السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"الإخوان والحسابات الخاطئة".. كتاب جديد يكشف فشل الجماعة الإرهابية

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

أصدر الدكتور جمال سند السويدي، المفكر والخبير الاستراتيجي الإماراتي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كتابا جديدا يرصد فيه مخاطر جماعة الإخوان تحت عنوان "جماعة الإخوان في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الحسابات الخاطئة".

 

يقدِّم هذا الكتاب دراسة لتجربـة "جماعـة الإخوان الإرهابية" فـي دولة الإمارات العربية المتحدة، تغطّي فراغًا بحثيًّا كبيرًا بشأن هذا الموضوع؛ إذ إن هذه التجربة لم تُدرَس سابقًا دراسة كافية؛ واقتصـر مـا ورد بشأنها على مقالات صحفيَّة، وتغطيات إعلاميَّة، أو دراسات جزئيَّة؛ فضلًا عن الحديث الشفهيّ الذي دار، ولا يزال، حول "جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي"، التي استغلَّت البيئة السياسية والاجتماعية على مدى ثلاثة عقود في التمدُّد وتعزيز الوجود؛ حتى ظنت أن ساعدها قد اشتدَّ؛ وانتظرت أيَّ أزمة كي تعلن نيَّاتها الحقيقية؛ لكنَّ هذا لم يتحقق لها.

 

ترتكز فكرة الكتاب على نشأة جماعة الإخوان وتاريخها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ مستهدفًا دراسة ممارساتها، وتشريح سلوكياَّتها ورؤاها الفكرية والسياسية؛ منطلقًا من الإدراك التامِّ أن أفكار جماعة الإخوان الإرهابية لا تعبّر عن الإسلام، ولا تعكس صورته النقية؛ لأن الاستسلام لمزاعمها في هذا الشأن إساءة بالغة إلى الدين الحنيف.

 

ويهدف الكتاب إلى إثبات أن أحد أهم أسباب انهيار جماعة الإخوان في العالم العربي هو حساباتهم الخاطئة، وعدم امتلاكهم الرُّؤى السياسية الواقعية للتعامل مع متطلَّبات القيادة والحكم؛ وقد ظهر ذلك جليًّا من خلال حساباتهم الخاطئة في فهم أحداث الربيع العربي، وكذلك عدم قدرتهم على فهم عريضة عام 2011م في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي اعتقدوا أنها الطريق إلى السلطة والحكم.

 

ويناقش المؤلف، في الفصل الأول من الكتاب، تاريخ جماعة الإخوان من حيث النشأة والتأسيس والانتشار، كما يناقش أهداف الجماعة، ووسائلها لتحقيق هذه الأهداف، وفكرها، ومنهجها، ورؤيتها لنظام الحكم بشكل عام، وكذا موقفها تجاه الأحزاب والشورى والديمقراطية، وصولًا إلى مشاركة الإخوان المسلمين في السياسة، وانخراطهم في مؤسسات سياسيَّة مثل المجالس النيابية والتشريعية والتنفيذية؛ من أجل التعرُّف إلى دلالات ذلك، والنَّسَق العام الحاكم للجماعة في هذا الشأن.

 كما يستعرض الفصل التجربة السياسية لجماعة الإخوان في دول عربية وإسلامية عدَّة؛ ليختبر مدى صحة الافتراض القائل إن "جماعة الإخوان المسلمين قد أثبتت فشلها في الحكم".

 

ويخلص المؤلف إلى أن حسابات جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة خاطئة جدًّا؛ حيث اعتقدت أن نجاح جماعة الإخوان المسلمين المصريَّة فيما يُسمَّى الربيع العربي، ووصولها إلى الحكم عام 2012م، هما البداية لتولّي الجماعة السلطة والحكم في جميع الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد كان الإخوان المسلمون في دولة الإمارات يقولون كذبًا إن للجماعة شعبيةً كبيرةً بين الشعوب العربية، وإنها البديل الشرعي لأنظمة الحكم السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي. وليس هناك من دليل أو برهان على إخفاق جماعة الإخوان المسلمين أوضح من تراجع معدلات شعبيتها، بل انهيارها بشكل واضح في السنوات الأخيرة في العالمَين العربي والإسلامي.

 

كما أن جماعة الإخوان لا تملك حلولًا حقيقيةً واقعيةً للمشكلات التي تواجه مجتمعاتها؛ فعلى الرغم من الشعارات الرنَّانة التي تلعب على وتر التديُّن الظاهر في المجتمعات العربية والإسلامية، مثل الشعار المشهور "الإسلام هو الحل"، ومحاولة تصويرها كأن لديها مشروعات وخططًا واستراتيجيات لتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية، مثل "مشروع النهضة" الخاص بجماعة الإخوان المسلمين المصرية؛ فقد أثبت الواقع أنها ليس لديها أكثر من الشعارات الصوتية، وأن هذه الخطط والمشروعات لا تخرج عن كونها ملامح عامَّة وشعارات خطابيَّة لا تصلح إلا أن تكون عناوين للصحف والمجلات.

 

ويؤكد المؤلف، في نهاية الكتاب، أن ما قامت به حكومة دولة الإمارات في التعامل مع خطر جماعة الإخوان بين عامي 2011 و2013، عندما حاولت الجماعة الاستيلاء على الحكم والسلطة في الدولة، قد جاء في الوقت المناسب، وأن الحكومة لو تأخَّرت سنة واحدة لكانت الجماعة قد استولت على دولة الإمارات.

تم نسخ الرابط