شباب قرية فقيرة بسوهاج يشكلون رابطة لتنميتها بجهودهم الذاتية
كتب - عيسى جاد الكريم
الشباب طالبوا بإنشاء مجلس قروي مستقل وفصله عن قروى السلام
مع بداية العام الجديد ٢٠٢٠ قرر عدد من شباب قرية البلابيش التابعة لمركز دار السلام وهي ضمن القرى الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية تشكيل رابطة خدمية تنموية، تحت مسمى رابطة أبناء البلابيش، للعمل على تنمية قريتهم بجهودهم الذاتية، التواصل مع المسؤولين لنهضة قريتهم وذلك بعد أن فوجئ الأهالي مجلس مدينة دار السلام خصص ميزانية تنمية وتطوير للقرية، لا تلبي أدنى احتياجات القرية من خدمات غير متوفرة، تعاني من نقصها منذ عشرات السنين، وتنتظر الوعود المتكررة التي أطلقها من قبل كل محافظي سوهاج السابقين خاصة أن القرية شهدت مع قرى مجاورة أحداث فتنة طائفية كان الدافع الأساسي لها هو وجود بطالة ومعدلات فقر عالية استغلها المتطرفين وقتها لإذكاء نار الفتنة بين عنصري الأمة.
الرابطة التي شكلها الشباب قامت بتكوين عدد من اللجان الخدمية التنموية، منها: لجنة رعاية الأرامل والأيتام والمطلقات، ولجنة التعليم، ولجنة الرعاية الشبابية والنشاط الرياضي، ولجنة المصالحات بين العائلات، ولجنة توصيل المياه والكهرباء لغير القادرين، ولجنة دعم الحالات الصحية والمساهمة في العلاج وتوفير الأدوية.
وقال المستشار حسني السمان عضو مؤسس الرابطة، إن رابطة شباب القرية التي صنفتها تقارير الدولة أنها واحدة من القرى الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، تقع أقصى جنوب محافظة سوهاج بين الجبل والنهر، غنية بشبابها من كبار الكتاب والإعلاميين ونواب البرلمان والمستشارين والمهندسين والأطباء والمعلمين والمحامين والضباط والشعراء داخل مصر وخارجها، والذين يوفرون الدعم الفني المتخصص في جميع المجالات لخدمات الرابطة، وأيضا عدد من القادرين على تقديم دعما ماديا، لتوفير رعاية غير القادرين، وعدد من شباب الجامعات بهدف التحرك الفعال والانتشار السريع بين أهالي القرية.
وأضاف إن الرابطة قررت أن يكون أول مطالبها من محافظ سوهاج الجديد، هو استقلال القرية، كمجلس قروي منفصل عن مجلس قروي السلام، خاصة أنها تضم عدد كبير من القرى الفرعية والنجوع، بعدما كشفت أرقام ميزانية خطة ٢٠١٩/٢٠٢٠ التي أعدها مجلس المدينة لدعم احتياجات القرى، عن غياب تام لحقوق القرية على عكس قرى المركز الأخرى، بل وخصص مجلس المدينة مبلغا ماليا كبيرا لتجديد مبنى مجلس قروي السلام التابعة له قرية البلابيش، دون النظر أو الاعتبار لاحتياجات الناس الحقيقية في القرية التي تكاد تكون معدومة من الخدمات.
وأوضح أن أرقام الميزانية، التي وصفها شباب القرية بأنها " ميزانية مستفزة"، كشفت عن تخصيص المبلغ الأكبر فيها لتجديد مبنى المجلس القروي، بمبلغ مليوني و٣٥٠ ألف جنيه، في الوقت الذي لم تهتم الميزانية إلا برصف ٢ كيلومتر من مدخل طريق القرية المحرومة، وهو المدخل الذي يقع بين قرية السلام نفسها والبلابيش، وما يعنى أن نصف ميزانية رصف الطريق خصصت لقرية السلام أيضا، لتحصل بذلك قرية السلام على مبلغ يقدر بثلاثة ملايين و٣٥٠ ألف جنيه، مقابل مليون جنيه لرصف الجزء الخاص بطريق مدخل قرية البلابيش فقط.