جامعات أمريكا وألمانيا، وعلى جائزة أفضل معلم للدين المسيحى فى العالم وجائزة التسامح من منظمة اليونسكو

أصدر ما يقرب من 78 كتابًا فى العقيدة واللاهوت وفى الروحيات وفى التفسير وفى سير القديسين والأنبياء وفى التأمل فى المزامير.

كما كان محبا لوطنه مصر وهو أيضا معروف بمقولته الشهر “مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا”.

 

 

 

بعد مسيرة ٤١ عاما من جلوسه على كرسي الباباوية و خدمة الكنسية والشعب ، وفى يوم السبت  17 مارس 2012، توفي البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً.

وأضاف في بيان رسمي من المجمع المقدس :

«المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع.»

تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة, وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن .

تم نسخ الرابط