تركيا تحشد ميليشيات "السلطان مراد" على الحدود تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا
نشرت الصحفية الأمريكية، ليندسي سنيل، مساء السبت، عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تغريدة كشفت خلالها عن تجهيز تركيا لعدد من عناصر ميليشيات "السلطان مراد" السورية التابعة لها، للسفر إلى ليبيا، ضاربة بـ الاتفاقيات الدولية الملزمة بـ طرد المرتزقة الأجانب عرض الحائط.
ودعمت سنيل، تغريدتها بصورة لعناصر ميليشيات "السلطان مراد" قبل ذهابهم إلى ليبيا، مؤكدة أن مسلحي "السلطان مراد" موجودون اليوم في قرية “حوار كلس” قبل عبورهم إلى تركيا، ليتم نقلهم إلى ليبيا، مضيفة أن تركيا تصر على جلب المزيد من المرتزقة والإرهابيين إلى هناك على العكس مما تنص عليه اتفاقية وقف إطلاق النار في ليبيا بوجوب طرد جميع المرتزقة الأجانب،خاصة مع تواصل جهود طرفي النزاع لإحلال السلام في البلاد وتقاسم السلطة وفقا لسبل الحوار.

فيما أكد موقع "إكسبريس 24" السوري الكردي نفس ما نشرته الصحفية الأمريكية عبر تويتر، حيث ذكر في تقرير نشر صباح اليوم، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، والمعروفة باسم "السلطان مراد" بدأت بالتحرك بالفعل على الحدود، تمهيدا لنقلهم إلى طرابلس استمرارا لسياسة أردوغان المؤججة للصراع في ليبيا.
وتعد فرقة السلطان مراد، إحدى أبرز الفصائل المعارضة السورية التي لعبت دورا بارزا للوجود التركي في سوريا، حيث تقدم أنقرة التمويل والتدريب العسكري والدعم الجوي لهذه الميليشيات، التي جمعت تحت لوائها عدة ميليشيات أخرى متشددة مثل لواء السلطان محمد الفاتح، ولواء الشهيد زكي تركماني، ولواء أشبال العقيدة.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طالبت تركيا وروسيا، بسحب قواتهما العسكرية من ليبيا على الفور. وشدد القائم بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، على ضرورة إخلاء ليبيا من القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة.
ومن جانبها حذرت المبعوثة الأممية في ليبيا، ستيفاني ويليامز، في وقت سابق، من تحدي الدول الأجنبية للموعد النهائي المتفق عليه لسحب جميع القوات والمرتزقة من الأراضي الليبية بحلول اليوم الأحد، وقالت إنها بهذا تتحدى سيادة البلاد.
جدير بالذكر مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، نشرت الأسبوع الماضي، تحقيقا ميدانيا يكشف وجود مسلحين سوريين تابعين لمجموعة "السلطان مراد" على جبهات القتال في العاصمة الليبية طرابلس.
وسجل التحقيق شهادات لعدد من المسلحين المرتزقة في أحد مناطق طرابلس، ومن بينهم قائد مجموعة "السلطان مراد"، ذكر أن عددهم حوالي 500 مسلح، وأنهم جزء من كتيبة كبيرة تضم نحو ألفي مسلح.
وقال قائد المجموعة للمجلة إن المسلحين بدأوا بالتوافد على طرابلس منذ ديسمبر الماضي، ومعهم عسكريون من الجيش التركي، وأن هناك خططا لإرسال ستة آلاف مسلح تباعا.
وكشفت " نيويورك ريفيو أوف بوكس" أن المقابل الذي وعدت به تركيا المسلحين السوريين، يشمل راتب شهري يصل إلى ألفي دولار، ووعد بالجنسية التركية، وذلك بحسب المقاتلين الذين أكد بعضهم أنهم جزء من ميليشيات كبيرة تحمل اسم أحد سلاطين العثمانيين وهو "السلطان مراد"، وتضم مسلحين تركمانا.
وتنقل المجلة عن المسلحين، القول إنهم وصلوا عبر مطار طرابلس على متن طائرة عسكرية تركية، أقلعت من مطار إسطنبول.
ويعمل المسلحون تحت قيادة غرفة عمليات داخل المطار تضم ضباطا أتراكا، يتولون التنسيق بين قادة الميليشيات الليبية التابعة لـ"حكومة الوفاق"، والميليشيات السورية الوافدة.
ميليشيات "السلطان مراد" أنشئت في عام 2012 قرب مدينة حلب، والتي كانت تمثل معبرًا رئيسيًّا لعناصر "داعش" والتنظيمات الإرهابية إبان العدوان على سوريا، وساهم في تأسيسها الإرهابي "يوسف الصالح"، والذي يحظى بدعم من أنقرة كبير للغاية.
وتحمل الميليشيا المسلحة، اسم السلطان مراد، أكثر السلاطين دموية في تاريخ الدولة العثمانية، ويعرف عن السلطان مراد الرابع أنه قتل ثلاثة من أشقائه وكاد أن يقتل الرابع والأخير ويقضي على نسل العثمانيين لولا شفاعة والدته.
ويقود الفرقة ثلاثة أشخاص وهم: المسؤول العام يوسف الصالح، القائد الميداني فهيم عيسى والمسؤول العسكري العقيد أحمد عثمان، وأغلب المسلحين من العرب لكن القيادة تركمانية وينتشرون في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي في ريف حلب الشمالي والشمال الغربي، وتعتبر من أبرز الفصائل المهيمنة في تلك المناطق نظرًا لتلقيها الدعم المباشر من الجيش التركي، وانتشرت في بداية النزاع السوري في جسر الشغور بمحافظة إدلب، وأحياء بستان الباشا والحيدرية والهلك بمدينة حلب.



