بعد 20 عامًا في العمل.. أوجاع ضابط شرطة
عندما التحق مارك أندروز بقوة الشرطة، وكان عمره 18 عامًا فقط، لم يكن لديه أي فكرة عما كان عليه أو المواقف التي لا يمكن تصورها والتي ستظل تطارده.
والآن، يبلغ من العمر 51 عامًا، أمضى الرقيب السابق في شرطة نيو ساوث ويلز أكثر من عقدين من الزمن في الاستجابة لحوادث السيارات المروعة والعنف الشديد ومشاهد الجريمة الدموية -وشهد أيضًا تشريح جثث أطفال متوفين.
بينما كان يكافح بهدوء اضطراب ما بعد الصدمة الذي لم يتم تشخيصه ويخشى الذهاب إلى الفراش ليلًا، أنهى أربعة من زملائه حياتهم، وكانت هذه الوقائع قد دفعت الضابط الرزين إلى طلب المساعدة والعلاج النفسي.
قال أندروز: تشعر بالوحدة مع أفكارك ومشاعرك وتعتقد أن شيئًا ما خطأ فيك مع المشاعر من خلال شرب علبة من البيرة والعودة إلى المنزل.
واستذكر يومه الأول في العمل عندما تم نقله إلى مشرحة ويستميد في سيدني وشاهد تشريح جثة طفل رضيع، كانت تجربته الأولى مع جثة ولم يكن مستعدًا لها.
قال الأب لثلاثة أطفال في ذلك الوقت إن طلب المساعدة كان يُنظر إليه على أنه "علامة ضعف" لذلك استمر في مسيرته المهنية من حدث صادم إلى آخر.
وأضاف أندروز: "لقد ماتت سيدة، وكان شريكها ورائي ميتًا وكانت تقول لي وهي تفلظ أنفاسها الأخيرة: "من فضلك لا تدعني أموت".
وعلى الرغم من أنه شهد الآثار المؤلمة التي أعقبت حوادث السيارات لمدة 10 سنوات، إلا أن حادثًا قاتلًا مزدوجًا حطمه، بعد وقت قصير من أن يصبح والدًا جديدًا.
وشبه الحادث المأساوي بكوب ماء ممتلئ يفيض في النهاية بقطرة واحدة فقط، وعندما انتحر أربعة من رفاقه في عام 2013، كانت القشة الأخيرة.
أشعر وكأنني حُكم على بالسجن مدى الحياة
وقال : أشعر وكأنني حُكم على بالسجن مدى الحياة وعليّ فقط حمل وإدارة اضطراب ما بعد الصدمة حتى أموت، لا يوجد دعم على الإطلاق، وتابع أندروز قائلاً: "أنا رجل بالغ خائف من النوم.. هذا ليس طبيعيًا".
في المتوسط ، من المرجح أن يعاني ضباط الشرطة من اضطراب ما بعد الصدمة أربع مرات تقريبًا مقارنة ببقية السكان، وفقًا لـBeyond Blue.
ودعا أندروز الآن ضباط الشرطة إلى الحصول على دعم أفضل في أعقاب اضطراب ما بعد الصدمة ويريد أن يرى القليل من "الروتين" عندما يتعلق الأمر بطلب المساعدة، وتأتي مناشداته بعد شهر واحد فقط من انتحار ضابط شرطة في سيدني أثناء تأدية وظيفته، وقبلها انتحر 4رجال شرطة طوال مسيرته المهنية.
