السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قائد قوات الدفاع الجوي: سماء مصر محرقة وقواتنا قادرة على صد أي عدوان جوي مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته

قائد قوات الدفاع
قائد قوات الدفاع الجوي: سماء مصر محرقة وقواتنا قادرة على صد
كتب - عمر علم الدين

مقاتلو الدفاع الجوي مرابطون في مواقعهم يعملون ليلا ونهارا سِلماً وحرباً لحماية قدسية سماء مصر

نمتلك أحدث الأسلحة ولكن يقيننا أن السر يكمن في تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة لتنفيذ المهام بكفاءة

على هامش احتفال قوات الدفاع الجوي كل عام، في الثلاثين من شهر يونيو، بعيد الدفاع الجوي، أكد الفريق على فهمي، قائد قوات الدفاع الجوي أن سماء مصر آمنة وقواتنا قادرة على حمايتها من أي معتدٍ، وأجاب الفريق على عدد من أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي حول وضع وقدرات قوات الدفاع وغيره.

 تعتبر منظومة الدفاع الجوي المصري من أعقد منظومات الدفاع الجويفي العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟

تتكون منظومة الدفاع الجوي من عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من إتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر في كافة ربوع الدولة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية "م.ط" والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.

يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.

وكيف تتحقق بناء منظومة الدفاع الجوي؟

يتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذي يشمل على الآتي :

التكامل الأفقى: ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة.

التكامل الرأسى: ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.

 تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري الذي يعتبر أحد الركائز المهمة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية.. كيف يتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوي؟

تحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علميه يتم إتباعها في القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاثة مسارات:

المسار الأول: التعاون في تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [ التدريب المصري الأمريكي المشترك ) النجم الساطع )، التدريب اليونانى المشترك ( ميدوزا - 8 ) ( اليونان(، التدريب البحرى المصري / الفرنسى المشترك ( كليوباترا -2019)، التدريب المصري الأردني المشترك (العقبة -5) ( الأردن ) ] لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول.

ونظرا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصري على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات ( التدريب، التطوير، التحديث،... ) معنا مثل جمهورية باكستان، مملكة البحرين.

المسار الثانى:

التعاون في تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصري المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة.

كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى لعدد من الدول بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم في تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل.

المسار الثالث:

التعاون في تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذي تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصري طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً في خطة محددة ومستمرة.

** في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا التسليح الذي يشهده العالم الآن.. كيف يتم تأهيل طلبة كلية الدفاع الجوي لمواكبة هذا التطوير؟

تعتبر كلية الدفاع الجوي من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوي المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة.

ونظراً لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتي تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين:

المسار الأول:

تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقاً لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين في المجالات المختلفة.

المسار الثاني:

تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التدريب العملى وفى هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات مع الأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلاً عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة في الرمايات الحقيقية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوى.

 ** أدى التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم.. فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟

في عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ولكن هناك شيء هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر  هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر. والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الاستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)، ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.

 أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن في العنصر البشري.. فماذا أعددتم للارتقاء بأداء الجندي المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا؟

 بادرت قوات الدفاع الجوي وبمساندة قوية وصادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة في التحديث وخلق أنماط جديدة في العنصر البشري من خلال رعاية تامة لمراكز التدريب وللجنود المستجدين منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد انتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب وذلك من خلال استقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند استدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود في مراكز التدريب منذ لحظة التحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التي تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية في التدريب وترشيد استخدام المعدات الحقيقية وتنفيذ الالتزامات الرئيسية أثناء فترة التدريب وتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لاستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية... ويتم تنفيذ ذلك كله في إطار خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية.

 شارك فريق قوات الدفاع الجوي في مسابقة السماء الصافية بدولة الصين والذي استطاع الحصول على المركز الثاني على مستوى العالم.. نرجو إلقاء الضوء على ذلك؟

تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على المشاركة في مسابقات المباريات الحربية والتي تمثل محاكاة حقيقية للحرب لإعطاء الثقة لمقاتليها في ظل مشاركة أقوى دول العالم التي تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة والتي تتمثل في دولة (الصين/ روسيا / بيلاروسيا / أوزباكستان / باكستان/ فنزويلا) وكانت مسؤولية كبيرة خاصة أن العالم سوف يحدد استعدادنا القتالى وقدرتنا على حماية سماء مصر من خلال أدائنا في هذه المسابقة ومن هنا كان الحافز الحقيقي للتدريب الجاد ففى البداية تم انتقاء عدد من الضباط والدرجات الأخرى الحاصلين على مراكز متقدمة في فرق مكافحة الإرهاب الدولي والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر في مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى وبعد تدريب لمدة ثلاثة أشهر تم تصفية المتسابقين واختيار أحسن (18) مقاتلاً لدخول المسابقة وتم التدريب يومياً على رفع معدل اللياقة البدنية واجتياز ميدان الموانع الذي تم إنشاءه بنفس مواصفات الميدان المقام عليه المسابقة بالصين كما تم استكمال مرحلة التدريب على الرماية بالصواريخ المحمولة على الكتف عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ في معهد الدفاع الجوى بالإسكندرية ثم التدريب على مرحلة تنفيذ الرماية الفعلية بالأسلحة الصغيرة والصواريخ المحمولة على الكتف في ميدان الرماية بمركز التدريب التكتيكى للدفاع الجوى والتي كانت من أهم أسباب تحقيق أعلى النتائج في الرماية الحقيقية وقد أستطاع فريق الدفاع الجوى الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم بعد الدولة المنظمة (الصين) وكان أداء الفريق المصري مبهر ومتميز بشهادة جميع القاده والفرق المشاركة في المسابقة.

وقد انتشر على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تسجيل فيديو لإصابة رماية صاروخ محمول على الكتف على هدف صاروخى مبتعد وتم تدميره بدقة متناهية وقد سجلت تلك الرماية في أرشيف المسابقة على اعتبار أنه تدمير مثالي لم يسبق حدوثه (رقم قياسي) والذي أعتبره تكليلاً لجهود قيادة الدفاع الجوي للارتقاء بمستوى الفرد المقاتل.

 يعد الاهتمام بالجانب المعنوي شرطا ضروريا للارتقاء بمستوى أداء مقاتلي قوات الدفاع الجوي، ماذا تقدمون سيادتكم في هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين؟

تولي قيادة قوات الدفاع الجوي الاهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلي الدفاع الجوي في جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة "الميسات المتطورة"، ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود إلى جانب الرعاية الصحية التي تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة بجانب توفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة.

وفي إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة ‏بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية للحفاظ على الحالة المعنوية ‏العالية لمقاتليها وأسرهم تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشآت والخدمات بدور الدفاع الجوى في ( القاهرة، الإسكندرية، مطروح )، كما تم استكمال منشآت ‏القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى بإفتتاح ‏الفندق الجديد وحمام سباحة أوليمبى وبما يساهم في دعم ‏المنشآت الرياضية الأولمبية بجمهورية مصر العربية ومخطط الانتهاء قريبا من إنشاء المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوي بالعاصمة الإدارية الجديدة ذلك الصرح الذي يعتبر قيمة مضافة لدور ونوادي القوات المسلحة.

توصف قوات الدفاع الجوي دائماً بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوي مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته سيادة الفريق نرجو رسالة طمأنة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي من حيث القدرة والكفاءة؟

أود أن أطمئن الشعب المصري إن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية وتمتلك القدرات والإمكانيات القتالية وبما يُمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة ‏وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات ‏المسلحة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وأن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المرابضين في مواقعهم بجميع أنحاء الجمهورية يواصلون العمل ليلا ونهارا سِلماً وحرباً لحماية قدسية سماء مصر الغالية ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها لتظل رايات الدفاع الجوى عالية خفاقة يتردد دائما.

أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي تتردد كلمة (حائط الصواريخ).. نرجو إلقاء الضوء ماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟

حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها

وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات  ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات  كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده  وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين :

الخيار الأول :

القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة

دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.

الخيار الثانى :

الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات

أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا وهو ما استقر الرأى عليه

وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أي رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.

فخلال خمس أشهر (إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام 1970 إستطاعت

كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من  (12) طائرة "فانتوم وسكاى هوك وميراج"  مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجررز) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع في عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.

 الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع.. نرجو إلقاء الضوء كيف قام الدفاع الجوي المصري بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973؟

إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهى وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى في هذه الحرب ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا  والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة  

لقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال إستكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الإستعداد القتالى وإكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ

(سام-6 ) في عام 1973 وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى في حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى ( (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971.وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية.  

وفى اليوم الأول للقتال في السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى

القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى

توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس

لمسافة أقل من 15 كم وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ

هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار

ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوي الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته.

 

 

تم نسخ الرابط