أبو الغيط: السودان يحتاج لمساندة عربية وإفريقية
قال الأمين العام إن عملية انتقال مهمة يسير فيها السودان، وهو في حاجة إلى مساندة عربية وإفريقية ودولية فاعلة ومتواصلة لتمكينه من استكمال.
أكد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية اننا في حاجة لمضاعفة الجهود لارساء وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في إقليمينا، وهو الأمر الذي يتطلب أولاً تعزيز عملنا المشترك، ونشاطنا التكاملي، لتسوية النزاعات والأزمات الواقعة في فضائنا العربي الإفريقي المشترك جاء ذلك اثناء القاء كلمته في افتتاح الاجتماع التاسع للتعاون العام بين جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي
أشار إلى أن الأشقاء في ليبيا ما زالوا يعانون من الفرقة والانقسام، ولا بد من الاستمرار في الوقوف معهم لتمكينهم من استكمال استحقاقات عملية الانتقال السياسي، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خارطة طريق للوصول بالبلاد إلى مرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وقال الامين العام ان عملية انتقال مهمة يسير فيها السودان، وهو في حاجة إلى مساندة عربية وإفريقية ودولية فاعلة ومتواصلة لتمكينه من استكمال الاستحقاقات المتفق عليها، وتنفيذ أحكام اتفاق جوبا للسلام، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار على كامل أراضيه، وفتح أفق التنمية والتعافي الاقتصادي لشعبه، وهي كلها مجالات أثق في أن الجامعة والاتحاد يمكن أن يتعاونا في سبيل دفعها.
وبالنسبة للصومال عبر عن تقديره،للدور الهام الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي، والتضحيات التي تقدمها بعثة الأميصوم لحفظ السلم والاستقرار في البلاد، وهنا أيضاً أتطلع إلى تعزيز عملنا المشترك دعماً للحكومة الفيدرالية، ومساندتها في الإعداد للانتخابات المقبلة، والوقوف معها في تنفيذ خططها الوطنية في التعافي الاقتصادي والتنمية، بما في ذلك في سبيل إعفاء الصومال من ديونه الخارجية.
واوضح اهمية الدور الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي في رعاية المفاوضات بين مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة، ونأمل في أن تفضي هذه المفاوضات إلى هدفها المنشود، وهو التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم ومنصف يراعي مصالح الأطراف، وينظم عملية ملء وتشغيل السد، بعيداً عن الإجراءات أحادية الجانب، وبشكل يحافظ على الحقوق المائية لمصر والسودان والتي تدعمها الجامعة العربية على طول الخط.
ووتتطلع الامين العام معالجة التوترات القائمة أو الناشئة في مواقع أخرى بالمنطقة، بما في ذلك فيما يتصل بالأزمة الحدودية بين السودان وأثيوبيا، تأسيساً على الرغبة المعلنة للدولتين في عدم الدخول في أية مواجهة عسكرية بينهما، والتزامهما المعلن بحل هذا الموضوع بالطرق السلمية، وبشكل يحافظ على سيادة السودان الكاملة على أراضيه، وحقه المشروع في بسط سلطته وإدارته عليها؛ كما نأمل في أن يتم نزع فتيل الأزمة بين الصومال وكينيا، وهي أزمة لا تخدم الاستقرار في منطقة القرن والشرق الإفريقي، ونتمنى أن تتكلل مساعي تجمع الإيجاد بالنجاح في سبيل إزالة أسبابها.
وعبر عن تقديره الاتحاد الإفريقي الثابتة، المناصرة لفلسطين والمتضامنة مع الحق المشروع للشعب الفلسطيني، وأثق في أنكم شخصياً سوف تواصلون جهودكم المقدرة في الحفاظ على هذا التضامن الإفريقي التاريخي مع القضية الفلسطينية إلى أن ينال الفلسطينيون حرتيهم وتقام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما فيما يخص مسار الشراكة العربية الإفريقية، قال انه يقدر عالياً الجهد الذي بذلته الأمانة العامة والمفوضية من أجل متابعة تنفيذ مقررات القمة العربية الإفريقية الأخيرة في مالابو، والجهد الذي بذل في سبيل البدء في التحضير للقمة العربية الإفريقية القادمة بالرياض، رغم الصعاب التي فرضتها جائحة كورونا على أجندتنا المشتركة، لكننا نبقى حريصين على مواصلة هذا العمل المشترك، واستكمال مختلف برامج وخطط التعاون القائمة بيننا، وتذليل كل العقبات التي يمكن أن تقف أمام دفع هذه المسيرة قدماً.
وتتطلع الامين العام مواصلة التنسيق معكم، وكذا مع الدولة المضيفة للقمة القادمة، للاستقرار على موعدها المقترح وترتيباتها المختلفة، أملاً في أن تسمح الظروف، في أقرب وقت، باستئناف الجهد الذي كان قد بدأ في الإعداد لها قبيل تفشي جائحة كورونا.
كما رحب بالحوار المهم الذي بدأ بين الأمانة العامة والمفوضية حول تبادل المعلومات والدروس المستفادة في التعامل مع جائحة كورونا، وهو مجال جديد ومهم يثبت أهمية العمل المشترك بين المنظمتين، ويظهر فوائد التعاون المتناسق فيما بينهما للتصدي للتحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي خلفتها الجائحة.



