الجيش الليبي من "السنوسي" إلى "حفتر".. 80 عامًا في مواجهة الاحتلال التركي والإيطالي
يمثل يوم 9 أغسطس 1940، تاريخًا فارقًا في حياة الشعب الليبي، حيث اتفقت القيادة البريطانية وممثلها العقيد بروملو مع الأمير محمد إدريس السنوسي على الاستعانة بعناصر من المهاجرين الليبيين المقيمين على الأراضي المصرية لتكون نواة لجيش ليبي، وتم تنظيم العناصر الليبية في قوة أطلق عليها القوة العربية الليبية أو جيش التحرير وسمي أيضًا بالجيش المرابط.

وفتح معسكر للتدريب عند الكيلو 9 بهضبة الهرم في أبورواش، وما زال النصب التذكارى لتأسيس هذا الجيش مقامًا، حتى الآن.
وبدأ الجيش بالتدريب، ثم انضم مع الحلفاء في معارك حلفا والعلمين، ثم إندفع وراء فلول الإيطاليين والألمان المنسحبة حتى دخل برقة، واستمر في اندفاعه حتى حررت طرابلس في يناير 1943.
وتكون من هؤلاء الجنود والضباط نواة لقوة دفاع برقة والقوة المتحركة المركزية بطرابلس، ونواة الجيش الليبي الجديد.

وفي سنة 1951 أرسلت مجموعة من ضباط جيش التحرير إلى بريطانيا لدورة تدريبية وثقل مهاراته.
وعندما نالت ليبيا استقلالها في 24 ديسمبر 1951 بدأت الحكومة الليبية في تأسيس الجيش، وإرسال البعثات العسكرية للخارج، وأنشأت مدرسة عسكرية سنة 1953 في مدينة الزاوية لتخريج دفعات سريعة من الضباط، لحين عودة المبعوثين من الخارج.

وفي البداية تولي قيادة الجيش الليبي ضابط إنجليزي، ثم أسندت ضابط ليبي برتبة عميد يدعي عمران الجاضرة.
وفي سنة 1954 اختارت الحكومة الليبية المملكة العراقية لتدريب الجيش، حيث تمت الاستعانة بأفضل العناصر من القوات المسلحة العراقية لتأهيل الجيش الليبي.
وترأس أول بعثة عسكرية عراقية العقيد الركن داود سليمان الجنابي، الذي عين رئيسًا للأركان بدلًا من العقيد عمران الجاضرة. توقف الاستعانة بالضباط العراقيين، بعدما قامت ثورة العراق سنة 1958.

وفي عام 1967 بدأت ليبيا تأخذ بنظام التجنيد الإلزامي، حسب سنوات الميلاد بداية من 18 سنة يتم فيها الالتحاق إجباريًا لكل شاب ليخدم في الجيش لمدة 18 شهراً.
وفي عام 1970 تغير اسم سلاح الجو إلى سلاح الجو الجمهوري العربي الليبي. بعد طرد القوات الأمريكية ليبيا في عام 1970، أصبح مطار ويلوس قاعدة جوية، وهو المرفق الأمريكي السابق حوالي 11 كيلومترا شرقي طرابلس، تثبيت LAR سلاح الجو، وتمت إعادة تسمية القاعدة الجوية باسم عقبة بن نافع أو "قاعدة معيتيقة".

وبعد قيام ثورة الفاتح في الفترة من 1970 تم إجراء عمليات تطوير واسعة لسلاح الجو الليبي، مع عدد كبير من الخبراء من الاتحاد السوفيتي، وبعض الطائرات المقاتلة الفرنسية التي تم شراؤها، وشهد القوات المسلحة العربية الليبية نهضة كبيرة واكتملت كل تخصصاتها.
وزادت أعداد القوات المُسلحة العربية الليبية عبر الزمن إلى حد كبير، وقد نمى كذلك الإنفاق عليها. ففي عام 1995 بلغ إجمالي عدد جنود القوات المسلحة 65 ألفاً، منهم 53,9% يَنتمون للجيش و33,8% لسلاح الجو و12,3% للبحرية.

وخلال عام 2000 وصل عدد أفراد القوات المسلحة العربية الليبية إلى ما يُقدر بحوالي 76 ألف، منهم 59,2% يَنتمون للجيش و30,3% لسلاح الجو و10,5% للبحرية.
وسجلت القوات المسلحة العربية الليبية سابقة تاريخية عندما استشهد قائداه الأعلى والعام في أرض المعركة، عندما تم أغتيال الزعيم الراحل معمر القذافي ومرافقه الفريق أبوبكر يونس جابر يوم 20 أكتوبر 2011.

وبعد حدوث انشقاقات في الجيش الليبي، تمكن المشير خليفة حفتر ورفاقه في قيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، من إعادة تأهيل القوات وتسليحها بالعدد والعتاد العسكرية لمواجهة ميليشيات الإخوان والمرتزقة والإرهابيين، الذين تستعين بهم تركيا للسيطرة على الدولة الليبية وثرواتها النفطية.



