الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

لم يكن أحد يتخيل أو يتوقع أن "فيروس كورونا" سيستغله البعض ليحققوا من ورائه أرباحا خيالية.. في الوقت الذي نزل فيه هذا البلاء على البعض الآخر كالوباء وأخذ من أرباحهم الكثير، وأقصد هنا أصحاب الشركات السياحية والفندقية وأصحاب المقاهي والكافيهات الذين تعبوا وحصلوا على التراخيص بشق الأنفس بعد أن لفوا السبع لفات حتى يحصلوا على التراخيص اللازمة لإدارة هذه الكافيهات!

 

لقد تعجبت من أمر هؤلاء المستغلين الجدد الذين استباحوا لأنفسهم كل شيء بداية من القرارات الوزارية والإجراءات الحكومية وضربوا بعرض الحائط قوانين الشركات السياحية والمحال العامة وراحوا ليفتحوا كافيهات داخل الشقق المستأجرة وبدرومات الفيلات في أفضل المناطق والأحياء الشعبية من أجل تقديم الشيشة لأصحاب المزاج العالي، وهو ما وجدناه بجاردن سيتي ومصر الجديدة ومدينة نصر والتجمع الخامس وأكتوبر والشيخ زايد وشبرا والسيدة زينب وغيرها الكثير بدون رادع ولا إجراءات احترازية..

 

ففي الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهدًا جبارًا للحفاظ على أرواحنا وصحتنا خوفا من انتشار خطر الوباء الذي ألم بنا وأصدرت الحكومة العديد من القرارات وكان أهمها منع تداول الشيشة في المقاهي والكافيهات وقامت وزارة الداخلية بدورها في تتبع البعض منها، وتمكنت من عمل أكثر من ٢٠ ألف قضية لغير الملتزمين بالقرارات نجد أن هؤلاء المستغلون الجدد "أغنياء كورونا" لم يدع الفرصة تفوت إلا وراحوا يستغلونها احسن الاستغلال.. وضربوا بكل القرارات الاحترازية عرض الحائط وكأنهم لا تعنيهم الأخطار المحيطة بنا من كل مكان ولا يبالون بالإصابات اليومية للمصريين التي تزيد على الـ٩٠٠ مواطن والفتك بأكثر من خمسين مواطن آخرين من جراء انتشار "فيروس كورونا" اللعين.. إنهم بلطجية هذا الزمان!

 

هؤلاء المستغلون أشكالهم ليست بالمستغلين الطبيعيين بل هم خليط من كل فئات المجتمع.

 

هؤلاء استغلوا "السوشيال ميديا" خاصة فيس بوك للترويج واجتذاب أصحاب المزاج وأعلنوا عن انفسهم ومن بين هذه المواقع موقع "روا تباكو ايجيبت" Rawa Tobacco Egypt العجيب أن هؤلاء لا يألون جهدًا في البحث عن الابتكارات الجديدة التي تميزهم عن غيرهم وراحوا يبحثون عن المستوردين والمصنعين الذين يتوافقون مع ميولهم الاستغلالية.. فظهر في الأسواق معسل "الديسباسيتو" وهذا النوع يتضمن وحده أكثر من نكهة مختلفة أهمها الشمام والبطيخ والعلكة.. ومعسل "الشمبائيا" بدون كحول.. و"البلو بيري" بنكهة التوت الأزرق.. و"موز البلو بيري" الذي يتميز بنكهة القشطة والعنب والتوت الأزرق.. ومعسل "الميلك تشيك" بطعم الفراولة ومعسل الفاكهة الصينية وهو عبارة عن خليط من البطيخ والنعناع والعلكة، ومعسل آخر بنكهة جوز الهند والقرفة والينسون والحبهان والفراولة والكريمة والمانجو.. ومعسل "الريمبو" ويتكون من نكهة البرتقال مع الفانيليا، كل هذا بخلاف معسل التفاح؛ من أجل جذب فئة من الشباب من الجنسين الذين يجرون وراء كل ما هو جديد من مزاج التشييش.

 

لكن يبدو أن الحكاية تستحق المغامرة والمخاطرة.. فسعر حجر الشيشة من المعسل الشعبي كالقص والزغلول والسلوم وشيخ البلد والإمبراطور يباع بثمانية جنيهات وسعر حجر الدوبل يتراوح ما بين ١٢ و١٦ جنيها، أما معسل التفاح أو المخلوط كيميائيا فيتراوح ما بين ٢٠ و٣٠ جنيها، وبفضل هؤلاء المستغلين أصبح بيزنس الشيشة عاليا جدًا وأرباحه خيالية، ولأن المصريين دماغهم متكلفة والمزاج مهم لديهم لن يتركوا سعر حجر الشيشة يعكر صفو هذا المزاج.

 

الدراسات تؤكد ان المصريين انفقوا حوالي ٣ مليارات جنيه على شرب حوالي ٥٠ الف طن معسل خلال عام واحد وأن عدد المدخنين بشكل عام تجاوز العشرين مليون مواطن وان اغلبهم من الفئه العمرية من ١٥ إلى ٦٥ عاما.. وسبق ان نوهت منظمة الصحة العالمية إلى ان معدل انتشار التدخين للتبغ بلغ ١٤.٣٪؜ بين الطلاب والطالبات كما نوهت الدراسة إلى انه بدعوى التحرر تلجأ الكثير من الفتيات إلى التدخين، كما أشارت البيانات الرسمية إلى ان اجمالي واردات التبغ بلغ أكثر من ٢٠٠ مليون دولار سنويا سواء كان تبغا مفروما أو مكبوسا للمضغ وايضا تبغ ورق الدخان.

 

وتعد مصر ضمن قائمه أكثر ١٠ دول يحرص سكانها على التدخين بكل أنواعه وان إيرادات المعسل وصلت إلى أكثر من ٢٥ مليار جنيه سنويا.

 

واخيرا يبدو ان ما يفعله غير الملتزمين من المستغلين الجدد قد أثار حفيظة غرفة شركات السياحة التي طالبت بعودة بعض مظاهر الأجواء الرمضانية للفنادق خاصة تداول الشيشة ولكن وفقا للقواعد الصحية والإجراءات الاحترازية.

تم نسخ الرابط