"بايدن" يعلن كارثة كبرى في تكساس ويتراجع عن زيارتها (صور)
فيما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تكساس كارثة كبرى من أجل تخصيص أموال فيدرالية للولاية....أضفت الطبيعة، كومة من الأزمات على مائدة بايدن، بعد شهر من العمل وتركيزه على فيروس كورونا المسجد "كوفيد ـ 19".
يرى المراقبون أن الأزمات الجديدة فرصة لاختبار مهارات “بايدن” في إدارة الكوارث بعد أن أغرقت العواصف الشتوية تكساس وأوكلاهوما والولايات المجاورة في حالة تجمد عميقة غير عادية وتركت الملايين يرتجفون في المنازل التي فقدت الحرارة والطاقة، والعديد من المنازل بلا كهرباء ولا ماء، بالإضافة إلى وفاة 59 شخصاً على الأقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة من جراء الطقس غير المعتاد.
تراجع عن زيارة تكساس
كان بايدن، قد تولى منصبه في 20 يناير واعدًا بمعالجة سلسلة من الأزمات المتصاعدة، بدءًا من جائحة الفيروس التاجي وتأثيراته على الاقتصاد.
وتطرق إلى العنصرية النظامية وتغير المناخ كأولويات عليا، وهو الآن يواجه العواصف التي لم تعرض الأمريكيين للخطر فحسب، بل أخرت أيضًا شحن وإدارة ملايين الجرعات من لقاحات فيروس كورونا.
قال بايدن أمس الجمعة إنه يأمل في السفر إلى تكساس الأسبوع المقبل لكنه لا يريد أن يؤدي وجوده والوفد الرئاسي المرافق له إلى صرف الانتباه عن التعافي.
قال بايدن عن المسؤولين في تكساس: "إنهم يعملون مثل الشيطان لرعاية أهلهم" مؤكدا أنه سيتخذ قرارًا مطلع الأسبوع المقبل بشأن السفر.
وبايدن، الذي قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية باعتباره المرشح المتمرس والمتعاطف الذي تحتاجه الأمة في الوقت الحالي، يعمل على عدة جبهات لمعالجة الموقف -ولتجنب تكرار أخطاء أسلافهم الذين أوقفتهم ردود أفعال غير كافية أو حساسة، في أوقات الكوارث.
وجزء من وظيفة الرئاسة هو الرد على الدمار الذي خلفته الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى، أو أحداث مثل إطلاق النار الجماعي المميت أو حتى الأعمال الإرهابية.
لقد تعامل البعض مع مثل هذه المواقف بشكل أفضل من الآخرين، حيث نال جورج دبليو بوش الثناء على قيادته بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، لكنه تعثر خلال استجابة إدارته المتوقفة للكارثة الإنسانية التي تكشفت في نيو أورلينز بعد أن ضرب إعصار كاترينا ساحل الخليج بعد أربع سنوات.
قال باراك أوباما إنه كان عليه أن يتوقع رد الفعل السلبي الذي حصل عليه بسبب ذهابه إلى ملعب الجولف مباشرة بعد أن أدان قطع رأس الصحفي الأمريكي المختطف على يد "تنظيم داعش" في عام 2014، وكان أوباما يقضي عطلته في مارثا فينيارد في ذلك الوقت.
وتعرض دونالد ترامب لانتقادات بسبب إلقاء لفات من المناشف الورقية على حشد من الناس في بورتوريكو الذين عانوا من إعصار ماريا الذي ضرب الجزيرة في عام 2017، ودافع عن رمي المناشف، قائلاً إن الناس "يستمتعون".
وبيل كلينتون، الذي ادعى خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1992 أنه "أشعر بألمك"، كان طبيعياً في التواصل مع ضحايا الكوارث.
وفي هذا الأسبوع فقط، أظهر السناتور الجمهوري تيد كروز من تكساس مدى السرعة التي يمكن أن تتحول فيها خطوة واحدة سيئة خلال أزمة ما إلى كارثة علاقات عامة لسياسي.
تعرض كروز للهجوم بسبب سفره إلى المكسيك بينما عانى ناخبيه من انقطاع الكهرباء والحرارة والمياه الجارية. كان تفسيره -أن بناته دفعن من أجل الفرار لأنهما خارج المدرسة -تعرض لانتقادات خاصة، وقال كروز في وقت لاحق إن الرحلة كانت خطأ.
قام بايدن بالتغريد عن تكساس والدول المتضررة الأخرى، بينما أصدر البيت الأبيض العديد من البيانات التي تهدف إلى إثبات أن الحكومة الفيدرالية هي المسيطرة على الموقف.
ويتلقى الرئيس تحديثات منتظمة من موظفيه وأعلن حالة الطوارئ في تكساس وأوكلاهوما ولويزيانا. وقال أمس الجمعة إنه سيعلن قريبًا اعتبار ولاية تكساس منطقة كوراث وأنه طلب من الوكالات الفيدرالية تحديد موارد إضافية لمعالجة المعاناة. كما قامت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بشحن عشرات المولدات والإمدادات، بما في ذلك الوقود والمياه والبطانيات والوجبات الجاهزة للأكل، إلى المناطق المتضررة.
تحدث بايدن إلى حكام الولايات السبع الأكثر تضررًا من طقس الشتاء. قام بتغريد صورة له على الهاتف مع الحاكم الجمهوري جريج أبوت من تكساس. سارع الحاكم الجمهوري في أوكلاهوما كيفن ستيت، المؤيد القوي لترامب، إلى الثناء على بايدن لاتخاذ إجراءات سريعة بشأن إعلان الكارثة.
وبعد التحدث مع بايدن عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الأسبوع، شكر ستيت الرئيس على وجه التحديد على "تخصيص الوقت للتواصل بعد ظهر اليوم وعرض مساعدة الحكومة الفيدرالية لسكان أوكلاهومان.
كانت لدينا مكالمة مثمرة للغاية وأنا أتطلع إلى العمل معًا لإيجاد حلول بينما نتعافى من هذه العاصفة التاريخي. وقالت باربرا بيري، مديرة الدراسات الرئاسية في مركز ميلر بجامعة فرجينيا، إن بايدن "مناسب تمامًا" للتعامل مع الكارثة بسبب عقود من الخدمة في مجلس الشيوخ الأمريكي ونائب رئيس سابق وبسبب "صدقه الاهتمام بالناس ".
قال بيري في مقابلة: "يجب أن يظهر التعاطف على الفور". "من المهم أن يذهب الرئيس إلى مكان تعرض للضرب، لكن كن حذرًا بشأن البصمة. لا يريد أن يجعل الأمور أسوأ ".
إذا قرر بايدن زيارة تكساس الأسبوع المقبل، فيمكنه أيضًا استخدام الرحلة للتأكيد على وجهة نظره بأن تغير المناخ أمر حقيقي ويجب ألا يمر دون معالجة، وأن بإمكان الولاية القيام بأشياء مثل تجهيز محطات الطاقة الخاصة بها في فصل الشتاء لتكون مستعدة بشكل أفضل للعواصف المستقبلية.
قال بيري: لكن يجب أن يحرص على عدم القيام بذلك بطريقة تأنيبية. قال بيري: "نعلم أنه يهتم بالتغير المناخي، وهذه طريقة لإقناع الناس".
ا