مصر تعزز نفوذها في غاز شرق المتوسط
كتبت - سمر العربي
بدء إنشاء خط الغاز بين مصر وقبرص باستثمارات مليار دولار
122 تريليونًا نصيب مصر من احتياطيات غاز المتوسط.. والقاهرة صدَّرت 172 مليار قدم مكعب غاز خلال 2019
في خطوة هامة تعكس تحول القاهرة إلى مركز إقليمي للطاقة تبدأ محطات الإسالة خلال أيام فى استقبال الغاز الإسرائيلي بحسب الاتفاقية التى وقعها القطاع الخاص مع الجانب الإسرائيلي لاستيراد بعد أن وقعت "ديليك" وشريكتها الأمريكية "نوبل إنرغي" اتفاقا تاريخيا أوائل العام الماضي لتصدير الغاز الطبيعي بقيمة 15 مليار دولار من حقلي "تمار" و"لوثيان" إلى إحدى الشركات الخاصة في مصر. بواقع 60مليار قدم مكعب غاز لمدة ١٥ سنة تمهيدا لإسالته وضخه فى الشبكة القومية وتصديره ويأتي زيادة مصر من مشتريات الغاز من إسرائيل في وقت تسعى فيه مصر لأن تصبح مركزا إقليما للغاز، وذلك بفضل اكتشاف حقل "ظهر" في المتوسط، الذي يحوي احتياطيات تقدر 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، إلى جانب امتلاك مصر البنية التحتية اللازمة لتسييل الغاز.
وتمتلك مصر قوة هائلة من الغاز الطبيعى وضعتها على الخريطة العالمية فى إنتاج الغاز لتصبح فاعلا قويا فى منطقة الشرق الأوسط بحجم احتياطيات تتخطى .122 تريليون قدم مكعب غاز حيث تمتلك أكبر الاحتياطات بالبحر المتوسط ولزيادة نفوذ القاهرة على المستوى الاقليمى والدولى أسست منتدى غاز شرق المتوسط لتكون بذلك أوبك جديد للغاز.
وصدرت مصر172.8 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي المسال في السنة المالية 2018 – 2019، وذلك عبر 45 شحنة من مصنع الإسالة في إدكو.
يأتى ذلك تزامنا مع بدء الخطوات التنفيذية لإنشاء خط الغاز بين مصر وقبرص لتصدير الغاز الى أوروبا وتبلغ تكلفته الاستثمارية نحو مليار دولار.. من خلال ربط حقل أفروديت القبرصي بمصانع الإسالة بأدكو ودمياط.
من جانبه اكد جمال بيومي الخبير الاقتصادي أن أغلب المعلومات المتداولة حول اتفاق اليونان وقبرص وإسرائيل على مد خط أنابيب تحت البحر بطول 1900 كيلومتر لنقل الغاز الطبيعي من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا غير دقيقة لأن الغاز الإسرائيلي سيتجه الي اليونان وقبرص في خط وفي خط آخر باتجاه مصر.
حيث أن مصر لديها أكبر طاقة متاحة لدول المتوسط لتسييل الغاز والغاز المسال له قيمة مضافة أكبر وبالتالي لا مصر استبعدت أو ضاع لها حق.
والمؤكد هو موافقةكل الأطراف أن مصر تتحول لتصبح مركزا لتصدير الطاقة (الكهربية والغاز) ولدينا مؤسسة بترول ومسئولين وخبراء علي أفضل مستوي عالمي أشاد به الجانب الأوربي في المباحثات التي رأست فيها الجانب المصري بهذا الشأن سنة 2014.
وقال جمال رائف الباحث السياسي إن توقيع اتفاقية خط غاز اليونان وقبرص وإسرائيل يعتبر جون جديد في البحر المتوسط.
فيوم 15 ديسمبر الماضي صرح أردوغان بأنه مستعد للتفاوض مجددا حول مد خط أنابيب الغاز بينه وبين إسرائيل لتوصيل الغاز الي أوروبا.
وأضاف جمال أن التصريح جاء متأخرا بعد ان استحوذت اليونان وقبرص علي الصفقة وقاموا بتوقيع اتفاق إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من اسرائيل الي قبرص واليونان وصولا الي أوروبا .. الصفقة التي كان يخطط لها أردوغان منذ سنوات ضاعت وضاع معها آخر آمال السلطان المريض وهذا أيضا ما يبرر تصرفاته العشوائية والتي تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية في محاولة للسطو وسرقة مقدرات الدول التي تعاني الفوضي سواء كانت ليبيا او سوريا
تهدف اليونان وقبرص وإسرائيل للتوصل إلى قرار نهائي بشأن تفاصيل الاستثمار في المشروع وإكماله بحلول 2025. واتفقت حكومات أوروبية مع إسرائيل العام الماضي على المضي قدما في المشروع المعروف باسم "إيست-ميد" أو مشروع شرق المتوسط الذي تبلغ تكلفته نحو6مليارات دولار، ومن المتوقع أن تبلغ طاقته المبدئية عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا. وسيمتد الخط من إسرائيل عبر المياه الإقليمية القبرصية مرورا بجزيرة كريت اليونانية إلى البر اليوناني الرئيسي وصولا لشبكة أنابيب الغاز الأوروبية عبر إيطاليا.
ووصف التليفزيون اليوناني مشروع "إيست ـ ميد" بأنه "حصن ضد استفزازات تركيا". وبهذا يظهر أن أنبوب الغاز المرتقب يُعد من وجهة نظر يونانية ردا على التقارب الأخير الحاصل بين تركيا والحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا.



