الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أبو الغيط: نحضّر للقمة العربية الإفريقية بالسعودية

بوابة روز اليوسف

 وجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الشكر، للرئيس عبد الفتاح السيسي، على رئاسته الناجحة للاتحاد الإفريقي، وعلى الإنجازات المهمة التي حققها الاتحاد تحت قيادته، وفي مقدمتها إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، واعتماد رؤية متكاملة للإصلاح المؤسسي للاتحاد، وتنفيذ أركان أجندة 2063 لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية في القارة.

 

 

جاء ذلك، أثناء إلقاء كلمته بالدورة العادية الثالثة والثلاثين، لمؤتمر الاتحاد الإفريقي، والذي يعقد في أديس أبابا.

 

وقال إنه تحت شعار "إسكات البنادق"، تهيئة الظروف المواتية لتنمية إفريقيا"، وهو موضوع يتلاقى في حقيقة الأمر مع أهداف وأولويات الجامعة العربية، إذ إننا نتشارك في نفس التطلعات، ونواجه ذات التحديات، ونؤمن بأنه لا يمكن إطلاق عملية التنمية الشاملة بمعزل عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في إقليمنا؛ ومن ثم أثق في أننا يمكن، بل يتوجب علينا، أن نعظم من عملنا المشترك لمعالجة التحديات الأمنية، وجذور الأزمات السياسية التي تزعزع استقرار دولنا وتعطل خطط التنمية المستدامة في منطقتنا.

 

 

فلقد عملنا سويًا لمرافقة الأشقاء في السودان في عملية الانتقال السياسي منذ إبريل الماضي، إذ أقدمت الجامعة العربية على جملة من المساعي الحميدة مع الأطراف المعنية، وشارك اتحادكم في رعاية عملية وساطة بشكل أفضى إلى الاتفاق على وثائق الانتقال إلى السلطة المدنية، والتي وقعت منظمتنا عليها كشهود؛ ويظل أمامنا جهد مشترك يجب أن نقوم به، معًا وبهذه الروح التكاملية، للوقوف مع السودان ومساندته في استكمال الاستحقاقات التي يتطلع إليها، بما في ذلك إتمام عملية السلام بين الحكومة والحركات المسلحة، ودعم التعافي الاقتصادي في البلاد، ورفع بقية العقوبات المفروضة عليها.

 

 

ودعا الأمين العام لتعزيز التعاون فيما بيننا لدعم الصومال ومساندة حكومته في مكافحة الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار على أراضيه وإنجاح خطط التنمية الوطنية، التي أقرها والاستحقاقات الانتخابية والدستورية التي يعد لها؛ ونتطلع كذلك إلى مواصلة جهودنا التكاملية لمساندة جزر القمر، وكل ما يصب في دعم استقرارها وخطط التطوير السياسي والاقتصادي، التي أطلقها الرئيس غزالي عثمان.

 

 

ودعا أيضا إلى تعظيم التعاون والتضامن مع إفريقيا في كل جهد يبذل، لإحلال الأمن والاستقرار في الجوار الإفريقي المباشر للعالم العربي، إذ نقف معكم من أجل استكمال مسيرة السلام في جنوب السودان، والبناء على المصالحات التاريخية التي يشهدها القرن الإفريقي، والقضاء على التهديدات الإرهابية والأمنية التي تمس أمن واستقرار دول الساحل؛ كما نرحب بالإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والذي نثق في أنه سيساهم في بناء مزيد من جسور التعاون والتكامل بين أعضائه وسيصب في خدمة الشراكة العربية الإفريقية الأوسع بالشكل الذي نصبو إليه.  

 

 

 

وعن ليبيا قال أبو الغيط، إنه يوجد تصعيد خطير للأزمة الدائرة في ليبيا، وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اندلاع العمليات القتالية حول طرابلس وتعدد مظاهر التدخلات العسكرية الخارجية السافرة والمكشوفة فيها؛ وتعلمون المسؤولية الأصيلة التي تتحملها الجامعة العربية من أجل تسوية هذا النزاع ومرافقة الليبيين إلى بر الأمان، كما نقدر الحرص المماثل للاتحاد الإفريقي على إخراج البلاد من أزمتها ومبادرتكم بدعم عملية المصالحة الوطنية الجامعة بين أبنائها؛ وعليه فإنني أثق في أن كل جهد نقوم به سيأتي متناسقا ومكملا لبعضه البعض، وسيلتف حول جملة من الأولويات التي نتشارك فيها، وعلى رأسها تثبيت الهدنة القائمة والوصول إلى ترتيبات دائمة لوقف إطلاق النار ومراقبته، وإيقاف أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، وتنفيذ المسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية المتفق عليها في عملية برلين، وذلك كله وفق المرجعيات العامة، لاتفاق الصخيرات، وفي إطار الدور القيادي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.  

 

 

 

وأكد أبو الغيط، أن الجامعة العربية تثمن عاليا ودائما الموقف المبدئي للاتحاد الإفريقي دعما للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضه، وإقامة دولته المستقلة؛ كما أحيي على وجه الخصوص أخي رئيس المفوضية على دوره القيادي المناصر لأخوتنا الفلسطينيين، على النحو الذي عبر عنه مجددا عقب الإعلان عن الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ وأثق في أن إفريقيا ستبقى على التزامها المعهود بالوقوف مع نضال الشعب الفلسطيني في رفضه لهذه الصفقة المجحفة على النحو الذي أعلنت عنه القيادة الفلسطينية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.

 

 

وفي الختام سوى أن أعبر عن تطلعنا لالتئام قمتنا العربية الإفريقية الخامسة المرتقبة، والتي ستنعقد في السعودية، والتي انطلقت عملية التحضير الجاد لها بين الأمانة العامة للجامعة ومفوضية الاتحاد الإفريقي والدولة المضيفة، وستفضي دون شك إلى تحقيق طفرة نوعية في شراكتنا الاستراتيجية بشكل يعكس عن حق الروابط التاريخية والمصالح المشتركة التي تجمعنا؛ وأود هنا أن أجدد لكم التزامنا بالعمل مع الاتحاد ومفوضيته ورئاسته من أجل إنجاح هذه القمة ومخرجاتها، وأغتنم هذه الفرصة لتهنئة فخامة الرئيس سيريل رامافوسا على تولية رئاسة الاتحاد وأثق في أن قيادته الشخصية، ستساهم كثيرا في الارتقاء بمستوى شراكتنا وتمتينها، دعما لأولويات دولنا.

تم نسخ الرابط