مصر وبروناي.. علاقات ثنائية مشتركة يعززها التواصل الديني والتعليمي

كتب - ا.ش.ا

يلتقى السلطان حسن البلقية، سلطان بروناي، خلال زيارته للقاهرة التي بدأها أمس الأحد، والتي تعد الثانية خلال العقد الحالي، في قمة ثنائية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سوف يستقبله في وقت لاحق اليوم الاثنين، بقصر الاتحادية، في إطار توثيق العلاقات بين مصر والدول الشقيقة وفتح آفاق التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وأيضا لجذب الاستثمارات والسياحة من بروناي وخلق مصالح مشتركة بين البلدين الشقيقين.

وبروناي من أبرز على الساحة الاقتصادية العالمية وذلك من خلال منصب رئيس منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) منذ عام 2000.

وتتميز العلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة بروناي بأن هناك تنسيق سياسي بينهما تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية في مختلف المحافل الدولية، حيث أنها عضو بتجمع دول الآسيان، كما يجمعهما عضوية محفلي حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.

ويصل حجم التجارة بين البلدين إلي نحو مليون دولار سنويا، ويتركز التعاون الثنائي في مجال التعاون التعليمي، والديني بالدرجة الأولى، إذ تقدم الحكومة المصرية منحتين سنويا في مجال العلوم الشرعية والإسلامية للدراسة بجامعة الأزهر لطلبة بروناي، و10 منح من وزارة التعليم العالي لدراسة العلوم العلمية والنظرية، ومنحتين من وزارة التعليم العالي لدراسة اللغة العربية، ويتواجد بالجامعات المصرية ما يقرب من 200 دارس من بروناي.

كما تطلب بروناي من الأزهر الشريف تنظيم دورات تدريبية للأئمة والدعاة والوعاظ في مصر بين الحين والآخر، فيما تفد مصر وعاظ وأئمة إلى العاصمة " بندر سري بكاوان" خلال شهر رمضان المبارك، إلا أنه ليس المجال الوحيد للتعاون بين البلدين، فمنذ خمس سنوات قام رئيس جامعة الأزهر حينها الدكتور أسامة العبد بزيارة بروناي على رأس وفد من أساتذة الجامعة تلبية لدعوة من وزير التعليم بالسلطنة لبحث سبل التعاون الأكاديمي مع الجامعة الإسلامية هناك.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، افتتحت بروناي أول بعثة دبلوماسية لها في الشرق الأوسط بالقاهرة في الثاني من مايو 1984، كما قام سلطان بروناي بزيارة مصر للمرة الأولى في ديسمبر 1984، ومرة أخرى في فبراير عام 2013 لحضور الدورة الثانية عشرة لقمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في مصر.

كما توجد آلية للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية بين البلدين منذ عام 2006 ، وسبق أن تم الاتفاق على تشكيل اللجنة التنفيذية للتعاون الصحي بينهما أثناء زيارة وزير صحة بروناي لمصر في يناير2007.

تعود نشأة بروناي تلك الدولة الغنية إلى القرن السابع الميلادي، وتعني بروناي دار السلام أو أرض السلام ، حيث كان يطلق عليها اسم بوني ثم انضمت في القرن الخامس عشر إلى امبراطورية "ماجاباهيت "، وبعد انتهاء الإمبراطورية وقعت تحت حكم اليابانيين إلى أن جاء البريطانيين واحتلوها وسيطروا عليها حتى عام 1984 حيث قامت بثورة مسلحة ضد بريطانيا ، وأعلنت دستورا جديدا خاص بها.

وبدأت في النمو الاقتصادي ما بين 1999 و2008، لتحتل المركز الثاني بعد سنغافورة في مؤشر التنمية البشرية ، كما تحتل بروناي المرتبة الرابعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد في ظل تعادل القدرة الشرائية،واقتصادها قائم على المشروعات الأجنبية والمحلية، ويشكل إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي ما يقرب من نصف الناتج المحلي الإجمالي.

وبروناي هي من دول جنوب شرق آسيا وعاصمتها "بندر سري بكاوان " ،وتعد أكبر مدينة فيها ، وثلثي سكان بروناي من الملايويين ذو الأصول الحضرمية ،ويشكل الصينيين أكبر الأقليات بنسبة 15 % من السكان ولغتهم الرسمية الملايوية، ويعتبر الإسلام هو الدين الشائع.٠

ورغم استقلال سلطنة بروناي عن بريطانيا إلا أن البلدين تجمعهما علاقات وطيدة، وبموجبها أصبحت بروناي العضو الـ49 في رابطة دول الكومنولث مباشرة، وانضمت لمنظمة أسيان في عام 1984 كمبادرة أولى نحو تحسين العلاقات الإقليمية لتصبح العضو السادس في المنظمة ، كما انضمت إلى منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في عام 1989.

وفي وقت لاحق انضمت للأمم المتحدة في الدورة الـ39 للجمعية العامة للأمم المتحدة وأصبحت عضوا كاملا في 21 سبتمبر عام 1984 كوسيلة لتحقيق الاعتراف بسيادتها واستقلالها الكامل من طرف المجتمع الدولي، و لكونها دولة إسلامية أصبحت بروناي عضوا كامل العضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1984.

وعن العلاقات الاقتصادية باتت بروناي عضوا أصليا في منظمة التجارة العالمية، منذ أن دخلت حيز التنفيذ في الأول من شهر يناير عام 1995 ، وتعتبر لاعبا رئيسيا في منطقة النمو في شرقي الآسيان التي تم تشكيلها خلال اجتماع الوزراء الافتتاحي في الفلبين عام 1994.

وترتبط بعلاقات وثيقة خاصة مع الفلبين ودول أخرى مثل سنغافورة ، كما تحتفظ بعلاقات تاريخية مع ماليزيا والمملكة المتحدة فضلاً عن الولايات المتحدة حيث يقوم البلدان بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة ، كما للسلطنة علاقات استثمارية مع الصين.