"سيدة الكرامات".. "الشيخة روحية" فقدت بصرها في طفولتها ووهبت حياتها لتعليم القرآن
فقدت بصرها لكنها لم تفقد بصيرتها، وكرست حياتها لحفظ وتعليم القرآن الكريم، حتى أصبح منزلها مقصدًا لكل من يرغب في حفظ كتاب الله، وتعلم القراءات والتجويد.

الشيخة "روحية عرفة" أو "الآنسة الشيخة روحية" كما تحب أن تُعرف نفسها، سيدة تبلغ 90 عامًا، من قرية أتميدة التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، أتمت حفظ القرآن في بداية عمرها، ووهبت الباقي منه في نقل ما تعلمته لغيرها، لتنال به الثواب الأعظم.

داخل غرفة صغيرة تسكن "الشيخة روحية" بمفردها، بعدما توفي جميع أقاربها، فهي من مواليد منيا القمح التابعة لمحافظة الشرقية، لكنها انتقلت للإقامة بقرية أتميدة عقب وفاة والدتها، وكان عمرها 14 عامًا.

فقدت "الشيخة روحية" بصرها في عمر العامين بسبب "الحسد"، حسبما عبرت، فكانت شديدة الجمال، وطلب صديق والدها "حجزها للزواج" من نجله الذي لم يولد بعد، لتصاب بعدها بـ"نقطة" بقدمها ثم عينها، وفشل علاجها، وفقدت نظرها تمامًا.

رحلة "الشيحة روحية" في حفظ القرآن بدأت حينما كانت في السابعة، واستطاعت حفظه كاملًا، وبعدها قررت تعلم القراءات واستغرق ذلك 5 سنوات، حتى أتمته في عمر 14 عامًا، ومن بعدها انتقلت للإقامة مع أسرة والدها بقرية أتميدة، وسخرت حياتها لتحفيظ وتعليم القرآن لمن يرغب، حتى بلغت حاليًا 90 عامًا.

تعتمد "الشيخة روحية" على تعليم القرآن الكريم بالتجويد والأحكام والقراءات، ويتردد عليها طلبة من جميع المحافظات، وفي مختلف المراحل التعليمية، وتبدأ معهم رحلة الحفظ بالسور الطويلة مثل "البقرة، وآل عمران، والنساء"، حيث تعتبرهم من أصعب السور، ومن يحفظهم يسهل عليه حفظ باقي القرآن، ويصعب عليه نسيانه.

"سيدة الكرامات"، هكذا يرى أهالي القرية "الشيخة روحية"، وذلك لمرورها بمواقف اعتبروها هبة من الله لحافظة كتابه، منها اشتعال حريق هائل بغرفتها أثناء طهيها الطعام في شهر رمضان الماضي، وبسبب تناثر الزيت الساخن، التهمت النيران محتويات الغرفة لكن لم تمسها بسوء، وموقف آخر أثناء سقوطها داخل غرفتها، ووجدت قطعة خشيية بجوار يدها سندت عليها، وشعرت بشخص لا تعرفه ساعدها على النهوض ثم تركها وذهب.

وأعربت الآنسة "الشيخة روحية"، عن رضاها التام بما مرت به، وثقتها بأن الله حرمها من نعمة البصر ومنحها الأفضل، وحجب عنها رؤية الدنيا لتتفرغ للقرآن والعبادة، كما أنها لم تتزوج لرغبتها في الزواج من حور العين.

وقدمت الشيخة روحية، الشكر لأهالي قريتها وجيرانها، الذين لم يتوانوا لحظة عن خدمتها ومساعدتها، معربة عن حبها الشديد للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومتمنية لقاءه.



