الكاميكازي: "أنا في الطريق إلى الجنة.. وداعًا"
كتب - عادل عبدالمحسن
وهب نفسه لله والوطن، لم يفكر لحظة فى التراجع عن التضحية بالنفس فى سبيل الله والوطن، إنه مقاتل طيار طلال محمد سعد الله، من مواليد عام 1948بمنطقة نصرالدين فى الجيزة، ودرس طلال في مدرسة العمرانية الابتدائية، وواصل دراسته وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديو إسماعيل بالمبتديان، وكان يحرص على القراءة والمواظبة على الدراسة، ويعشق الأماكن المرتفعة ومذاكرة دروسه فوق سطح المنزل، وكانت من أمانيه أن يسكن فى عمارة من 25 طابقاً وتكون شقته على سطح العمارة.
البطل طلال سعد الله، خلال دراسته الثانوية كان يحرص على شراء الكتب والمجلات، التي تتحدث عن الطيران، وبعد حصوله على الثانوية العامة تقدم إلى الكلية الحربية ومعهد التربية الرياضية ومعهد العلاج الطبيعى، وتم قبوله فيها، ولكن دخل الكلية الجوية وكان متفوقا فى دراسته للطيران، حتى إن والده سأله عن سر تفوقه؟ فقال: التواضع يا أبى
وتخرج في الكلية الجوية، فى أوج الصراع العربى- الإسرائيلي، خلال حرب الاستنزاف سنة 1968 وبدأ عمله في قاعدة المنصورة، وكثيرا ما كانت مهامه الحربية تتمثل فى الإغارة على مطارات الإسرائيلية في سيناء، حيث تمكن من تدمير 5 مواقع عسكرية إسرائيلية عام 1969 بشمال سيناء.. وفي أول 3 شهور من 1970 قام بتدمير 4 مواقع صواريخ إسرائيلية بسيناء، وفي 21 إبريل 1970 صدرت له الأوامر بالإغارة، وقصف موقع صواريخ إسرائيلي بمنطقة بالوظة، وتمكن طلال بطائرته من مهاجمة الموقع الإسرائيلي وإبادته بالكامل وأثناء اتخاذ وضع الدوران للعودة لقاعدته أصيبت طائرته بصاروخ إسرائيلي، من موقع قريب من الموقع الذى دمره، ولم يكن أمام البطل سوى القفز بالمظلة، لكن كان للبطل قرار آخر أن يتوجه بطائرته المشتعلة ويهبط على الموقع الإسرائيلى، الذى أطلق منه الصاروخ على طائرته، وعلى طريقة الطيارين اليابانيين، الذين نفذوا هجمات انتحارية على مواقع قوات الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية.
وكان القرار الاستشهاد، بدلا من القفز من الطائرة وفتح الشهيد اللاسلكي، وقال لقاعدته الجوية بالمنصورة: "أنا في الطريق إلى الجنة .. وداعًا".
واندفع طلال بطائرته بأقصي سرعة، وهى قطعة مشتعلة اللهب إلى قاعدة الصواريخ الإسرائيلية، وانفجرت طائرته في الموقع، وأباد كل من فى الموقع من أفراد ومعدات، واستشهد على الفور، لذلك أطلقت عليه الصحافة المصرية آنذاك،، الطيار :الكاميكازي" تشبيها له بالطيارين الانتحاريين في الجيش الياباني، خلال الحرب العالمية الثانية.



