ثورة يناير تحقق أهدافها .. "الصحة" من أبرز الملفات
انطلقت ثورة 25 يناير عام 2011، تحت هتاف وشعار واحد "عيش – حرية – عدالة اجتماعية"، ليعبر جموع المصريين عن حاجتهم العارمة نحو الإصلاح والتطوير.
تحديات ضخمة واجهتها مصر المحروسة منذ اندلاع تلك الثورة، والتي اعقبها وقوع احداث مؤلمة فى صفوف المصريين، الى ان جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013، لتؤكد على ذات المطالب، وكانت مصر فى احتياج شديد الى تواجد قائد قوى يحميها ويدرك التحديات والصعوبات التي تواجهها ويستطيع التغلب عليها فى اقصر وقت ممكن، حتى تستعيد مصر هيبتها واستقرارها وحتى يشعر المواطن المصري بتطور ملحوظ داخل وطنه ذو التاريخ العريق، وكان ذلك بمثابة الحلم.
وسرعان ما تحول الحلم الى حقيقة وواقع، ووجدت مصر ابنها البار الذي اعاد لها هيبتها وقوتها واستعاد مجدها بين الدول، انه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي استطاع ان يحقق انجاز هائل لمسه جميع اطياف الشعب المصري فى شتى المجالات، كان ابرزها قطاع "الصحة"، ذلك القطاع الحيوى المرتبط ارتباط اصيل بكرامة المواطن وآدميته.
وأولى الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، هذا الملف اهتماما خاصا، حتى اختلفت ملامح الخطة الطبية المقدمة للمواطن المصري البسيط، فبعدما كان يعانى من الاهمال، أصبح جميع المواطنين تحت مظلة طبية حقيقية تحفظ صحتهم وحياتهم، وخريطة تلك التطويرات نسردها فى التقرير التالى:
أزمة وجائحة كورونا
ففى مطلع عام 2020، اجتاح فيروس كورونا دول العالم، الا ان مصر كانت من أبرز الدول التي صمدت امام تلك الجائحة، حيث إن الدولة المصرية انتبهت للأزمة ورتبت نفسها ترتيبا جيدا طبقا للمعاير العالمية، وأكد الرئيس في اكثر من كلمة أن لطف الله حتى الآن والإجراءات العلمية والاحترازية الصارمة التي قامت بها الدولة كانت سببا فى انحسار المرض.
وتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والاستباقية لمواجهة الفيروس منذ ظهوره، بداية من تخصيص مستشفيات الفرز والعزل للحالات المصابة والمشتبه في إصابتها، بجانب وضع بروتوكولات لتشخيص وعلاج الحالات من قبل اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، ما ادى لارتفاع حالات الشفاء من الفيروس القاتل.
وبذلت مصر جهودا كبيرة في الحصول على لقاح فيروس كورونا، كما شاركت في التجارب الإكلينيكة للفيروس ضمن مبادرة "من أجل الإنسانية" بالتعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية.
كما حصلت مصر على أولى شحنات لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة “سينوفارم” الصينية، بجانب التعاون مع مختلف دول العالم لتوفير اللقاحات فور ثبوت فاعليتها، والتعاون في مجال التصنيع، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة "جافي" من خلال مبادرة كوفكس الدولية والتي تضمن التوزيع العادل للقاحات التي تثبت فاعليتها.
وصرحت مؤخراً د. هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، ببدء توزيع اللقاحات على جميع الأطقم الطبية، في مستشفيات العزل والحميات والصدر، وكذا مستشفيات الشرطة والقوات المسلحة.
التأمين الصحي الشامل
كما أطلق الرئيس السيسي منظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك لبناء منظومة صحية قوية في مصر تحافظ على صحة المصريين، وتبني استراتيجية بناء الإنسان المصري وتحقيق رؤية مصر 2030.
ويمثل المشروع نقلة نوعية للمنظومة الصحية في مصر حيث انه يوفر التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية المتكاملة للمواطن، وفقًا لأحدث المعايير العالمية وبكل سهولة ويسر دون الحاجة للتنقل بين المحافظات.
كما تم إصدار قانون التأمين الصحي الشامل الجديد رقم 2 لسنة 2018، لصالح المشروع الذي بدأ بمحافظة بورسعيد وانتفع به ما يقرب من مليون مواطن، على أن تعمم التجربة فى كل محافظات الجمهورية مرحليا، وفى سبيل ذلك، تم إنشاء 48 مستشفى نموذجيا، لتصبح نموذجا فى جميع المحافظات.
مواجهة الايدز
وفيما يخص مكافحة مرض الايدز، فقد قامت الدولة بتوسيع مظلة الرعاية الاكلينيكية وتوفير الأدوية للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية "الايدز"، لتغطي جميع محافظات الجمهورية، بجانب تشجيع شركات الأدوية على تسجيل الأصناف غير المسجلة من خلال هيئة الدواء المصرية.
كما تم تشكيل لجنه علمية لتحديث الأدلة الوطنية للفحص والرعاية والعلاج الخاصة بالفيروس، وإعداد برنامج تدريبي للأطباء لتنمية قدراتهم في التعامل مع المتعايشين، وتوفير الرعاية والعلاج لهم، علاوة على افتتاح عيادات للفيروسات بمستشفيات الأمانة العامة الصحة النفسية، لفحص الفيروسات المنقولة عن طريق الدم “فيروس نقص المناعة البشري " الإيدز"، فيروس الالتهاب الكبدي C، فيروس الالتهاب الكبدي B” ، وتوفير المتابعة والعلاج للحالات التي تتأكد إصاباتها.
كما تم توقيع بروتوكول بين البرنامج الوطني لمكافحة الايدز، وخدمات نقل الدم القومية لدعم "لا مركزية" اجراءات الفحوصات التأكيدية وضمان سرعه إظهار نتائج الفحوصات لسرعه ربط المصابين بخدمات العلاج، بجانب إطلاق تطبيق البرنامج الالكتروني الخاص بقواعد بيانات الايدز بمحافظات الجمهورية، وتحديث الدليل الوطني للرعاية والعلاج تماشيًا مع احدث توصيات منظمة الصحة العالمية .
مبادرات صحية متميزة
كما بادر الرئيس السيسي بإطلاق حزمة مبادرات صحية متميزة ابرزها مبادرة “100 مليون صحة” للكشف عن امراض السكر والضغط والسمنة، والتي شهدت اقبالا وتفاعلا واسعا من قبل المواطنين.
كما تم القضاء على فيروس سي خلال 7 أشهر فقط، وفحص 75 مليون مواطن ضمن المبادرة الابرز "مبادرة مكافحة فيروس سي" بجانب تقديم العلاج للمرضى بالمجان، وكانت وزارة الصحة قدمت عام 2014 أفضل منتج لعلاج الفيروس بأقل سعر عالمي كما أتيح للشركات المصرية الدخول في صناعة العقار.
كما تم فحص أكثر من 10ملايين و500 ألف سيدة بمبادرة "دعم صحة المرأة"، وفحص أكثر من 290 ألف سيدة ضمن مبادرة "العناية بصحة الأم والجنين"، وإجراء 592 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة "إنهاء قوائم الانتظار"، وفحص أكثر من ٥ ملايين طالب ضمن مبادرة "الأنيميا والسمنة والتقزم"، مع استمرار العمل في تلك المبادرات.
وأطلقت مبادرة "الانتهاء من قوائم انتظار المرضي"، والتي تمكنت من علاج نصف العدد خلال شهر واحد فقط، وقد أمر الرئيس السيسي باستمرار هذه المنظومة للقضاء على أى تراكم فى القوائم.
كما أطلقت مبادرة "الأطفال حديثى الولادة"، للكشف المبكر عن ضعف السمع بين المواليد الذي يتجاوز عددهم 2.6 مليون طفل سنويا، وتخصيص مستشفى بكل محافظة لتوفير العلاج للحالات التي تحتاج الى قوقعة او تركيب السماعات مع توفير الرعاية الصحية لهم مدي الحياة.
كما تم توفير 20 مليون عبوة لبن سنويا للأطفال بجميع المحافظات، وإعداد وتهيئة 1093 وحدة رعاية أساسية لتقديم خدمة دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية.
مصر على الخريطة الدولية
لم تتوقف الانجازات على الاطار المحلى فقط، بل اثبتت مصر تواجدها بقوة على الساحة الاقليمية، فعقب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، تسعى لتعميم مبادرة "100 مليون صحة" على الدول الإفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فى اطار اجندة الاتحاد الإفريقي للتنمية 2063.
كما تم تدريب الكوادر الطبية على نموذج اجراء المسح الطبي للفيروسات الكبدية وانشاء وحدات للعلاج التدريب على اسس التقييم والعلاج والمتابعة، بالإضافة إلى إمدادهم بالدعم الفنى لبناء نموذج معلوماتى لجمع وتحليل البيانات، وتقديم أدوية فيروس سي لعلاج المرضي المصابين فى الدول الإفريقية الشقيقة، وإيفاد عدد من القوافل الطبية لمبادرة الرئيس لعلاج مليون إفريقي من فيروس سي بدولة تشاد وجنوب السودان.
كما تم إجراء زيارات لعدد من الدول الإفريقية للوقوف على الوضع الصحي وتحديد الاحتياجات على ارض الواقع، كما تم إرسال شحنات من الأدوية الاساسية والمستلزمات الطبية الى بعض الدول مثل اريتريا والسودان، كما تم إرسال قوافل طبية فى مجال العيون لقياس قوة الإبصار للأطفال والبالغين فى اريتريا، لعمل نظارات طبية، وقوافل أخرى تدريبية للصومال فى مجالات الأمومة والطفولة وطب الطوارئ والخدمات الإسعافية.
ملف الدواء
وسعت الدولة إلى توفير الدولار الجمركى لشراء المواد الخام لتصنيع الأدوية، الى ان تم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأنسولين محلى الصنع، كما تم توطين صناعة أدوية الأورام والأدوية الحيوية وبعض الأمصال واللقاحات، كما أنشئت هيئة الدواء المصرية لتتولى كل ما يتعلق بالدواء فى مصر وتأمينة كسلعة استراتجية .
أيضا تم استحداث إدارة الإمداد الدوائي والطبي المركزية للشؤن الصيدلية منذ 2019، بالإضافة إلى توفير أدوية السموم بجميع المستشفيات وعدم حصرها على مراكز السموم.
ملف تأهيل الكوادر الطبية
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الزمالة المصرية التابعة لوزارة الصحة والسكان وقسم الدراسات العليا للتعليم الطبي بكلية طب جامعة هارفارد الأمريكية، لمدة 3 سنوات للمشاركة فى البرتامج التدريبي لتدريب المدربين بالزمالة المصرية ضمن استراتجية النهوض بالتعليم الطبي المهنى.



