الاكتئاب مرض العصر يصيب الصغار من خلال الكبار
كتبت - مروة فتحي
يعد الاكتئاب مرضًا كيميائيًا، يحدث بسبب انخفاض نسبة الأحماض الأمينية في بعض مراكز المخ وهي الدوبامين والنورأدرينالين والسيروتونين، وقد أكدت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري دكتورة إيمان عبدالله، أن الإصابة بالاكتئاب تؤثر على الفرد نفسيًا واجتماعيًا وجسديًا، وهناك عوامل تساعد في الإصابة بالاكتئاب، لافتة إلى أن الإنسان المكتئب يدخل في سلسلة من التقلبات المزاجية والتغيرات الانفعالية، فيصاب بالحزن في صورة أمراض اكتئابية.
وقالت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري: إن هذه الأمراض تأتي على هيئة بكاء وفقدان القدرة على التمتع بالحياة والمباهج، حيث يحدث لديه هبوط في الروح المعنوية والانكسار النفسي وذلك يؤثر على أفراد الأسرة لأن الشعور بالحزن معدي للآخرين وإن كان هناك أطفال فالفرصة متاحة أمامهم بأن يصبحون مرضى اكتئاب، وحسب التحليل النفسي لفرويد من حيث النشأة بالاكتئاب هو إحباط لدوافع لاشعورية أو عدم التوافق بين قدراته وإنجازاته والسبب الأساسي هو فقدان الحب مع النكوص للمرحلة الفمية في تكوين شخصيه الفرد فبالتالي يولد لدينا أطفال ومراهقين مكتئبين.
وأضافت أن هناك من يواجه أحداثًا كرب ومشقة بعد حادث أليم أو صدمة في حياته، أو الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم قبل سن الحادية عشرة، وكذلك غياب الإحساس العاطفي الدافئ، ببعد الأب أيضا لسفره أو للعمل المستمر أو الوفاة، كم أن التفكك الأسرى والمشاحنات الزوجية تؤدي لاكتئاب الأطفال وانعزالهم اجتماعيًا ومنهم من تعرض لأحداث قهر والاحساس بالعجز والدكتاتورية وهناك بعض الأسر التي تنظر للشخص المريض من الأسرة على أنه يمارس الدلع وليس مريض ويتهم بأنه يتهرب من المسؤولية والواجبات ومواجهة المشاكل وكل ذلك يزيد حدة الاضطرابات في الأسرة.
ولفتت إلى أن الاكتئاب يؤدي إلى الضعف الجنسي وسرعة القذف وفقدان الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، مما يؤثر على حاله الزوجة النفسية وينتابها الانهيار والاجتهاد المستمر فكريًا ونفسيًا، أما الزوجة المكتئبة تصاب بالبرد الجنسي والفتور وتشعر بالتغير الشديد في رغبتها الجنسية الضعيفة التي سببها إصابته بالاكتئاب ويتسبب ذلك في وجود جو معتل مزاجيًا بين أفراد الأسرة، ولكن وليس كل من لديه ضعف جنسي مكتئب، وبصفة عامة هناك مشاكل واضطرابات في الأسرة بسبب السلوكيات التي تصدر من مريض الاكتئاب من خلال الإهمال في مظهره وشكله وإهمال العمل والكسل وإهمال المرأة لجمالها وبيتها ونظافتها الشخصية وعدم الخروج للتنزه وكل ذلك يؤدي لإصابة الآخرين بالحزن الشديد والتوتر والقلق بتصرفات المريض.
وتابعت: الأسرة المكتئبة تهمل الثقافة وحب الذات والزهد عن الطعام والشراب وهذه الحالات تدخل المستشفى لخطورتها على النفس من فكرة الموت والانتحار في حالات الاكتئاب الشديدة، ومنهم من لديه حركة زائدة بدون فائدة ومنها اهتزاز الأقدام وارتعاش الأيدي ويؤثر الاكتئاب على تفكير الشخص والانتباه فيجعل من عمله صعوبة ومشقة فلديهم التضخيم لأي مسؤولية لديهم مرضى القولون العصبي الناتج عن الاكتئاب واضطرابات النوم والأرق ممن هم عرضة للاكتئاب.
وتزيد الاضطرابات الوجدانية عند النساء أكثر من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية قبل الطمث وأثناء الحمل وبعد الولادة والفترة التي ينقطع فيها الطمث عند النساء، ومن الرجال الأكثر عرضة للاكتئاب هم من المدمنين وأصحاب التقلب المزاجي والشخصية التشائمية غير التفائلية، وقد أثبتت الأبحاث أن الأسرة التي تدفع أبناءها للتقدم في السلم الاجتماعي والإنجاز والتميز دون مواكبة ذلك لقدراتهم الخاصة عادة يزيد من استعدادهم للاكتئاب والذين عاشوا طفولتهم بدون نموذج الأم أو الأب في فترات العمر الأولى يصابون معظمهم بالاكتئاب، فالاكتئاب مرض العصر الذي يصيب الصغار من خلال الكبار والتنشئة.



