بوابة "روزاليوسف" في قرية ضحية الختان.. صور وفيديو

 هدوء تام يسيطر على القرية، الجميع يتحدث عن الواقعة، التي أصبحت حديث البلده، أهل الطفلة يتلقون العزاء بدوار العائلة وسط غياب الأب، كل هذا يوصف حال عزبة الدباينة، التابعة لقرية الحواتكة، بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، بعدما شهدت القرية وفاة الطفلة ندى ضحية ختان الإناث.

 

 

عدسة "بوابة روزاليوسف"، ذهبت إلي العزبة والقرية، ورصدت الأجواء وآراء الأهالي حول عادة ختان الإناث، التي تقبل عليها القرية، خصوصًا بعد وفاة الطفلة البالغة من العمر 12 عامًا.  

قبر الطفلة

بجوار سلخانة قرية الحواتكة الشرقية، يقع قبرالطفلة ندى وسط مقابر عائلتها، التي تحتوي على قباب من الطوب اللبن القديم ويزينها أشجار الصبار وجزوع النخيل، الذي أصبح شاهد على ضحية الجهل والعادات والتقاليد القديمة.  

 

 

عادات وتقاليد

يقول جمال محمد، من أهالي القرية، إن عادة ختان الإناث بالقرية والقرى المجاورة هي عادات وتقاليد قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد، فالجميع يقدم علي فعلها على مدار السنين، وبسبب غياب التوعية عن القرية استمرت الأسر في فعل ذلك، برغم أنها تترك ضررًا من خلفها، مطالبًا بتفعيل دور رجال الدين والأطباء للتوعية بتلك المخاطر.

 

وأضاف أسامة عبدالعظيم، موظف من أهالي القرية، أن الجميع تفاجأ بوفاة الطفلة نتيجة عملية الختان، وذلك يرجع إلي العادات والتقاليد القديمة التي تسيطر على قرى وأرياف الصعيد، وأصبحوا يذهبون إلى العيادات بدلًا من الداية، التي كانت تأتي إلى المنزل، معتقدين أن الختان شرف الفتاه وعفتها، ولكن المتعلمين بالقرية لا يعتمدون على تلك العادات التي تأتي بالضرر.

 

وتابع حسن دردير، من أهالي قرية الضحية، أن سكان القرية يلجئون إلى تلك العادة بحجة أنها من العادات والتقاليد المتوارثة عن الآباء، ولا يصح أن تترك البنت بدون طهارة ولا ينظرون إلى النتائج المترتبة على هذه العادة القديمة، وعدم دراسة توابعها، والتي كان آخرها وفاة الطفلة ندى، الطالبة بالصف السادس الابتدائي. 

 

 حماية الطفل

وقال محمود مشعال، مدير وحدة حماية الطفل بمركز ومدينة منفلوط، إن الواقعة تعود إلى تلقي بلاغ بوفاة الطفلة "ندى"، أثناء عملية ختان بأحد المستوصفات الخاصة بمدينة منفلوط، توجهت الى مقر المستوصف، ووجدت قوات الشرطة، وتوجهت إلى النيابة العامة؛ حيث إن والد الطفلة كان قد تقدم ببلاغ ضد الطبيب، وقمت بإخطار خط نجدة الطفل ووحدة حماية الطفل بديوان عام المحافظة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مشيرًا إلى أن النيابة العامة قررت حبس والديها وخالتها، والتي كانت توجد معهم بالمستوصف، والطبيب 4 أيام على ذمة التحقيقات.

 

 معاينة النيابة

وتوجه فريق من نيابة مركز منفلوط إلى معاينة المستوصف الخاص بالطبيب، المتهم بإجراء عملية ختان فتاة، مما نتج عنها وفاتها داخل المستوصف، والإطلاع على الأجهزة والمعدات المستخدمة.

غلق المستوصف

وكانت لجنة من الإدارة الصحية بمركز منفلوط، قامت بتشميع وغلق المستوصف الخاصة بالطبيب المتهم في واقعة إجراء عملية ختان للطفلة "ندى.ح.ع" 12 عاما، ما أدى إلى وفاتها، وقررت النيابة حبس الطبيب ووالد الفتاة على ذمة التحقيقات.

 

تعود أحداث الواقعة إلى تلقي اللواء أسعد الذكير، مدير أمن أسيوط، الذي تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة منفلوط يفيد ورود بلاغ من والد الطفلة "ندى" ضد الطبيب " علي . ع . أ " أخصائي أمراض نساء وصاحب مستوصف طبي، بقيامه بعملية ختان لابنته " ندى -12 عامًا، مما نتج عنه وفاتها داخل المستوصف.

على الفور، انتقل فريق من وحدة حماية الطفل بالمحافظة إلى موقع الواقعة وتأكد صحة البلاغ، وقامت وحدة حماية الطفل بتقدم بلاغ لخط نجدة الطفل 16000 رقم 10187 وقيده بمركز شرطة منفلوط برقم 578لسنة 2020م.

 وتمكن ضباط مباحث المركز من ضبط والدها والطبيب وانتقل فريق من الطب الشرعي لمعاينة الجثة لمعرفة سبب الوفاة وقررت النيابة العامة دفن الجثة وحبس الطبيب ووالدي الطفله وخالتها 4 ايام على ذمة التحقيقات.