الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خبراء: حزمة نتائج إيجابية لزيارة السيسي لجيبوتي

بوابة روز اليوسف

أكد خبراء في الشؤون الإفريقية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التاريخية كونها الأولى لرئيس مصري لجيبوتي، ناجحة وتحقق حزمة مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية.

وأسفرت الزيارة بحسب الخبراء عن نتائج إيجابية عديدة على مستوى التعاون في الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر، ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي في كل المجالات، والتنسيق بينهما لمواجهة المشكلات التي تواجه دول المنطقة. وتم

 وتوافق الرئيسان السيسي وإسماعيل عمر جيلة على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والعسكري بين البلدين، بما فيه إنشاء مستشفى مصري في جيبوتي والتعاون في مجال الاستزراع السمكي.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي نحو 48 مليون دولار عام 2018، ومن المتوقع أن يصل إلى 450 ميلون دولار بعد اكتمال إنشاء مصنع للأسمنت ومنتجع سياحي. 

وذكر تقرير لجهاز التمثيل التجاري، أن الصادرات المصرية لجيبوتي ارتفعت إلى 40,88 ميلون دولار خلال 2018، مقابل 7,13 ميلون دولار واردات مصرية من جيبوتي.

 

عبدالواحد: السياسات الخارجية المصرية تواصل تحقيق النجاحات 

وفي تصريح خاص لبوابة روزاليوسف الإلكترونية، قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية، إن مصر، حققت نجاحات كبيرة في السياسة الخارجية، من خلال التحرك الجاد والهادف في أماكن نفوذها الحيوية سواء الإقليمية أو الدولية.

وأضاف أن مصر أظهرت موقفها بشأن ملف سد النهضة من خلال المفاوضات التي تجري على مدار تسع سنوات، مؤكده على عدم التنازل عن نقطة مياه من حصة مصر.وزيارة جيبوتي تعزز  دعم مطالب مصر بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، لإثيوبيا أمام المجتمع الدولي، وهو الرأي الذي تبناه الرئيس الجيبوتي خلال اللقاء لطمأنة مصر والسودان، والحفاظ على حقوقهما المائية. وتابع عبد الواحد أن الزيارة استهدفت أيضا تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات في جيبوتي، لافتا إلى تقديم مصر مشروعات لوجستية، ومشروعات تتعلق بالتعاون المتبادل بين الموانئ المصرية والجيبوتية، إلى جانب دعم مشروعات البنية التحتية.

وفيما يتعلق بمجال الأمن، أشار خبير الأمن القومي والشؤون الإفريقية إلى أن الرئيسين اتفقا على استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وناقشا الأمور الخاصة بأمن البحر الأحمر. كما اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحثا القضايا ذات الاهتمام المشترك في شرق إفريقيا والشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية.

 

وحول أهم نتائج الزيارة، قال إنها على المدى القريب:

تفعيل اللجان الثنائية المشتركة وتبادل الزيارات وتوقيع بروتوكلات واتفاقيات تعاون بين البلدين.  ووصف زيارة الرئيس السيسي بأنها تمثل لجيبوتي أهمية كبيرة جدا. وحول ما يمكن أن تقوم به جيبوتي لحل النزاع الحدودي الإثيوبي السوداني، قال عبد الواحد إن جيبوتي والسودان وإثيوبيا أعضاء في منظمة تنمية شرق إفريقيا (إيجاد) وأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وبالتالي يمكن لجيبوتي أن تطرح مبادرة مثلما فعلت عندما استضافت الفرقاء الصوماليين في مؤتمر "عرتة" للمصالحة الصومالية عام 2000، حيث تشكلت من خلالها حكومة انتقالية في الصومال. وبناء على ذلك يمكن أن تستضيف أطراف النزاع، لأنها دولة محايدة وراعية للسلام في المنطقة، من خلال مبادرة لتحقيق مصالحة سودانية إثيوبية بخصوص النزاع على الحدود، وكذلك مبادرة لحل أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان.

 

عيسوي: الزيارة تحقق مكاسب كبيرة للأمن القومي المائي ومكافحة الجريمة المنظمة 

ويرى عطيه عيسوي، الكاتب الصحفي خبير الشؤون الإفريقية، لبوابة روزاليوسف الإلكترونية، أن أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لجيبوتي تتمثل في تعزيز التعاون بين مصر وجيبوتي في حماية مدخل البحر الأحمر وقناة السويس من أي عمليات إرهابية، لأن جيبوتي تقع قرب مدخل البحر الأحمر وشمال غرب المحيط الهندي، ولموقعها دور كبير في تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المنطقة، من خلال التعاون بينها وبين الدول المعنية بأمن البحر الأحمر.

وأضاف أن هذه الزيارة استهدفت أيضا دعم التعاون بين البلدين في مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب البشر وتهريب الأسلحة الذي تقوم به الجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى جماعات التهريب والمخدرات. وأكد عيسوي أن الزيارة تفتح الباب لتعاون اقتصادي وتجاري أكبر بين مصر وجيبوتي، لأن جيبوتي بحكم موقعها تعتبر إحدى بوابات التجارة للقارة الإفريقية من ناحية الشرق. وتعتمد على موانئها في التجارة دول مثل إثيوبيا، التي ليست لديها منافذ على البحر، وبالتالي هذا التعاون يوفر لمصر فرصة أكبر لزيادة تجارتها مع إفريقيا، إلى جانب تصدير الصادرات أو السلع المصرية بكميات أكبر إلى دول القارة من ناحية الشرق والوسط. كما يوفر فرص عمل في مشروعات الاستثمار والبنية الأساسية للشركات المصرية.

وقال عيسوي، إنه وفقا للبيان المصري وما ورد عن المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين، فقد تم الاتفاق على الكثير من الأمورالتي تتعلق بتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاستثمار والاقتصاد ومشروعات البنية الأساسية، بالإضافة إلى مجال التعاون العسكري من حيث التدريبات وربما تزويد الجيش وقوات الأمن الجيبوتية بأسلحة تنتجها مصر. كما تم الاتفاق على المزيد من التعاون التجاري والاستثماري والصناعي بين البلدين، مضيفا: "نأمل أن يتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه بدون أن تعترضها أي عقبات." 

وأضاف أن الزيارة جاءت في الوقت الذي تصاعدت فيه التهديدات لمقومات الأمن القومي المصري، خاصة فيما يتعلق بالأمن المائي نتيجة مشروع سد النهضة الإثيوبي، بالإضافة إلى انتشار عمليات الإرهاب والجماعات المتطرفة في منطقة شرق ووسط إفريقيا خاصة في الصومال ودول الساحل، ومن بينها تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو. ونوه عيسوي إلى أن الرئيس السيسي بادر بزيارة جيبوتي في أول مرة يقوم بها رئيس مصري لتحقيق التعاون المشترك لتأمين المصالح المصرية ومصالح جيبوتي ودول القرن الإفريقي عموما.   

وأوضح عيسوي أن أحد الأسباب التي كانت وراء هذه الزيارة المفاجئة، بحث الرئيس السيسي مع نظيره الجيبوتي ما يمكن أن تفعله جيبوتي أو تقوم به لإقناع إثيوبيا بحكم علاقتها الجيدة بها بأن تتخلى حكومتها عن تعنتها فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة حتى يمكن التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح مصر والسودان وإثيوبيا في التنمية وفي الحفاظ على المصالح المائية لدولتي المصب مصر والسودان.

كما بحث الرئيسان، وفقا لعيسوي، ما يمكن أن تقوم به جيبوتي من جهود لنزع فتيل الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة التي تهدد مصالح البلدين والاستقرار في منطقة شرق إفريقيا. وبالتالي يمكن لجيبوتي بحكم علاقتها الجيدة مع اثيوبيا والسودان أن تساهم في التمهيد لحل الأزمة حتى لا تتحول الاشتباكات المتقطعة إلى حرب شاملة بين البلدين، الأمر الذي يهدد استقرار وأمن منطقة القرن الإفريقي عموما.

 

الحسيني: الزيارة نجحت في تعميق التنسيق حول قضايا الاهتمام المشترك 

وعن أهم نتائج الزيارة، قالت أسماء الحسيني نائب رئيس تحرير الأهرام المتخصصة في الشؤون الإفريقية، إنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون من أجل حفظ الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي، الذي يشهد توترات كبيرة، وكذلك منطقة البحر الأحمر، الذي تعد جيبوتي البوابة الجنوبية له بينما مصر هى بوابته الشمالية. وعن أهمية توقيت الزيارة، أشارت نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام للشؤون الإفريقية إلى أنها جاءت في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة أزمات خطيرة، حيث يوجد صراعات عديدة في الداخل الإثيوبي، وبين السودان وإثيوبيا، إلى جانب النزاع بشأن ملف سد النهضة. وكل هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر وجيبوتي، لابد من البحث عن مخرج آمن وحل لها، وإلا فإنها ستكون مسار توتر لصراع أو ربما انزلاق لحرب في منطقة القرن الإفريقي الذي تعد منطقة مهمة بالنسبة إلى البلدين.

وتضيف الحسيني إن جيبوتي تعد دولة فاعلة في الاتحاد الإفريقي. كما تعد أيضا دولة عضوا في الجامعة العربية وإحدى دول القرن الإفريقي ومنظمة تعاون دول شرق إفريقيا (إيجاد)، وأيضا منظومة الدول العربية الإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر التي تم إنشاؤها العام الماضي. ولذلك يمكن أن تكون صوتا عاقلا يساعد ويساهم مع باقي الدول الأشقاء والشقيقات في إفريقيا، من أجل دفع إثيوبيا نحو التوصل إلى تسوية عاجلة واتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، ينقذ المنطقة من الانزلاق لأي صراعات أو تزايد الاحتقان في المنطقة بسبب هذه القضية.

وكان السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قد أعلن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد اتفاقه مع رئيس جيبوتى على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضى قدما بافتتاح فرع لبنك مصر فى جيبوتى.

كما صرح السفير محمد ظهر، سفير جيبوتي لدى مصر، لإحدى القنوات الفضائية، بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها فوائد كثيرة للجانبين، حيث جرى الاتفاق على أكثر من شئ حول جميع المجالات، مشيرا إلى أن الرئيسين اتفقا على أشياء خاصة بالتبادل التجاري والاستثماري.  

تم نسخ الرابط